حذر يساريون وإسلاميون مغاربة، من مغبة استمرار المغرب في تطبيع علاقاتها مع (إسرائيل).
جاء ذلك خلال الجمع العام للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، المنعقد الأحد، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط.
واعتبرت الجبهة على لسان منسقها الوطني، جمال العسري، أن وصف "تسونامي" الذي سمّت به التطبيع مع (إسرائيل) غداة انطلاق قطار التطبيع، أصبح الآن متجاوزا.
وأضاف العسري :"بعد تجاوز الحاكمين كل الخطوط الحمراء والسوداء وعدم الاكتفاء بالتطبيع مع الكيان النازي والصهيوني، بل تمديده إلى كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وحتى الأمنية والمخابراتية والعسكرية".
وصفت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، المكوّنة من عشرين هيئة سياسية ونقابية ومدنية، التطبيع مع (إسرائيل) بـ"الخيانة الكبيرة"، مبدية تشبثها بخيار المقاومة كحل وحيد لتحرير فلسطين.
وقال العسري :"إن الشعب الفلسطيني أثبت أن الطريق الوحيد لتحقيق الدولة الحرة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة كافة النازحين والإفراج عن الأسرى، هو طريق المقاومة التي أربكت حسابات الخصوم والأعداء وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وصالحت الشعوب العربية مع الانتصارات، وأثبتت أن الهزيمة ليست قدرا، وأخجلت مناضلي الاتفاقيات والتطبيع".
بدوره، أكد رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان عبد الواحد المتوكل، أن الاحتلال لفلسطين هو من أخطر القضايا التي تواجه الأمة العربية والإسلامية بعد قضية الفساد والاستبداد.
وقال: "نحن أمام خطر حقيقي، لا يتجلى فقط في تمدد وتصاعد جرائم الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، بل في التصاعد المحموم وتهافت أنظمة الفساد والاستبداد على التطبيع"..
وأضاف أن التطبيع أصبح سياسة رسمية للدولة، حيث توقع الاتفاقات علنا، وتُستدعى شخصيات صهيونية بارزة، وتعقد صفقات في مختلف المجالات.
ووصف القيادي في جماعة العدل والإحسان التطبيع مع (إسرائيل)، بـالأخطبوط السرطاني الذي يتمدد في المجتمع المغربي بشكل رهيب، لافتا إلى أن التطبيع يستهدف ترويض المغاربة على القبول باحتلال فلسطين، وجعل هذه القضية قضية هامشية.
وتطمح الجبهة المغربية من أجل فلسطين وضد التطبيع إلى توسيع نطاق نضالها من أجل إسقاط التطبيع مع (إسرائيل)، حيث أشار المتوكل إلى أهمية التعاون والتنسيق بين الهيئات وتأسيس إطار يتسع للتوجهات المختلفة، مشيرا إلى أن تأسيس الجبهة لم يكن سهلا، "لأن السلطوية لا ترحب بجمع الناس على المبادرات المشتركة".
فيما دعا حزب النهج الديمقراطي العمالي، على لسان كاتبه الوطني جمال براجع، إلى العمل على تأهيل هياكل الجبهة على المستوى المحلي، وتطعيمها، وانفتاحها على مكونات المجتمع المدني، لتغيير موازين القوى لإسقاط التطبيع، واستهداف والانفتاح على كافة شرائح المجتمع المغربي.
وقال براجع إن "العدو الصهيوني لا يستهدف فقط تحقيق الربح السياسي والاقتصادي من خلال التطبيع، بل يسعى إلى تدمير المناعة والوجدان المغربي من أجل قبول التطبيع، وذلك بالترويج لكون إسرائيل والصهيونية شيئا طبيعيا".