أعلنت بلدية الاحتلال في مدينة القدس، البدء في أعمال إنشاء ما يسمى بـ (طريق السيادة)، بالمدينة، ضمن مشروع استيطاني ضخم، تسميه سلطات الاحتلال بـ"القدس الكبرى".
المشروع الاستيطاني في المدينة، يعد الأضخم على مستوى الضفة المحتلة والقدس، ويهدف لتقسيمها جنوبا وشمالا، وعزل القدس نهائيا عن الضفة المحتلة، وصولا لإنشاء مدينة كبرى تضاهي لأول مرة مساحة (تل أبيب)، لتكون (تل أبيب الكبرى)، وفق المخطط.
وقال الباحث المقدسي الدكتور جمال عمرو لـ(الرسالة نت) إن المشروع الذي يسمى بـ(2020) نسبة للعام الذي أقرت فيه، جرى تجهيزه قبل عشرة أعوام، وقسمه الاحتلال لمرحلتين، الأولى تنتهي عام 2030، والثانية في عام 2050.
وبين أن المخطط الهيكلي للمشروع، يمتد جنوبا من أراضي بيت لحم، ويفصل طريق المسيح تماما، ويعزل القدس عن المدينة وعن الخليل، ويشمل سلسلة كبيرة من المستوطنات (افراكا وعتصيون)، ويمتد شمالا لبوابة رام الله والبيرة.
ويشمل المشروع مطار القدس وأراضي واسعة جدا في المنطقة، ثم يمتد غربا نحو وادي الأردن، شاملا سلسلة كبيرة من المستوطنات في مقدمتها معاليه ادوميم.
وسيصادر المشروع أكثر من 16 ألف دونم من أراضي المقدسيين، وسيطرد ويهجّر أكثر من 1500 شخص من البدو بمنطقة جبل البابا (الجهالين) والخان الأحمر.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى عزل المقدسيين بالكامل ومنع اختلاطهم في الطريق مع المستوطنين.
وأكد عمرو أن المؤشرات القائمة تشير إلى أن الوحدات الاستيطانية التي يجري إنشاؤها تقع ضمن قائمة المخطط، فهناك مشروع لبناء آلاف الوحدات بمطار القدس، وهناك مشروع آخر لفصل بيت لحم عن القدس يسمى بـ(مشروع جفعات) المقام على أراضي مار إلياس التي سربت ضمن ما تسمى بـ(فضيحة تسريب العقارات المسيحية).
وأكد أن المشروع يقطع الطريق بين القدس ومحيطها الداخلي وحتى الطرق الي توصلها برا بالأردن، ويعني من الناحية العملية السيطرة على الغور والخان الأحمر، والسيطرة على الطوق الشرقي عبر شبكة طرق وأنفاق جديدة بدأ الحفر فيها.
وأوضح أن عملية التنفيذ تجري بصمت منذ سنوات، والشواهد كلها تدل على ذلك.
من جهته، قال الخبير في الشأن الاستيطاني عبد الله أبو رحمة، إن هناك مجموعة مشاريع استيطانية يجري رصدها، في سياق تحقيق المشروع الاستيطاني الكبير المسمى بـ(القدس الكبرى).
وأوضح أبو رحمة لـ(الرسالة نت) أن الاحتلال بدأ بتدشين شبكات طرق محيطة بالقدس، وإقامة عدد من الأنفاق الكبيرة، تبدأ من معبر قلنديا.
وذكر أن الاحتلال يتحدث عن رصد ميزانية هائلة لفتح طرق أهمها طريقان كبيران بمحيط القدس وبالقرب من العيسوية.
ويشمل المخطط ضم معاليه أدوميم، إلى جانب مخطط إيوان الذي يربط مستوطنات جنوب الضفة مع وسطها، إلى جانب زيادة الوحدات الاستيطانية التي يجري تنفيذها حاليا والمصادقة عليها.