قائمة الموقع

ثورة مصر .. هل تعرقل خطط "إسرائيل" في غزة؟

2011-02-06T18:10:00+02:00

غزة – أحمد الكومي

من جديد.. يتكرر السؤال وتبقى الإجابة قيد التحليل، هل تعرقل ثورة الياسمين في مصر خطط  قادة الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة ؟، خاصة بعد أن سار الدم في عروق الأمة العربية التي تعيش شعوبها هذه الأيام انتفاضة غير مسبوقة هزت عروش المُلك في عدد من دولها.

وانطلقت شراسة الثورة المصرية يوم الثلاثاء الماضي مطالبة برحيل نظام الرئيس المصري حسني مبارك واجراء تعديلات في كافة مناحي الحياة، وأسفرت حتى كتابة هذه السطور عن مقتل المئات واصابة الالاف.

تباينت أراء محللين سياسيين فيما إن كانت المتغيرات الطارئة على الساحة المصرية ستنذر بعدوان جديد على القطاع أو تشديد الحصار على قطاع غزة أو إعادة احتلال ممر صلاح الدين "محور فيلادلفيا"، الشريط الفاصل بين قطاع غزة ومصر، خاصة أن المنطقة العربية تشهد تغييراً استراتيجياً وصف على رأي بعض المفكرين الصهاينة بالزلزال المدمر في الشرق الأوسط.

زلزال

المختص في الشؤون الإسرائيلية ناجي البطة، استبعد إقدام حكومة الاحتلال على أي فعل ضد غزة، قائلاً:" ما يجري في الدول العربية من ثورات شعبية غاضبة هو ناجم عن سياسة الاحتقان والاستفزاز التي تتبعها الحكومات تجاه شعوبها، وعلى إثر هذا فإن "إسرائيل" تدرس بإحكام شديد قراراتها ضد القطاع .

وأضاف" إسرائيل" تتابع بجدية واهتمام بالغين احداث مصر التي بدت تضرب المنطقة، فهي تحسب لمصر ألف حساب كونها تمثل الثقل العربي في الشرق الأوسط وتسعى إلى احتواء أضرار السياسة التي اتبعوها حتى الآن، ومساعدة واشنطن في إرساء الاستقرار في هرم السلطة المصرية".

وقد تصدّر الشأن المصري اهتمام الصحف الإسرائيلية، فركزت على ضرورة أن تغير حكومة بنيامين نتنياهو طريقة تعاملها معه وتنسق مع واشنطن للاقتراب من قوى الاحتجاج.

وكتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" العبرية أن أحداث الأيام الأخيرة في مصر تعبّر عن أضغاث أحلام القادة والمخططين والاستخبارات في "إسرائيل"، وقال إن انهيار النظام القديم في مصر سيكون له تأثير بالغ، سلبي بغالبيته، على الوضع الإقليمي "لإسرائيل".

عقيدة قتالية

ورغم ما تمر به "إسرائيل" من قلق واضح بسبب توتر علاقاتها بمصر، وتغيير طريقة تعاملها مع قطاع غزة، تبقى العقيدة القتالية للحكومات الإسرائيلية سيدة الموقف.

وستظل الدولة العبرية معبأة للعدوان نفسيا ومعنويا، ما دامت أطماعها بالأرض العربية لم تنته، وما دامت تدرك جيدا أن الصراع بينها وبين العرب لن تنهيه معاهدات فرضتها، على العرب.

كل هذا وأكثر دفع بالدكتور عمر جعارة المختص في الشؤون الإسرائيلية بالقول إنه من السابق لأوانه استبعاد العدوان على غزة، والجلوس لترقب أوضاع الدول العربية المجاورة.

وأوضح أن الحرب والسلام بيد الإدارة الأمريكية، وأن ضرب غزة سيكون تبعاً لأوامر أمريكا التي تحسن تثبيت مصالحها في الشرق الأوسط. على حد قوله.

وأشار جعارة إلى أن تصريحات قادة الاحتلال المتفاوتة بين الحين والآخر تؤكد وبشكل قاطع أن العدوان ضد القطاع وارد في أي لحظة، لافتاً إلى أن مطالبة وزير الجيش الصهيوني إيهود باراك للفصائل الفلسطينية بعدم امتحان قوة وعزيمة دولة الكيان، دليل على صحة أقواله.

وختم حديثه:" إسرائيل" دولة ذكية في الشرق الأوسط، وتفهم المعادلة الدولية أكثر من الأنظمة العربية، لذا على الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، أن تظل مستيقظة لكل شاردة وواردة".

وحتى تصل "إسرائيل" لقرار حاسم بشأن خياراتها القادمة ضد غزة ، يظل تهديدها بشن عدوان حاسم على القطاع معلقاً. وأغلب الظن أن اعتداءاتها على غزة لن تتجاوز- في حال كهذه- القصف الجوي لمواقع المقاومة ومؤسساتها المدنية ومواقعها العسكرية، وتشديد الحصار، إلى جانب منع أهالي القطاع من الاقتراب من الجدار العازل المقام على الجانب الفلسطيني من الحدود بين القطاع والكيان، بالإضافة لاستمرارها في ارتكاب تجاوزات، تستهدف استمرار حالة القلق التي يعيشها أهالي القطاع في ظل الحصار المفروض عليهم.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00