يثبت فلسطينيو الداخل المحتل، يوما بعد الآخر، الفشل الذريع لمحاولات الأسرلة التي عملت عليها دولة الاحتلال منذ عقود من الزمن.
اليوم وفي الذكرى الـ 75 للنكبة، يجد فلسطينيو الداخل المحتل أنفسهم أصلا للانتماء للقضية الفلسطينية، وهو ما يثبتونه خلال اعتصامهم وهبتهم في وجه الاحتلال.
وجاءت هبة الكرامة التي أحداثها فلسطينيو الداخل المحتل خلال معركة سيف القدس في مايو من العام 2021، لتؤكد هويتهم الفلسطينية وأن جميع محاولات الأسرلة فشلت دون رجعة.
محاولات فاشلة
بدوره، أكد الدكتور محسن أبو رمضان رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا في الداخل المحتل، أن الاحتلال حاول منذ احتلال فلسطين عام 1948، تذويب الهوية الفلسطينية.
وقال أبو رمضان في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتلال استخدم الكثير من طرق الترغيب والترهيب لإنهاء الوجود الفلسطيني بين أهلنا في الداخل المختل.
وأشار إلى أنه لجأ إلى ذلك عبر القوة المحكمة ومنح الجنسية، "ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل".
ولفت إلى أن الكثير من القضايا أثبتت فشل الاحتلال، خصوصا ذكرى يوم الأرض عام 1976، وقبل عامين في هبة الكرامة الذي تزامن مع معركة سيف القدس والتأكيد على وحدة الساحات.
وشدد على أن الاحتلال تفاجأ من الانتماء والهوية لأهلنا في الداخل المحتل، "ليدرك أن جميع محاولاته منذ احتلال فلسطين باءت بالفشل".
وأشاد بالتحركات الاسنادية الواسعة في الداخل المحتل، والتي تتم بمناسبة ذكرى النكبة، "والتي تؤكد على التمسك بالهوية والأرض".
وأوضح أن هناك إدراك ووعي كبير بين فلسطينيي الداخل المحتل، من المؤامرات التي تحاك ضدهم كالقتل المتعمد والتهجير وقانون العنصرية وغيرها.
ويشكّل المهجّرون في الداخل الفلسطيني قرابة ثلث المجتمع الذي كان ضحية النكبة قبل 75 سنة، وهم من تم تهجيرهم وسلب أراضيهم وبيوتهم في العام 1948، ولجأوا إلى بلدات وقرى قريبة ومدن محاذية لمناطقهم الأصلية.
وعمِد الاحتلال إلى تجميعهم في حي واحد في كل مدينة، تحول إلى ما يشبه سجنا، أطلقت عليه (إسرائيل) اسم "الغيتو". ففي حيفا مثلاً تم تجميعهم في حي وادي النسناس، وفي يافا جمعوا في حي العجمي.
ويصادف الخامس عشر من مايو الذكرى الـ 75 لاحتلال فلسطين وتهجير أهلها منها، وهو ما يحييه الفلسطينيون كذكرى للنكبة، والمطالبة بدحر الاحتلال والعودة.
المختص في الشأن الفلسطيني، عامر سعد، أكد أن تمسك فلسطينيي الداخل بهويتهم أصاب دولة الكيان بالجنون، خصوصا بعد ضخ ملايين الأموال في العمل على "أسرلتهم".
وقال سعد في حديث لـ (الرسالة نت): "اليوم وفي الذكرى الـ 75 للنكبة، والتهجير من الأرض، يجد فلسطينيو الداخل كما أهلنا في باقي أرجاء الوطن والشتات، أنفسهم تواقين للتحرير ودحر الاحتلال".
وأكد أن فلسطينيو الداخل المحتل، يعتبرون صمام الأمان والخط الأول في الإبقاء على التراث الفلسطيني ومحاربة أي عمليات دحر للوجود الفلسطيني.
وأضاف: "اللغة الثورية التي يخاطب بها أهلنا بالداخل المحتل، وإحياء الفعاليات الفلسطينية يؤكد أن الاحتلال إلى زوال، وأن أصحاب الأرض هم الباقين".