جاء خبر استشهاد الشيخ خضر عدنان داخل زنازين الاحتلال كالصاعقة على الشعب الفلسطيني وخصوصا الحركة الأسيرة.
ولطالما اعتبرت الحركة الأسيرة، الشيخ عدنان أحد قادتها وأيقوناتها، والذي رسّخ الانتصار عبر الإضراب عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، وتبعه العشرات من بعده.
ويرى مختصون أن الاحتلال تعمّد اغتيال أيقونة الصبر والإضراب الشيخ خضر عدنان، وأن لذلك تبعات كبيرة تؤكد أن خطوات الأسرى النضالية ستتصاعد.
** خطوات تصعيدية
المختص في شؤون الأسرى، رأفت حمدونة، أكد أن هناك جملة من الخطوات التصعيدية بدأت داخل السجون مع خبر استشهاد الشيخ خضر عدنان.
وقال حمدونة في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتجاجات سادت جميع السجون مع إرجاع وجبات، وهناك دراسة لكيفية استمرار الرد من الأسرى على استشهاد أيقونة الحركة الأسيرة.
وأوضح أن الاحتلال يعمل على امتصاص غضب الأسرى ويخشى حالة العصيان داخله، "في وقت تسود حالة من الغضب في ظل الإجراءات القمعية التي ينتهجها وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال، المتطرف ايتمار بن غفير".
وأشار إلى أن حكومة اليمين المتطرف تستمر في سياسة الإعدام الممنهجة بحق الأسرى، مضيفا: "وأتوقع أن تبقى مستمرة في حال لم يكن هناك تحرك جدي ضد هذه الإجراءات التعسفية".
في حين، قال مكتب إعلام الأسرى إن الاتصالات انقطعت بين قيادة الحركة الفلسطينية الأسيرة وسجن عوفر بعد اغتيال الأسير عدنان، وذكر المكتب أن الحركة الأسيرة تحذر إدارة السجون من مغبة الاستفراد بأي أسير.
وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية أن اختناقات بالغاز حدثت في صفوف الأسرى بعد توتر واستنفار في سجن عوفر.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية إلى إضراب شامل وحداد عام في جميع مناحي الحياة، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والجامعات، ردا على استشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان.
بدوره، أكد مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، رياض الأشقر، أن استشهاد الأسير عدنان سيكون له انعكاسات كبيرة داخل السجون من الاستنفار ومواجهة السجان لجلب الحقوق.
وقال الأشقر في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتلال تعمد اغتيال الأسير عدنان داخل السجون، عبر رفض نقله إلى مستشفى مدني ليبقى تحت الملاحظة المستمرة، بعد مرور أكثر من 85 يوماً على إضرابه ما يؤكد نية الاحتلال المسبقة بالتخلص منه واغتياله.
وأوضح أن سلطات الاحتلال كانت تتعامل مع ملف (خضر عدنان) كقضية أمنية وسياسية وليست قضية قانونية أو قضائية اعتيادية.
ولفت إلى أن مخابرات الاحتلال تحكمت بالكامل في قرارات تمديد اعتقال الشيخ عدنان، ورفضت الإفراج عنه بكفالة أكثر من مرة رغم وجود موافقة مبدئية من المحكمة على طلب الإفراج عنه نظراً لخطورة حالته.
ولا يستبعد الأشقر أن سلطات الاحتلال اغتالت الأسير خضر عدنان داخل زنزانته بعدما أصبحت تجربته ملهمة للعشرات من الأسرى الذين ساروا على دربه في خوض الإضرابات الفردية عن الطعام.
ودعا الأشقر إلى وقف الصمت الدولي، والذي يدفع ثمنه الأسرى في سجون الاحتلال، مبينا أن ذلك الصمت يترجم بأنه قبول لاستمرار جرائم القتل والاغتيال بالإهمال الطبي والتعذيب داخل السجون لمجرد أن السياسة الدولية تحابي الاحتلال وتغض الطرف عن جرائمه".
وختم حديثه: "قرر الاحتلال إنهاء هذه الأسطورة واستعادة الردع بقتل الشيخ خضر، وبذلك هي عملية اغتيال متكاملة الأركان".