رحم الله الشهيد الأسير القائد الشيخ خضر عدنان الذي رسخ بجسده الطاهر أسمى مشاهد العز والفخار والصمود والتحدي في وجه السجان الصهيوني، وهو يخوض على مدار أكثر من ثمانين يومًا معركة الأمعاء الخاوية، قضى نحبه شهيدًا، ورسم بشهادته معالم الشموخ والوفاء لقضيته ولأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني.
إن استشهاد القائد خضر عدنان في زنازين الاحتلال بعث رسالة لجميع المتخاذلين والمتقاعسين عن نصرة شعبنا الفلسطيني ونصرة قضيتنا الفلسطينية، رسالة سطرها الشيخ خضر عدنان في زنازين الاحتلال بجسده النحيل سطر فيها نموذجًا ثوريًا ونضاليًا في مواجهة الاحتلال ورفضه لسياسة الاعتقال الإداري حتى لو كلَّفه الأمر حياته شهيدًا في سبيل الحرية والكرامة والخلاص من الاحتلال الصهيوني.
وقد جاء رد المقاومة الفلسطينية على جريمة اغتيال القائد خضر عدنان سريعًا ومدويًّا على الفور، لتأكيد أن الأسرى خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن قضيتهم على رأس الأولويات والثوابت الفلسطينية.
لقد فرضت المقاومة الفلسطينية الموحدة في هذه المعركة معادلة ردع جديدة في وجه الكيان، وأثبتت عبر غرفة العمليات المشتركة التي تجمع الفصائل العسكرية الفلسطينية كافة، قدرتها على الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني في الزمان والمكان، وفرضت معادلة جديدة على الأرض والميدان والجو.
-لقد أوصلت المقاومة الفلسطينية رسالة قوية للعدو الصهيوني جعلته يفكر في توسيع المعركة مع المقاومة والخشية من توسع هجمات المقاومة الصاروخية لمعركة مفتوحة من كل الساحات والجبهات على الصهاينة، إذ أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 100 صاروخ تجاه المستوطنات الصهيونية.
-استطاعت فصائل المقاومة فرض ملامح مرحلة جديدة في إدارة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وقلب الموازين في ردع الاحتلال عن جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، وبحق أسرانا وأرضنا ومقدساتنا.
لقد أذلت المقاومة أنف الاحتلال وكسرت هيبته وعنجهيته بالرغم مما يمتلك من ترسانة سلاح نووي وآليات ودبابات متطورة، إلا أن المقاومة استطاعت فرض معادلة عسكرية، وقواعد قتالية مع الاحتلال في موعد بدء المعركة وموعد انتهائها.
-أدارت المقاومة الفلسطينية بقوة وبسالة المعركة الميدانية، ووجهت رسالة للعدو أن خلف الأسرى وشعبنا الفلسطيني مقاومة لن تتركهم في مواجهة جرائم الاحتلال، ومواجهة سطوة السجان الصهيوني.
لقد تغيّرت الموازين في مواجهة الاحتلال وأصبحت المقاومة الفلسطينية عبر ما تملكه من وسائل دفاعية وهجومية تستطيع وضع حد للاحتلال وجرائمه والدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني.
لقد فشل العدو الصهيوني بالرغم من ترسانته القتالية الكبيرة في التصدي لصواريخ المقاومة، وخشي من اتساع الرد من جانب المقاومة الفلسطينية، وفتح جبهات قتالية متعددة قد لا يستطع الكيان الوقوف في وجهها ولا سيما في ظل الظروف الداخلية المهترئة التي يعيشها الكيان من الداخل، والغضب الكبير من الصهاينة على حكومة ( نتنياهو – بن غفير) والمشاكل الداخلية التي قد تعصف في أي لحظة بحكومة ( نتنياهو).
إن هذه المعركة أكدت أن الكيان الصهيوني في انحدار وتراجع، وأن المقاومة الفلسطينية على جاهزية دومًا واستعداد، للدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني ولن تسمح للاحتلال بمواصلة جرائمه، وأنها على أهبة الاستعداد لخوض أي معركة عسكرية مع الكيان من أجل الحرية والخلاص من هذا الاحتلال، والدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا .
-يدرك العدو الصهيوني أن المقاومة الفلسطينية تمتلك وسائل قتالية متطورة وأنها تعمل وفق خطط عسكرية مدروسة تعمل على جميع الجبهات من ضمنها وحدات السايبر والحرب الإلكترونية التي استطاعت تعطيل أنظمة القبة الحديدية، كما يخشى الاحتلال من توسيع ضربات المقاومة ضد المدن الصهيونية الكبرى لتصل إلى قلب الكيان الصهيوني ومراكِزه الاقتصادية وحركة الطيران الأمر الذي يفرض على الكيان التراجع أمام المقاومة الفلسطينية، وخشيته من تصاعد الأمور وتطورها والدخول في مرحلة أخطر في التصعيد العسكري، والخشية من دخول جبهات أخرى على الخط وتعقد المواجهة وتطورها لتصبح مواجهة متعددة الجبهات.
إن المقاومة الفلسطينية تعمل باقتدار ومستوى عسكري متطور بما تمتلك من وسائل قتالية، إذ استطاعت فرضت ملامح مرحلة جديدة في إدارة الصراع مع الاحتلال لها الكثير من النتائج الكبيرة، والإبداعية في المقاومة والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا وثوابتنا الفلسطينية.