آخر موقف صدر بخصوص اضراب موظفي الأونروا الضفة الغربية، الذي مر عليه نحو 85 يوماً، عبّر عنه الاتحاد الأوروبي، الذي أبدى قلقه العميق حيال استمرار إضراب موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية "الأونروا"، مشيرًا إلى أنه تسبب بعواقب وخيمة على اللاجئين.
الاتحاد الأوروبي دعا في بيانه اتحاد الموظفين إلى إنهاء الإضراب فورًا، واستئناف جميع الخدمات الحرجة التي تقدمها الوكالة، من أجل تفادي تفاقم الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين.
الاتحاد الأوروبي والحل المقترح:
على قاعدة تجنيب نحو مليون لاجئ في مخيمات الضفة الغربية المحتلة العواقب الوخيمة على اللاجئين، بعد مرور نحو 85 على الاضراب، لا سيما حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، بالإضافة إلى عرقلة تقديم الخدمات الصحية الأساسية وجمع النفايات، ومن أجل تفادي تفاقم الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين.
حث الاتحاد الأوروبي الذي يعد أكبر مقدمي المساعدات الدولية للاجئي فلسطين، جميع الأطراف على إيجاد حلول بناءة في مصلحة اللاجئين، ضمن القيود المالية التي يتعين على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين العمل ضمنها.
واقترح الاتحاد الأوروبي الذي أكد التزامه بالتواصل مع الدول العربية والمانحين غير التقليديين للبحث عن دعم مالي إضافي للوكالة، اقترح أن يعمل طرف ثالث يتم الاتفاق عليه من قبل كل الاطراف على سياسات التوظيف لموظفي الاونروا.
كما اقترح إتاحة الفرصة لمجتمع اللاجئين وموظفي وكالة الاونروا للتواصل مع أعضاء اللجنة الاستشارية للأونروا.
اللجنة الرئاسية ودور الوساطة:
ولأن الاضراب يمس بحقوق وبحياة نحو مليون لاجئ فلسطيني في المحافظات الشمالية، استجابت منظمة التحرير لنداء الواجب، وشكلت لجنة للقيام بدور الوساطة بين اتحاد الموظفين وبين إدارة الأونروا، التي تصر على عدم وجود اية إمكانية للاستجابة لمطالب اتحاد الموظفين، متذرعة بالأزمة المالية الخانقة التي تمر بها، والتي تهدد بتوقفها عن تقديم المزيد من الخدمات الأساسية التي يحتاجها اللاجئون الفلسطينيون.
فضلا عن تخوفها من اعلان اتحادات موظفيها في المناطق الأخرى الدخول في نزاع عمل للمطالبة بذات الزيادة التي يطالب بها اتحاد موظفي الاونروا في الضفة الغربية.
الاتحاد الأوروبي الذي أعرب عن تقديره للعمل الثمين الذي يقوم به موظفو وكالة الاونروا، أشار في بيانه أنه يتابع بإيجابية الجهود المبذولة حاليا من جانب الوسطاء المكلفين من قبل منظمة التحرير الفلسطينية لتيسير المناقشات بين إدارة الاونروا ونقابة العاملين.
جمال عبد الله رئيس اتحاد موظفي الأونروا في الضفة الغربية أشار من جانبه الى جهود اللجنة الرئاسية، موضحاً انهم ينتظرون دراسة وتقييم اللجنة الرئاسية للفروق بين رواتب المعلمين الذين استجابت الحكومة مؤخرا لمطالبهم بعد اضراب استمر اشهراً، وبين رواتب موظفي الأونروا، وان قرار وقف الاضراب ما زال متوقفا على استجابة الأونروا لمطالبهم، متوقعا أن تكون نتيجة تقييم اللجنة الرئاسية للفروق بين رواتب موظفي الأونروا والحكومة لصالح مطالب الاتحاد.
اتحادات الموظفين والعقبات الذاتية:
يسود الاعتقاد ان اتحادات موظفي الاونروا في مناطق عملياتها الخمس على قلب رجل واحد، نظرا لتشابه ظروفهم وتوحد مطالبهم.
إلا انه ما ان أعلن اتحاد موظفي الاونروا في الضفة الغربية عن الشروع في اضراب نقابي مطلبي لزيادة رواتبهم، تماشيا مع سلم غلاء المعيشة الذي يسير في منحنى تصاعدي يمس بقدرتهم على مواجهة مصاعب الحياة.
حتى انبرى اتحاد موظفي الاونروا في غزة بالتهديد بالشروع في الاضراب، ما لم يحصل موظفي الاونروا في غزة وعددهم يقارب 14 ألف موظف على ذات الزيادة في الرواتب التي يطالب بها اتحاد موظفي الاونروا في الضفة.
الامر الذي اعتبره جمال عبد الله رئيس اتحاد موظفي الاونروا في الضفة يشكل عقبة وعائقا امام استجابة الاونروا لمطالبهم.
الأونروا والاتحاد واللجنة الاستشارية:
أبدى رئيس اتحاد موظفي الاونروا في الضفة الغربية جمال عبد الله استعداده للذهاب سويا مع إدارة الاونروا للحديث سويا وبصوت واحد أمام اللجنة، ولكن بعد الاستجابة الكاملة من إدارة الأونروا الكاملة لمطالب الاتحاد.
مشيرا الى وقوف اللجان الشعبية ومجتمع اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة بقوة مع وخلف مطالب اتحاد الموظفين، من باب اعتبار ان تحصيل موظفي الاونروا لحقوقهم الوظيفية جزء لا يتجزأ من تحصيل مطالب اللاجئين، عالما ان الغالبية العظمى من موظفي الاونروا في الضفة الغربية هم من اللاجئين، وان تحسين ظروفهم الوظيفية والمعيشية سينعكس بالضرورة إيجابيا على مجتمع اللاجئين وعلى أداء موظفي الاونروا لمهامهم.
الخلاصة:
- وعليه يسود الاعتقاد ان اتحاد موظفي الاونروا في الضفة الغربية سيبقى مصرا على مطالبة، ولن يتراجع بعد مرور قرابة 85 على الشروع في الاضراب، خاصة وانه يتمتع بحاضنة قوية ممثلة باللجان الشعبية ومجتمع اللاجئين الذين يدعمون مطالبه.
- ستعمل اللجنة الرئاسية التي تقوم بدور الوساطة على تقريب وجهات النظر بين إدارة الأونروا وبين اتحاد الموظفين للوصول الى حلول وسط ترضي الاتحاد وتستجيب للجزء الأكبر من مطالبه، خاصة بعد استجابة الحكومة في رام الله لمطالب معلميها وزيادة رواتبهم.
- تراجع اتحاد موظفي الاونروا في غزة عن مطالبة بربط اية زيادة في رواتب موظفي الاونروا في الضفة، بزيادة رواتب موظفيها في غزة، سيبدد تخوف الأونروا، وسيزيل عقبة كبيرة امام استجابة إدارة الاونروا لمطالب اتحاد الموظفين في الضفة.
- بعد هذا الاضراب المطلبي الطويل، باتت إدارة الاونروا واللجنة الاستشارية للأونروا، مطالبة بوضع جدولة جديدة لسلم ونظام رواتب موظفي الاونروا والذي لم يعد مناسبا لهذه المرحلة.