قائمة الموقع

الإخوان: انسحابنا من الحوار قائم

2011-02-07T06:36:00+02:00

القاهرة – الرسالة نت

أكد الإخوان المسلمون أنهم لم يتراجعوا عن تنحي الرئيس مبارك، ولم يتراجعوا عن المطالبة بحقوق الشارع المصري وثورته المباركة التي نزعت الشرعية عن النظام الحاكم، وأوجدت شرعية جديدة هي شرعية الشارع.

وأكد الإخوان بمقر الكتلة البرلمانية بجسر السويس لتوضيح ما تم في جلسة الحوار الوطني الذي تمت اليوم في مجلس الوزراء برئاسة نائب رئيس الجمهورية- أن استمرارهم في الحوار مرتبط بتنفيذ ما تنادي به حركة 25 يناير، التي أعادت لمصر كرامتها، وأعادتها للطريق الذي تاهت عنه منذ عشرات السنوات، موضحين أن استمرارهم في الحوار مرتبط بتنفيذ ما يطالب به المتظاهرون في مصر كلها.

من جانبه أكد د. عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والذي قدم للمؤتمر أن مطالب الإخوان هي نفس مطالب الشعب، وأن الإخوان رفضوا كل المحاولات لتلوين الثورة الشعبية أو توجيهها بعيدًا عن مطالب الشعب.

د. محمد مرسي

وفي كلمته أكد د. محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد والذي مثَّل الإخوان في الحوار أن لقاء اليوم كان بداية تدشين للحوار، الذي يجب أن يتم من أجل مصلحة مصر وتحقيق رغبة الشعب المصري، موضحًا أن المتظاهرين يمثلون جموع الشعب المصري، بل إن الجمعية العمومية للشعب منعقدة بميدان التحرير وعلى الجميع أن ينزل على مطالبه، مشيرًا إلى أن الشرعية الشعبية فوق الدستور وفوق النظام ورغباته.

ووصف د. مرسي ميدان التحرير بأنه أعاد لمصر قيمتها، وأكد أنها قدرة على التغيير، مشيرًا إلى أن الحوار اليوم خطوة أولى، يجب أن تستتبعها خطوات أخرى إذا كان النظام صادقًا في نواياه.

وتحدث د. محمد سعد  الكتاتني موضحًا أننا أمام وضع جديد، خاصة أن النظام قد سقط بكل مكوناته، وأصبح الشعب هو مصدر السلطات، وأضاف أن الإخوان ومنذ اليوم الأول مشاركون في تلك الثورة، وأنهم لا يدعون لأنفسهم أنهم يقودونها أو يحركوها، مشيرًا إلى أن الإخوان يتبنون مطالب الثورة بلا استثناء.

 وعن سبب دخول الإخوان في ذلك الحوار أشار د. الكتاتني إلى أننا أمام شرعية جديدة ومرحلة جديدة تحتاج لتضافر جهود الجميع، وأنه لا يمكن للإخوان بما تملكه من إمكانات وشعبية أن تترك حدوث مثل الأمر دون المشاركة فيه، خاصة وأن مشاركة الإخوان ضمانة حقيقة لتحقيق مطالب الجماهير وثورتهم المباركة.

وأضاف الكتاتني أن الإخوان استطاعوا مع باقي القوي السياسية أن يقروا عددًا من الأمور خلال الحوار، تمثلت في أن ثورة 25 يناير هي ثورة وطنية شريفة، مع ضرورة الانتقال السلمي للسلطة، ومحاكمة المسئولين عن مجزرة الأربعاء الماض وتتبع المسئولين عن فساد مصر من النظام الحاكم، موضحًا في الوقت نفسه أن الإخوان حريصون على ألا ينفرد أحد بالحوار، وأن يكون الحوار علنيًّا وأن يكون للشباب الذين ضحوا بحياتهم تمثيل في المفاوضات، وإلا فإن الحوار لن يكون له قيمة أو مضمون.

وشدد على أن الإخوان طالبوا بأن تستمد المشروعية من الشعب وليست من الدستور المشوه الموجود حاليًّا، وطالبوا بتعديل المواد المعيبة فيه بحيث يتولى الشعب اختيار ممثليه، كما طالبوا بتنفيذ أحكام القضاء الخاصة بمجلسي الشعب والشورى، وغيرها من الأحكام القضائية التى أصدرتها محكمة القضاء الإداري.

