من الواضح أن الاحتلال (الإسرائيلي) يكرس كل جهوده التكنولوجية والاستخبارية الدقيقة للوصول لأهدافها واغتيال قادة المقاومة وغيرهم من الأهداف المعقدة التابعة للمقاومة في قطاع غزة.
ويبدو أن جيش الاحتلال يستخدم أعقد وأدق الصواريخ في معركته مع المقاومة، لا سيما وأنه اغتال شهداء المقاومة الثلاثة من سرايا القدس فجر الليلة الماضية، بصواريخ من طراز (GBU 39) الأمريكية شديدة الانفجار والتدمير.
وتؤكد ذلك وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة والتي أعلنت عن أن طواقم هندسة المتفجرات التابعة لها، تمكنت من تحييد قنبلة غير منفجرة من نوع (GBU 39) قرب برج الدولي بمدينة غزة.
وقالت وزارة الداخلية بغزة في تصريح مقتضب: "أطقم هندسة المتفجرات بالشرطة تتمكن قبل قليل من تحييد وإزالة قنبلة غير منفجرة من نوع (GBU 39) من مخلفات القصف الإسرائيلي على عمارة الدولي بمدينة غزة، خلال العدوان على القطاع فجر اليوم".
استخدام هذه الصواريخ المجنحة لم يكن للمرة الأولى في قطاع غزة فقد واستهدف جيش الاحتلال العديد من العمارات والأبراج خلال حروبه المتكررة على القطاع، وكان أبرزها تدمير برج الجلاء خلال الحرب الأخيرة على غزة (معركة سيف القدس).
وبحسب تحقيق أجرته قناة الجزيرة فإن الاحتلال استعان بهذه القنبلة الأمريكية خلال قصفه وتدميره لبرج الجلاء في قطاع غزة، الذي كان يضم شققا سكنية ومكاتب لشبكات إعلامية من بينها الجزيرة ووكالة أسوشيتد برس.
وأظهر التحقيق الذي استند إلى تحليل خبراء عسكريين لصور قصف الأبراج المدنية في غزة، أن القنابل المستخدمة هي على الأرجح من طراز "جي بي يو-31″ (GBU-31) و"جي بي يو-39" ؤ شديدة الانفجار والتدمير.
ووفقا للموسوعة الحرة ويكيبيديا فإن هذه الصواريخ عبارة عن قنبلة صغيرة القطر (بالإنجليزية: Small Diameter Bomb) أو ما يعرف اختصارا بـ إس دي بي (SDB) أو جي بي يو-39 (بالإنجليزية: GBU-39) هي قنبلة منزلقة موجهة بدقة، زنة 110 كيلوغرام (250 رطل). والهدف من صنعها هو توفير القدرة للطائرات على حمل أكبر عدد من القنابل. ومعظم طائرات القوات الجوية الأمريكية قادرة على حمل حزمة من أربعة إس دي بي في مكان قنبلة واحدة من زنة 907 كجم (2000 رطل) باستخدام رف تعليق من نوع ("BRU-61/A").
القنبلة صغيرة القطر الثانية (بالإنجليزية: Small Diameter Bomb II) أو إس دي بي الثانية (SDB-II) / جي بي يو-53/بي (بالإنجليزية: GBU-53/B)، من المقرر ان تدخل الإنتاج في يناير 2014، ستعمل بالبحث الثلاثي (الرادار والأشعة تحت الحمراء، والليزر semiactive) مع توجيه بواسطة نظام الملاحة بالقصور الذاتي ونظام التموضع العالمي.
ولدى القنبلة GBU-39 ثلاثة أجهزة استقبال مرتبطة مع الطائرة ومحطة التنسيق في غرفة العمليات الجوية، ودخلت مرحلة الإنتاج في يناير 2014، وتعمل بالبحث الثلاثي (الرادار والأشعة تحت الحمراء، والليزر semiactive) مع توجيه بواسطة نظام الملاحة بالقصور الذاتي ونظام التموضع العالمي.
وتتميز هذه القنبلة بأن لديها رأسين حربيين، رأس الاختراق، وله قدرة على اختراق 2.4 أمتر من الخرسانة المسلحة، ورأس التفجير، ويحتوي على 17 كلغ متفجرات من مادة AFX-757.
ويمكن تركيب رأس حربي من اليورانيوم المنضب، كما أن لها قدرة على الحوم بفضل أجنحتها، ويصل مداها إلى 110 كلم، فيما يتراوح سعر القنبلة بين 70 و90 ألف دولار حسب التقنيات والتجهيزات.