أثبتت المقاومة مجددا أنها حاضرة في كل الميادين للدفاع عن الثوابت التي يعمل الاحتلال (الإسرائيلي) دوما على انتهاكها.
ومع استشهاد الشيخ خضر عدنان داخل زنزانته والمضرب عن الطعام لمدة 85 يوما، دكّت صواريخ المقاومة المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بأكثر من مائة صاروخ خلال ساعات معدودة.
ولم تخرج فصائل المقاومة عبر غرفتها المشتركة لتأكيد المؤكد بأن هذه الصواريخ تأتي لتثبيت قوة الردع، بل لتدلل على مكانة الأسرى لدى المقاومة وأن أي محاولة للاستفراد بهم ستقلب الأوضاع رأسا على عقب.
عدة رسائل
المختص في الشأن السياسي، عبد الله العقاد، أكد أن (إسرائيل) تفاجأت من رد فعل المقاومة تجاه قضية الأسرى، "ولم تتوقع أن تنتصر لاستشهاد الشيخ عدنان عبر إطلاق الصواريخ".
وقال العقاد في تصريح لـ (الرسالة نت): "لعل تبني الغرفة المشتركة لإطلاق الصواريخ له دلالات كبيرة، ورسالة فهمها الاحتلال جيدا".
وأضاف: "فعندما تتبنى الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة قصف المستوطنات بأكثر من مائة صاروخ، فهي بذلك توصل رسائل من نار لدولة الاحتلال".
وأشار إلى أن فصائل المقاومة تؤكد بذلك بأن ملف الأسرى يعتبر من أولوياته، وأن أي مساس بالأسرى سيؤدي للتصعيد وإمطار المستوطنات بالصواريخ.
ولفت العقاد إلى أن الرسائل وصلت للاحتلال جيدا وهو ما سيدفع الحكومة المتطرفة للحذر من أي مساس بالأسرى وأي تنفيذ للوعود التي يطلقها المتطرف ايتمار بن غفير ضدهم.
وأوضح أن الاحتلال سيعمل على إعادة حساباته تجاه السياسة المتطرفة التي يتوعد الأسرى بها.
وخلق رد المقاومة في غزة على استشهاد الشيخ عدنان خلافا كبيرا بين أوساط الحكومة (الإسرائيلية)، حيث أعلن حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه وزير الأمن القومي المتطرف "إيتمار بن غفير"، مقاطعة جلسات الكنيست اليوم الأربعاء ردًا على ما أسماه "الرد الباهت على الإخلال بالهدوء" جنوبي الكيان.
وذكرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، أن الحزب سيعقد جلسة مشاورات خاصة اليوم في بلدة (سديروت) بغلاف غزة بعد ليلة شهدت إطلاق رشقات صاروخية تجاه الغلاف.
بينما عقّب "بن غفير" على غارات الجيش الليلة على القطاع، قائلًا: "قالوا في البداية إن هنالك تعديلات قضائية، وبعدها رمضان والآن لا يوجد أي سبب لعدم الرد بقوة".
كما يأتي قرار "بن غفير" بعد استبعاده من جلسة المشاورات الأمنية التي عقدها نتنياهو أمس في أعقاب موجة الصواريخ، وقال إنه يأمل ألا تكون الخطوة مدروسة مسبقًا سعيًا لعدم سماع صوته بهذا الخصوص.
ويتفق الكاتب في الشأن السياسي، محمد شاهين، مع سابقه في أن المقاومة نجحت في إيصال رسائل نارية مع استشهاد الشيخ خضر عدنان.
وقال شاهين في حديث لـ "الرسالة نت" إن استشهاد الشيخ خضر عدنان داخل زنزانته توصل رسالة عن التطرف لدى حكومة الاحتلال في التعامل مع الأسرى والتي وصلت لعملية اغتيال لهم.
وأوضح أن الرد السريع على استشهاد الشيخ عدنان وقصف المقاومة لمستوطنات الاحتلال تؤكد أن أي مساس بالأسرى سيقابله تصعيد للوضع الميداني.
وأكد أن رسائل المقاومة وصلت جيدا لحكومة اليمين المتطرفة والتي مفادها أن قضية الأسرى على سلم أولويات المقاومة، وأنها ستعمل كدرع حصين ضد أي اعتداء عليهم ولن تسمح بالاستفراد بهم.
وشدد على أهمية هذه الجولة من الصراع مع الاحتلال رغم قصر مدتها، مشيرا إلى أنها تؤسس لثوابت تعمل المقاومة عليها ضد الاحتلال وزيادة في قوة الردع.