تختلف تحية العيد حول العالم باختلاف البلدان، ويحيي المسلمون من أعراق وأصول مختلفة بعضهم بعضا على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم.
ونشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، سلط فيه الضوء على تنوع عادات وتقاليد الاحتفال بعيد الفطر السعيد، والطرق المختلفة لتبادل تحية العيد.
وأشار التقرير، الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إلى أنه مع انتهاء شهر رمضان المبارك، يحتفل ملايين المسلمين حول العالم بعيد الفطر، من خلال إقامة الشعائر وتناول الطعام وتبادل التهاني.
هذه المناسبة ينظر إليها على أنها فرصة للمسلمين لإظهار الشكر والامتنان، ومساعدة الفقراء عبر إخراج الزكاة قبل يوم العيد، والجلوس مع الأصدقاء والأقارب من أجل التمتع بأطباق محلية وحلويات شهية خلال أيامه.
ويتبادل المسلمون تهاني العيد بأشكال متنوعة، ففي دول الشرق الأوسط بشكل عام، تتردد تهنئة "عيد سعيد"، و"كل عام وأنتم بخير"، أو تستخدم العبارة البسيطة "عيد مبارك".
هذه التهاني الثلاث، هي الأكثر استخداما من جانب المسلمين سواء كانوا من العرب أو غير العرب، إلا أن بعض الجاليات المسلمة في دول أخرى تعبر عن ابتهاجها بالعيد بثقافتها ولغتها المحلية. وفي ما يلي ست طرق من ست دول للتهنئة بالعيد.
شبه جزيرة شعب الملايو: سلامات هاري رايا
يشير الموقع إلى أنه بعد الفراغ من صلاة العيد التي تقام في مسجد أو ساحة كبيرة في أحد المنتزهات، يتبادل المسلمون التباريك بعبارة سلامات هاري رايا، التي تعني يوم احتفال سعيد بلغة الملايو المحلية، التي يتحدثها شعب الملايو المنتشر في ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وبروناي.
هذه التهاني غالبا ما ترافقها عبارات مثل "ماف زهير دان بتين"، التي تعني أنا أطلب منك العفو، وهي توجه غالبا للأشخاص الأكبر سنا. كما يحصل الأطفال على مغلفات خضراء صغيرة تحتوي على مبلغ مالي، وهي هدية تسمى سامبول دويت رايا.
ويوجد اليوم أكثر من 16 مليون مسلم في ماليزيا، وقد انتشر الإسلام ببطء في شبه الجزيرة بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر، بفضل التجار العرب والهنود.
غانا: ني تي يون بالي
يقول الموقع؛ إن غانا يوجد فيها الكثير من المسلمين من شعب أكان الذي يعد أكبر مجموعة عرقية في البلاد. ويتبادل هؤلاء التهاني بعبارة ني تي يون بالي، التي تعني موسم أعياد جديد سعيد.
ويتوجه المصلون في العاصمة أكرا نحو مسجد كوماسي المركزي، أو مسجد غانا الوطني الذي بني حديثا على الطراز التركي وبتمويل من أنقرة.
وفي شمال غانا حيث تستخدم لغة الهاوسا، يتبادل المسلمون التهاني في عيد الفطر بعد صلاة العيد بعبارة باركا دا صلاه، ومعناها صلوات عيد مباركة.
ويوجد في غانا أكثر من خمسة ملايين مسلم، وقد وصل إليها الإسلام عبر التجار في القرن 15. ويعتبر مسجد لاربنغا في منطقة السافانا من أقدم المعالم الإسلامية في غانا، حيث يعود تأسيسه إلى عام 1421.
ألبانيا: جوزوار بجرامين
يقول الموقع؛ إن المصلين يتجمعون في ساحة سكندربيج في العاصمة تيرانا، ويتبادلون التهاني بعبارة جوزوار بجرامين، التي تعني أتمنى لك السعادة في هذا العيد.
ويحصل الأطفال في العيد على ملابس جديدة ومبالغ مالية ليستمتعوا بشراء الحلويات والألعاب.
وتعتبر ألبانيا واحدة من ثلاثة بلدان أوروبية يشكل المسلمون فيها غالبية السكان، بعدد يتجاوز 1.7 مليون، إلى جانب البوسنة والهرسك وكوسوفو.
وقد وصل الإسلام إلى ألبانيا في أثناء الحكم العثماني في القرن الخامس عشر، ولكن تم حظر أشكال العبادة كافة لمدة خمسين سنة تحت الحكم الشيوعي لأنور خوجة. إلا أن المسلمين تمكنوا من التمسك بشعيرة الصيام؛ باعتبار أن إخفاءها كان سهلا.
وبعد سنوات قليلة من وفاة خوجة، وتحديدا في 1991، انتهى الحظر المفروض على الأديان، وفي العام الموالي انضمت ألبانيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي.
الأكراد: جازنت بيروز
يقول الموقع؛ إن عبارة جزنت بيروز تعني عيد سعيد باللهجة السورانية التي يتحدثها أكراد العراق وإيران. وتعتبر الكردية رابع أكثر اللغات استخداما في الشرق الأوسط، إثر العربية والتركية والفارسية.
ورغم أن كردستان ليست دولة مستقلة بحد ذاتها، فإنها تمثل امتدادا جغرافيا يعيش فيه ما بين 20 و25 مليون كردي، يتوزعون حاليا بين تركيا وسوريا والعراق وإيران.
الصين: كوايشاي جي كوايلي
يذكر الموقع أن الصين التي يوجد فيها 28 مليون مسلم، تقتصر الاحتفالات فيها على مناطق معينة يسمح فيها بإقامة الشعائر الدينية.
ويحتفل هؤلاء بحرق أعواد البخور في المنزل قبل الذهاب للمسجد لأداء صلاة العيد، ثم تبادل التهاني باستخدام عبارة كايشاي جي كوايلي، التي تعني (عيد سعيد). ويحرص المسلمون أيضا على زيارة قبور الأحبة في عادة لإظهار التقدير للأجداد، قبل بداية الاحتفالات.
روسيا: إيد مبارك
يشير الموقع إلى أن روسيا يعيش فيها 20 مليون مسلم، يتمركز أغلبهم في العاصمة موسكو، وفي جمهوريات تتارستان وباشكورستان، وفي الشيشان وسانت بطرسبرغ.
في العيد، يهنئ الروس بعضهم بعبارة "إيد مبارك"، ثم يتوجهون لزيارة كبار السن والاجتماع لتناول الأطباق المحلية.
ويمثل الإسلام جزءا من تاريخ روسيا منذ القرن السابع، حيث وصل أوائل المسلمين إلى مدينة دربند الشهيرة في جنوب داغستان، بعد سنوات قليلة من وفاة النبي محمد عليه السلام.