يحرص المسلمون العرب والأجانب على الوصول إلى المسجد الأقصى لكن بطريقتهم بعيدا عن عمليات التطبيع مع الاحتلال، فمجموعات كثيرة تصل وقت ذروة الاقتحامات لتواصل الرباط في ساحات المسجد وقراءة القرآن في أروقته.
ويعتبر وجود المسلمين من غير الفلسطينيين، دعما كبيرا للمقدسيين لاسيما المبعدين عن الأقصى، فهؤلاء المرابطون الذين قطعوا مسافات بعيدة جاءوا حبا وتطوعا لحماية مسجدهم من دنس الاحتلال ومجموعات المستوطنين الذين يأتون كالقطيع في ساعات الصباح لاستفزاز المصلين.
وقبل أيام وبشكل علني اعتدى جنود الاحتلال على الشابة التركية أوزغيجانموتلو (24عاماً) وهي تقرأ القرآن في باحات الأقصى.
وأقدم جنود الاحتلال على ضربها وسحلها واعتقالها في مركز شرطة "باب الأسباط" لساعات، ثم قاموا بتسليمها إخطارا بالإبعاد عن الأقصى مدة أسبوع، مما أثار حالة من السخط والسخرية على حد سواء، فالمرابط الذي جاء من بلاد بعيدة ليمارس شعائره الدينية أيضا يعاقب كما المقدسي.
تقول المرابطة الحاجة نفيسة خويص وهي مبعدة عن المسجد الأقصى منذ بداية العام الجاري وحتى يوليو المقبل، إن وجود مرابطين ومرابطات من خارج القدس يعزز صمودهم ويدعمهم، مشيرة إلى أن المرابطين من المسلمين الأجانب حين يأتون يمكثون في الأقصى ساعات طويلة يقرأون القرآن ويكبرون.
وتضيف خويص (للرسالة نت): كمقدسيين نحتوي من يأتي من الخارج، فكثيرا ما نطهو الأكلات الشعبية كالمقلوبة وورق العنب وندعو المرابطات التركيات وغيرهن لمشاركتنا، لاسيما وغالبيتهم يقيمون في فنادق.
وتشير خويص كونها مبعدة إلى أنها حين تعلم بوجود مرابطات من الخارج، تنتظرهن في أقرب نقطة من أبواب المسجد الأقصى لاصطحابهن لتناول الطعام والترحيب بهن.
وفي ذات السياق يحكي المقدسي أسامة برهم وهو يستقبل بشكل دائم وفودا من خارج القدس، بأن غالبية القادمين للرباط في الأقصى وزيارة مدينة القدس من تركيا عبر السياحة الدينية وكذلك مسلمو بريطانيا من الجنسية الباكستانية، بينما أهل المغرب العربي يأتون بجنسيتهم الفرنسية.
ويشير برهم (للرسالة نت) إلى أن كل المرابطين الأجانب يرحب بهم المقدسيون، ماعدا العرب الذين يأتون للأقصى بصحبة الشرطة (الإسرائيلية) ويتجولون في باحات المسجد رفقتهم.
وذكر أن الوجود الإسلامي في مدينة القدس خلال شهر رمضان كان لافتا رغم كل المضايقات التي تعرض لها المقدسيون ومن أتى لزيارتهم، حيث كانت الشرطة (الإسرائيلية) تتصيد الوفود الأجنبية وتحاول تشديد الخناق عليهم.
ولفت برهم إلى أن أبناء القدس يرحبون بأي زائر لا يطبع مع الاحتلال، مشيرا إلى أن ما جرى مع التركية التي جرى سحلها وإبعادها عن الأقصى أوجع المقدسيين كما لو كانت ابنتهم.
وعلق: "شعرنا بالعجز أمام الفتاة التركية التي تعرضت للضرب والاعتقال (..) رغم أنه كل يوم تعتقل سيدة مقدسية ويتم تسليمها إخطارا بالإبعاد وهذا لا يرضينا أيضا، لكن وجود مسلم يأتي من بلاد بعيدة للرباط في الأقصى يوجعنا ونحن لا نستطيع الدفاع عنهم إلا بالرباط والتكبير وكسر مضايقات الاحتلال".
ويرى برهم أن وجود الوفود الإسلامية المرابطة في الأقصى يعيق وتيرة سرعة إنجازات اليهود في تهويد المدينة المقدسة والمسجد الأقصى.
وذكر أن رمضان الماضي كان في القدس أكبر مؤتمر فلسطيني إسلامي حيث جاء المرابطون من كل المدن والقرى الفلسطينية، بالإضافة للمسلمين العرب والأجانب.
ويؤكد أن وجود المسلمين الأجانب في ساحات المسجد الأقصى يعزز من دور المرابطين المقدسيين، ورسالة أخرى للاحتلال مفادها "في حال أبعدت واعتقلت هناك من يأتي ليسد مكاني".