قائد الطوفان قائد الطوفان

(عملية موقع 16).. القسام متمسك بأسراه والاحتلال يتخلى عن جنوده

الرسالة نت- خاص

تُثبت كتائب القسام يوما بعد الآخر أن أسر الجنود الصهاينة والتفاوض في عمليات تبادل أسرى لتبييض السجون، يعتبر من أبرز ما تعمل عليه في مواجهاتها من الاحتلال.

ولعل عملية "موقع 16" القريب من مستوطنة سديروت، والتي نفذتها كتائب القسام في معركة العصف المأكول، واعترافات الاحتلال بنية عملية خطف جندي تؤكد ذلك.

وكشف برنامج "الحقيقة" الذي بثته القناة 12 العبرية، تفاصيل عملية عسكرية نفذها 12 مقاتلا من كتائب القسام يرتدون زيا عسكريا مشابها لزي الجيش (الإسرائيلي).

 نظام هنيبعل

وتمكّن مقاتلو كتائب القسام من التسلل في اليوم العاشر من معركة العصف المأكول في تمام 5:30 صباحًا إلى منطقة بين نيرعم وعلى مقربة 700 متر من مستوطنة سديروت واستهدفوا جيبا عسكريا بقذيفة آر بي جي في تمام الساعة 6:36.

ووفقا للبرنامج فإن 4 ضباط (إسرائيليين) قتلوا في العملية، فيما حاول مقاتلو القسام خطف أحد الجنود لكن سرعان ما تم تفعيل إجراء "هنيبعل" الذي يُلجأ إليه أثناء حدوث عملية خطف.

بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أحمد رفيق عوض، أن مع كل استخدام جيش الاحتلال لقانون هنيبعل تسود حالة من الإحباط في صفوف جنود الاحتلال وأهاليهم.

وقال عوض في حديث لـ "الرسالة نت": "المتتبع للإعلام العبري وخلال سنوات سابقة، يجد أن هناك اعتراضا كبيرا على تنفيذ هذا القانون الذي يمثل تخليا واضحا عن الجنود في ساحة المعركة".

وأوضح أن قانون "هنيبعل" هو شرعنة الانتحار وبشكل قانوني لعدم إعطاء المقاومة الفلسطينية القدرة على المناورة والتفاوض وإعطائها نوعا من الانتصار.

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول إيصال رسالة إلى المقاومة بأننا سنعمل على تطبيق مثل هذه القرارات ولا يمكن ابتزاز (إسرائيل)، "وتطبيقها لمثل هذا القرار يعني أنها مستعدة للذهاب لأي طريق دون التفاوض مع المقاومة".

وشدد على أن مثل هذه القرارات تمثل اهتزازا كبيرا للجبهة الداخلية، وتزيد من الاتهامات لقيادة الجيش بالتخلي عن الجنود".

ولفت عوض إلى هذا الاعتراف الصهيوني، يؤكد نظرية المقاومة التي لا تدخر جهدا لزيادة غلتها من الجنود الصهاينة وإجراء عملية تبادل أسرى.

 تفاصيل الحدث

وبحسب التحقيق للقناة العبرية، نجح 12 مسلحًا متخفين، باختراق الحدود بالقرب من كيبوتس نير عام، واشتبكوا مع قوة من الجيش (الإسرائيلي) حيث فاجأت الخلية القوة التي كانت في الجيب العسكري وأطلقت تجاههم صاروخا مضادا للدروع.

وأسفرت عن مقتل سائق الجيب "نداف قولدماخر" و3 آخرين وأثناء العملية انتبهت قيادة الجيش أن ما يحصل سيؤدي حتما لعملية جلعاد شاليط 2.

الهجوم وفق وصف البرنامج، كان بالنسبة للجيش (الإسرائيلي) وغرف المراقبة الجوية والأرضية كالأحجية غير المفهومة، وكانوا يحاولون ربط الأحداث ببعضها البعض.

غرفة المراقبة قالت: "كنا متأكدين من وجهة نظرنا أنهم جنود تابعون لنا ولكن فيما بعد أثار انتباهنا أنهم مستلقون على الأرض ويقومون بتوجيه الأسلحة تجاهنا وليس باتجاه الحدود".

وأشار البرنامج إلى أن قيادة فرقة غزة ضللت عملية أسر الجنود القتلى، حيث قالت إن جميعهم قتلوا من نيران المقاومين ليتبين فيما بعد أنه قد تم اتخاذ قرار بإجراء "هنبيعل" لمنع وقوع عملية خطف.

ويروي قائد إحدى طائرات الاستطلاع أنه عندما رأى أحد المسلحين يقترب من الجيب اتخذ قرارا بإطلاق صاروخ على الجيب وعندئذ لم يكن متأكدا إذا ما كان السائق ميتاً بنيران المسلحين أم قُتل بصاروخ الطائرة الذي أطلقه تجاه الجيب.

بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، مؤمن مقداد، أن تفاصيل التحقيق الذي أذاعته القناة 12 العبرية، تكشف حجم التخبط في الجيش (الإسرائيلي) في أحلك الأوقات وأكثرها يقظة.

وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت" إن التخطيط المعقد والجهد الكبير للعملية من قيادة كتائب القسام جعل الاحتلال يدخل في "دوامة" ويؤكد أن صراع الأدمغة جزء مهم في ساحة المعركة.

وأضاف: "الكشف الرئيسي للتحقيق في تفاصيل الحادثة وكيف قتل هؤلاء الجنود، وإجراء "هنبيعل" يؤثر بشكل كبير على الجبهة الداخلية".

ولفت إلى أن هناك نقاشات دائمة وكبيرة فيما يتعلق بمثل هذه الإجراءات، "والتي دائما ما تُثير ردود فعل غاضبة واتهامات بالتخلي عن الجنود".

البث المباشر