عبرّت قوى فلسطينية عن استهجانها خطاب رئيس السلطة محمود عباس، الذي جددّ فيه شكواه للأمم المتحدة بتوفير الحماية من الاحتلال ومطالبته تنفيذ القرارات الأممية، في وقت تنكل فيه قواته بالمقاومين الذين يحاولون حماية شعبنا وردع العدوان، ورفضه تنفيذ قرارات المجالس (المركزي والوطني والتنفيذية) التي تنادي بمقاطعة الاحتلال.
وقال عباس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "أحمونا أحمونا، لو كنا حيوانات أحمونا".
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، إن رئيس السلطة محمود عباس، مطالب أولا بتوظيف السلطة التي يترأسها لحماية الشعب الفلسطيني، ودفعها للقيام بواجباتها على صعيد مواجهة الاحتلال وإجراءاته بالضفة.
وأكدّ الأخرس لـ"الرسالة نت" أن محاكمة الاحتلال ممكنة إذا قام فعلا عباس بتوجيه شكاوي للجنائية الدولية وفعّل هذا الملف، ولم يوظفه ضمن المناورات السياسية مع الكيان.
وأوضح أن الأولى بعباس قبل أن ينادي بمقاطعة دولية للاحتلال، أن ينفذ هو قرارات المجلسين المركزي والوطني التي دعته لقطع العلاقة مع الاحتلال وإلغاء اتفاق أوسلو.
واستغرب أن ينادي بحماية الشعب الفلسطيني وهو من ينكلّ بالمقاومين، "عليه أن يتوقف عن اعتقال السلطة لكل الشباب المقاومة وملاحقتها لهم".
وتساءل الأخرس: "بعد 75 سنة من احتلال فلسطين، كم يحتاج عباس ليختبر مصداقية المجتمع الدولي؟"
وشددّ الأخرس على أنه لا مجال للاحتلال أن يفهم لغة غير القوة التي فرضت عليه الانسحاب من لبنان وغزة، ودفعته لعدم تجاوز عديد من الخطوط الحمراء التي كان يتجاوزها بكل سهولة في أوقات سابقة ضد أبناء شعبنا.
لينفذ أولا!
من جهته، قال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسم التيار الإصلاحي في الحركة، إنّ نقاشا جرى مع قنصل دولي قبل أيام، كان يطالبه عبره بتفعيل وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، فرد عليه: "لينفذ عباس الذي يمثل شرعيتكم السياسية أولا قرارات مؤسساته!"
وعلقّ دلياني بالقول: "لقد صدمني حين قال لي إن عباس نفسه يرفض أن يتحرك بأي خطوة تجاه (إسرائيل)، فلماذا تطالب المجتمع الدولي ليتحمل هذا العبء؟"
وأضاف دلياني في تصريح خاص بـ"الرسالة نت": "أكدتّ أن عباس لا يمثل الديمقراطية الفلسطينية وهو وجه الدكتاتورية السياسية التي تمسك بمقاليد شعبنا، وهذا يدفعنا أكثر لنطالب العالم القيام بدوره في حماية شعبنا من الاحتلال وتمكينه من ممارسة دوره في الحق الديمقراطي".
وتابع: "نحن أمام فريق لا يستطيع أنّ يتحمل كلفة المواجهة السياسية، ولا يرى إمكانية لتحمل أي عبء متعلق بمواجهة الاحتلال ولو بأبسط الأدوات".
وشددّ على أن هذا الخطاب الذي يتناقض مع سلوك عباس وفريقه، لا يضفي أي أهمية للقضية الفلسطينية.
استحقاقات كبيرة
من جانبه، أكدّ أبو الحسن الششنية مسؤول العلاقات الوطنية في لجان المقاومة الشعبية، أنّ سلطة رام الله يقع على عاتقها استحقاقات كبيرة، تتمثل أولا بضرورة رفع يدها الغليظة عن شعبنا الفلسطيني ومقاومته.
وقال الششنية لـ"الرسالة نت"، "السلطة أضعفت المؤسسة الفلسطينية ولم تنصهر في برنامج وحدة يوفر مقومات القدرة والصمود، ويستطيع أن يواجه الاحتلال ولو عبر المحافل الدولية".
ووصف خطاب عباس بـ"الاستجدائي"، فهو لا يرتفع عن سقف المطالبات بتوفير حماية، دون أن يتخذ قرارات من شأنها تفعيل دور السلطة في المواجهة.
وأكدّ أن شعبنا الفلسطيني يخوض معركة وجود تتطلب من السلطة الانصهار في مشروع المقاومة، وفي الحد الأدنى منها المقاومة الشعبية الشاملة في الضفة.
وذكر الششنية أن المجتمع الدولي لن يوفر الغطاء لشعبنا في حقه بالمقاومة، وهو يتناقض مع هذا الحق الذي كفله بنفسه للشعوب الأخرى، في موقف يعبر عن ازدواجية هذا العالم.