الصورة غير متاحة

وقال د. الكتاتني: "إن البيان الذي صدر اليوم عن الحوار غير كاف ولكن نعتبره بداية لاختبار نية من يدير الأزمة، وإن لم يكن هناك جدية فلا مبرر للاستمرار في الحوار، وسوف يستمر انحيازنا للشعب المصري في ثورته.

وفي الرد على أسئلة الصحفيين أكد د. مرسي أن ما قام به رجال ميدان التحرير من صمود وتحدٍّ كان أفضل رد على من سخروا من ثورة الشعب المصري، مؤكدًا أن الحوار إذا لم يحقق مطالب الشعب فلا معنى للمشاركة فيه.

وفي رده على سؤال عن وضع الإخوان في ظل التطورات الآتية، وأنهم سوف يشكلون حزبًا سياسيًّا، أكد د. مرسي أن الإخوان لم يتحدثوا عن حزب، وأن النظام تأكد أن شرعيتهم مستمدة من الشعب المصري، وأن الحديث عن حزب سياسي للإخوان أمر خاص بهم وبمؤسساتهم الداخلية.

وحول مطالب الإخوان في الحوار قال د. العريان: "لم نطالب في الحوار بحزب سياسي خاص بنا، إنما طالبنا بمطالب الشعب في الحرية والكرامة والديمقراطية".

ونفى د. العريان بشدة ما أذاعته قناة (بي بي سي) بأن الإخوان وافقوا على استمرار مبارك حتى سبتمبر القادم، قائلاً: "هذا الكلام غير صحيح نحن مع مطالب الشعب وعلى رأسها تنحِّي الرئيس مبارك".

وفيما يتعلق بأن بقاء الرئيس ضرورة حتى لا يحدث فراغ دستوري قال د. العريان: "التعلل بالفراغ الدستوري هروب من المواجهة، ولا بد للرئيس أن يتخلى عن عناده، ويحدد جدولاً زمنيًّا للرحيل؛ حتى يهدأ الناس ويشعروا أن هناك استجابةً لمطالبهم فالشعب في ثورته أكسب البلاد شرعية شعبية وقام بإسقاط النظام".

وأكد د. العريان أن الإخوان لم يطرحوا مطالب خاصة بهم، رغم أنهم أكثر من عانوا من حالة الاستثناء والطوارئ التي شهدتها مصر، ولم يتحدثوا عن حزب خاص بهم، وإنما طرحوا مطالب الشعب العامة بإطلاق حرية تكوين الأحزاب وحرية إصدار الصحف وباقي الحريات التي كفلها الدستور، وأولها إلغاء حالة الطوارئ.

وقال د. مرسي: "هناك حوار بدأ وهناك مطالب للشعب ويجب أن يضع الحوار أسسًا ومبادئ لتحقيق مطالب الشعب". مضيفًا أن الحوار طريق طويل، ويجب أن نصل إلى نهايته في وقت قصير.

وأكد د. مرسي أن المسئولين عن الحوار استجابوا لأمور شكلية أكثر منها موضوعية، ولكننا مصرون على مواصلة النضال، مؤكدًا أننا مصرون على تنحي الرئيس، ونظامه فورًا بحزبه ورجاله وبرلمانه ورجال أمنه.

وطرح د. مرسي الآلية الدستورية لتنحي الرئيس وهي أن يتولى رئيس مجلس الشعب مهام الرئيس بحكم الدستور، ولكن في ظل سقوط شرعية الرئيس، وشرعية البرلمان ورئيسه يمكن بحكم الدستور أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا مهام تسيير أمور البلاد، وإجراء انتخابات حرة نزيهة تأتي ببرلمان شرعي يجري تصحيحًا للتعديلات الدستورية وعليه تجري انتخابات رئاسية حرة نزيهة، وأشار د. مرسي إلى أن هذه الآلية دستورية وتتفق مع الشرعية الشعبية التي أوجدتها ثورة الشعب.

وردًّا على سؤال حول موقف الإخوان إذا استمر الرئيس حتى سبتمبر القادم، قال د. العريان إننا نتوقع أن يتخلى الرئيس مبارك عن عناده، ويرحل قبل نهاية هذا الأسبوع وليس في سبتمبر القادم لأنه لا يمكن أن تتحمل الدولة استمرار المظاهرات المليونية يومًا بعد يوم مقابل عناد شخص واحد، وأنهى المؤتمر قائلاً: "نحن منفتحون على كل الآليات المطروحة للخروج من المأزق الراهن بما يحقق الإرادة الشعبية".

اخبار ذات صلة