حذر خبير عسكري إسرائيلي، من خطورة تسليم حكومات الاحتلال الإسرائيلي بواقع "وحدة الساحات" بين فصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأوضح يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إسرائيل عادت إلى معضلة التخبط في التعامل مع نار الصواريخ من غزة دون الانجرار لتصعيد غير مرغوب فيه، والمعضلة واضحة؛ من جهة، نار منفلتة واستفزازية من الجهاد الإسلامي في وضح النهار، ومن جهة أخرى، نار نفذت فقط في حدود الغلاف، ردا على استشهاد الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان، وفي ظل نقل رسائل من جانب حماس، أنها غير معنية بالتصعيد".
وأضاف: "في القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، لم يكن أمس جدال حول ضرورة الرد، بل حول شدته، فرد هزيل جدا سيبث ضعفا وسيشجع على مواصلة إزعاج المستوطنين في منطقة الغلاف، أما رد حاد أكثر مما ينبغي، كفيل بأن يؤدي إلى رد مضاد، وربما انضمام حماس إلى المعركة، ومثل هذا التراشق لكرة الطاولة من شأنه أن يخرج بسرعة عن السيطرة، بينما على الجدار يسخن الفرع اللبناني لحماس، بل وربما جماعات في سوريا تنتظر اللحظة المناسبة للعودة إلى ضرب إسرائيل".
ونوه الخبير إلى أن "تل أبيب وقعت في معضلة مشابهة الشهر الماضي، عندما واجهت نيرانا من غزة ومن الشمال؛ القرار في حينه الرد باعتدال نسبي نبع من جملة ملابسات؛ منها انعدام المصابين في كل أحداث النار، الصدع الداخلي في إسرائيل، معلومات استخبارية صلبة عن نية إيران توحيد الساحات، كما أن حقيقة أن التصعيد في حينه كان بسبب أحداث المسجد الأقصى، أدى إلى لجم الجانب الإسرائيلي، الذي كان يصعب عليه أن يحصل على الشرعية الإقليمية والدولية لعملية رد واسعة في هذا التوقيت".
ورأى أن "الملابسات الآن مختلفة قليلا، صحيح أن الصداع بقي كما كان وكذا الدافع الإيراني موجود دوما، لكن غياب الصلة الدينية المباشرة مثلما كان في رمضان يحرر قليلا اللجام عن إسرائيل، بالمقابل، أضيف إلى المعادلة عنصر لم يكن موجودا في الشهر الماضي، الأسرى الأمنيين، الذين سارعوا لجعل الأسير خضر عدنان رمزا، واستغلوا الفرصة كي يشجعوا الاضطرابات".
ولفت ليمور، إلى أن "حركة حماس، الحساسة جدا لقضية الأسرى، امتنعت لهذا السبب عن تقييد الجهاد الإسلامي في رده الثلاثاء".
جدير بالذكر هنا، أن الرد على جريمة استشهاد الأسير خضر عدنان قادته الغرفة المشتركة التي تضم العديد من فضائل المقاومة ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي.
وبين أن الرد الإسرائيلي بـ"اعتدال" كما هو متوقع، سيكون بمثابة شراء للهدوء لزمن قصير، فانعدام نجاحها في الفصل بين الضفة الغربية وغزة يجر ردودا شبه تلقائية من القطاع لكل حدث عنيف في الضفة ويضمن نارا تأتي في غضون وقت قصير، وهذا واقع (وحدة الساحات) ولا يمكن لإسرائيل أن تسلم به، وبالتأكيد بعد الفترة الهادئة نسبيا السنة الماضية.