جاء العدوان على غزة عكس الرياح التي يشتهيها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تسلق الشجرة باستهداف قيادة المقاومة بغزة فجر الثلاثاء الماضي، ولم يعرف النزول عنها بعد.
وبدأت الأصوات تتعالى من دولة الاحتلال بضرورة انهاء المعركة على غزة، وعدم الإبقاء عليها بعدما نجحت المقاومة الفلسطينية في إدارتها بحكمة واستنزاف.
وتعيش دولة الكيان حالة من الغضب بسبب استمرار تساقط الصواريخ عليها لأكثر من 5 أيام، دون أي حلول عملية أو معرفة لأمد المعركة.
دعوات وغضب
المختص في الشأن (الإسرائيلي) رجائي الكركي، أكد أن المقاومة فرضت معادلة "الكر والفر" وأدارت المعركة بدهاء، وعملت وفق الاستنزاف البطيء مع الاحتلال.
وقال الكركي في حديث لـ (الرسالة نت): "الهدوء لساعات طويلة جعل الاحتلال يعيش حالة ترقب ومن ثم تطلق الصواريخ على دولة الكيان وعلى مديات مختلفة.. حالة الاستنزاف هذه شكّلت حالة ضغط كبيرة".
وتطرق لحديث القناة "13 العبرية"، التي أكدت أن هناك مطالبات من قيادة الاحتلال وخصوصا المعارضة، بضرورة وقف المعركة على غزة وحالة الاستنزاف التي تتم حاليا في دولة الاحتلال.
وأضاف الكركي: "نتحدث أن أكثر من مليون مستوطن غادرو جنوب دولة الكيان وهو ما يشكل عبء مادي ومعنوي يزيد من الضغط يوما بعد الآخر".
وأشار إلى أن نتنياهو حاليا يبحث عن حل يحفظ له ماء وجهه بعدما أقدم على استهداف قيادة المقاومة، "هو يريد من ينزله عن الشجرة دون أي انتقادات ولا يعرف".
وتابع: "نجد أن هناك الكثير من الأسئلة التي تنتظر نتنياهو بعد العدوان على غزة والتي لها علاقة بالأزمات الداخلية لديه، ولا أتوقع أن لديه إجابات عليها".
في حين، ذكر "بن كاسبيت" المحلل السياسي لموقع "ويللا" أن "العملية العسكرية الجارية في غزة بدل أن تعمّها أجواء الانتصار، فقد استبدلت بالإحراج بسبب عدم توقف وابل النيران من التساقط على الجبهة الداخلية (الإسرائيلية).
وقال بن كاسبيت: "هذا يعني أن الانتصار الإسرائيلي حدث بعيد المنال ويصعب تحقيقه، ويكاد يكون خياليًا، لأن هذا ما يسمى الصراع غير المتكافئ، لأنه إذا لم تكن لدى الاحتلال نية لاجتياح غزة، وإخراج جميع المسلحين من أماكنهم، فإنها مطالبة بجعل المواجهة أقصر ما يمكن، والسعي لإنهاء الحملة بأسرع وقت ممكن".
وأضاف: "عدم تصدر حماس للواجهة هذه المرة، لا يجب أن ينسينا أن نتنياهو وعد بإسقاطها أكثر من مرة، دون جدوى، وقد استعرضت قائمة العمليات العسكرية للجيش ضد حماس في غزة منذ عام 2004، وهي: "قوس قزح"، و"أمطار الصيف"، و"السماء الزرقاء"، و"ضربة البرق"، و"السهم الجنوبي"، و"نبيذ صافٍ"، و"شتاء دافئ"، و"الرصاص المصبوب"، و"عمود السحاب"، و"الجرف الصامد"، و"الحزام الأسود"، و"حارس الأسوار".
وتابع: "النتيجة أن ما حدث لحماس طوال 17 عدوان (إسرائيلي) هو تحولها من منظمة صغيرة وضعيفة وغير آمنة، إلى منظمة تقف اليوم بثقة على قدميها، مع ترسانة من آلاف الصواريخ، وقدرات جوية وبحرية، وقوة قتالية مدربة ومجهزة، وتطوير قدرات سيبرانية، حماس تزداد قوة، ولا ترتدع، ولا تنثني، ولا تخاف، بل تصدّر المقاومة إلى الضفة الغربية، وتكتسب شعبية بين جميع الفلسطينيين، وتزداد حدّتها اليوم، مما يجعل أي قرار بحرق "عش الدبابير" في غزة ينتهي بثمن دموي من آلاف القتلى الإسرائيليين".
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي، أن استمرار المعركة بعد انتهاء 5 أيام، يزيد من الضغط الداخلي على حكومة الاحتلال المتطرفة.
وقال الرفاتي في حديث لـ (الرسالة نت): "مفاوضات التهدئة لا تزال تراوح مكانها، في ظل رفض نتنياهو تقديم أي التزام بشروط المقاومة، وهو ما يرشح المعركة لأخذ فترة أطول".
وأكد أن استمرار سياسة الاغتيالات والضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة عبر استهداف المنازل يعقد المشهد، ويدفع المقاومة لردود كبيرة وموازية لحجم الضغط.
وأشار إلى أن خيارات نتنياهو ما زالت معقدة، "فهو لا يريد القبول بشروط المقاومة والخروج من المواجهة بخسارة ودون تحقيق أوراق قوة، لأنه يعتبر الموافقة على شروط المقاومة بمثابة إطلاق النار على مستقبله السياسي".
وتابع: "من ناحية ثانية لا يريد نتنياهو استمرار المعركة الحالية لأن الضغط على الجبهة الداخلية لديه يجعله عرضة للانتقادات الداخلية، وتوجيه اتهامات له بأنه لم يكن بقدر مواجهة التحديات الأمنية المتنامية من غزة".
ولفت إلى أن نتنياهو يخشى من تدحرج المعركة ليوم مسيرة الاعلام الخميس المقبل، إضافة إلى خشيته من تطورها وتدحرجها بمستوى ناري أكبر ودخول المقاومة بقوة أكبر في المواجهة، وانتقال المعركة لجبهات أخرى والدخول في معركة متعددة الجبهات.
عدوان غزة يزيد رقعة الانشقاقات بين قيادة الاحتلال وأزمات نتنياهو
الرسالة نت- خاص