أعلنت وزارة الصحة السودانية، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 512 قتيلا منذ بداية الاشتباكات منتصف نيسان/ أبريل الجاري، فيما أعلنت القوات المسلحة قبولها مناقشة مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لحل الأزمة.
وقالت الصحة السودانية في بيان، إنها "تجري ترتيبات مع المسؤولين لتجنيب المعمل المرجعي والمستشفيات المركزية ضرب الأسلحة والمقذوفات الحارقة".
وأضافت أن "عدد الوفيات بلغ 512، فيما بلغت جملة الإصابات 4 آلاف و193 إصابة بالخرطوم والولايات منذ 15 أبريل الجاري".
وأشار البيان إلى أن "4 ولايات تأثرت أمس الثلاثاء بالأحداث، وهي الخرطوم وجنوب دارفور وغرب دارفور ووسط دارفور (غرب)".
وذكر أنه "تم التواصل مع قادة الطرفين (الجيش والدعم السريع) لضرورة تجنيب المنطقة المركزية التي بها معمل الصحة العامة المرجعي (استاك) لعمليات الضرب والمقذوفات الحارقة حتى لا يتسبب المعمل في إحداث مشاكل صحية أكبر".
كما طالبت الوزارة الطرفين "مرة أخرى بالابتعاد عن المستشفيات والمرافق الصحية وعدم اتخاذها نقاط ارتكاز لتسهيل حركة الكوادر والأطباء والإمداد".
إلى ذلك، أعلن الجيش السوداني أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وافق على مبادرة قادة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) من أجل حل الأزمة في السودان.
وتتكون منظمة "إيغاد" من ثماني دول وهي: جيبوتي ، السودان ، جنوب السودان ، الصومال ، كينيا ، أوغندا ، إثيوبيا ، و إريتريا المنظمة حديثاً.
وجاءت المبادرة التي تقدمت بها "إيغاد"عقب اجتماع بين رؤساء دول المنظمة، حيث تقرر تكليف رؤساء كل من جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على مقترحات حلول للأزمة الجارية بالسودان، من أجل وقف نهائي لإطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبحسب بيان صادر عن القوات المسلحة السودانية، وافق الجيش على تمديد الهدنة الحالية إلي 72 ساعة إضافية، مع إيفاد ممثل واحد من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلي جوبا بغرض التفاوض حول تفاصيل المبادرة.
وعقب يوم واحد من الاشتباكات التي اندلعت في 15 نيسان/ أبريل الجاري، قرر قادة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إيفاد رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي للتوسط في وقف إطلاق النار في السودان.
وفي ختام اجتماعهم، قرر قادة المنظمة إجراء اتصالات للتوسط لوقف الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، فيما أعلن مكتب الرئيس الكيني ويليام روتو أن الهيئة الحكومية للتنمية قررت إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي في أقرب وقت ممكن إلى السودان من أجل وضع حد للمعارك.
وفي سياق آخر، قال البيت الأبيض الأربعاء إن أمريكيا ثانيا لقي حتفه في السودان وإن السلطات الأمريكية تقدم المساعدة لعدد صغير من الأمريكيين الراغبين في مغادرة البلاد خلال وقف إطلاق النار الذي هدأ من حدة القتال.
وصرح جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بأن وقف إطلاق النار الذي أعلنته الولايات المتحدة يوم الاثنين ما زال صامدا على ما يبدو رغم استمرار العنف بشكل متقطع.
وقال على شبكة "سي إن إن": "لذلك نريد الاستفادة من وقف إطلاق النار هذا للتأكد من أن الأمريكيين يعرفون ما إذا كانوا يريدون القيام بهذه الخطوة... سنرى ما الذي يمكن أن نفعله لتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها للوصول إلى تلك الطرق البرية".
وأضاف: "لا يزال الأمر خطيرا. أريد أن أؤكد على ذلك. لا يزال خطيرا. لكن يبدو أن وقف إطلاق النار صامد أو على الأقل يساهم في الحد من العنف".
وذكر كيربي في إفادة صحفية في وقت سابق من الأربعاء أن إدارة الرئيس جو بايدن تواصل العمل مع طرفي الصراع لتثبيت وقف إطلاق النار من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
وأردف قائلا: "نناشد كلا من الفصيلين العسكريين" الالتزام بوقف إطلاق النار "وتمديده" مضيفا أن "مستويات (العنف)... يبدو بشكل عام أنها انخفضت كثيرا".
وأضاف: "المستويات تراجعت لكننا نريد أن نرى المستويات عند الصفر".
وتأتي تصريحات البيت الأبيض في وقت اندلع فيه قتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على مشارف العاصمة الخرطوم رغم الهدنة التي تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 11 يوما.
وأصدر بايدن تعليماته للمسؤولين الأمريكيين بمساعدة أكبر عدد ممكن من المواطنين، وهم يعملون "بنشاط على تسهيل مغادرة عدد صغير نسبيا من الأمريكيين" الراغبين في الرحيل، فيما قدر المسؤولون الأمريكيون هذا العدد الصغير بالعشرات.
وأضاف كيربي أن بعض المواطنين الأمريكيين وصلوا إلى بورتسودان لإجلائهم من هناك وأنهم يتلقون الدعم. وذكر أن الولايات المتحدة تواصل دعم جهود محدودة أخرى للإجلاء.
وقال للصحفيين إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية نشرت فرقا في المنطقة وهي مستعدة لمد يد العون في تقديم المساعدات الإنسانية لكن لا بد من استمرار أي وقف لإطلاق النار وتمديده.
وصباح السبت 15 نيسان/ أبريل الجاري، اندلعت مواجهات واسعة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وجاءت هذه الاشتباكات عقب اختلافات بين البرهان و"حميدتي" بشأن مصير قوات الدعم السريع، حيث يرغب قائد الجيش في ضم الميليشيات إلى القوات العسكرية في غضون سنتين، فيما يسعى دقلو إلى الاحتفاظ بامتيازات مقاتليه لمدة 10 سنوات.
عربي 21