قائمة الموقع

مختصون: 5 سيناريوهات قد تنتهي بها (مسيرة الأعلام)

2023-05-17T09:36:00+03:00
الرسالة نت- القدس

استعرض مختصون في الشأن السياسي والإعلامي عدة سيناريوهات يُمكن أن تنتهي بها "مسيرة الأعلام" التي يعتزم المستوطنون تنظيمها يوم الخميس المقبل في القدس المحتلة بذكرى ما يُسمى "توحيد" المدينة، مؤكدين ضرورة التعامل باستراتيجية إعلامية للتصدي للحدث الاستفزازي.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها وكالة "صفا" بمقرها في مدينة غزة، بالتعاون مع مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين- ماليزيا، بعنوان: "مسيرة الأعلام.. الغاية الإسرائيلية ونشر الرواية الفلسطينية".
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن "إسرائيل" تريد من المسيرة الإيحاء بأن "القدس الموحدة عاصمةً لها".
وبيّن الدجني أن مسيرة الأعلام تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية للهيمنة على المدينة المقدسة، في إطار سعيها لحسم المعركة في القدس.


سيناريوهات متوقعة


واستعرض الكاتب والمحلل السياسي عدة سيناريوهات محتملة قد تنتهي بها "مسيرة الأعلام" يوم الخميس المقبل.
وذكر أن السيناريو الأول يكمن في التصدي الجماهيري للمسيرة عبر الحشد الشعبي، بالإضافة إلى العمل الدبلوماسي، بعيدًا عن التصعيد العسكري.
ورأى أن ذلك يكون عبر حشد الجماهير في القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة بمسيرات كبرى ترفع العلم الفلسطيني في نفس وقت المسيرة.
وأشار إلى أن السيناريو الأول يتضمن أيضًا تفعيل العمل الدبلوماسي، ومطالبة الدول العربية والإدارة الأمريكية بالضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لعدم إدخال المسيرة إلى البلدة القديمة.
أما السيناريو الثاني، وفق الدجني، فيتمثل في تصعيد المواجهة الإعلامية مع الاحتلال وفق استراتيجية شاملة، تتضمن نشر الرواية الفلسطينية ودحض دعاية الاحتلال بشأن المسيرة، مشيرًا إلى أن ذلك يكون في ظل ضعف الحشد الشعبي الذي يُفترض أن يواجه المسيرة.
أما السيناريو الثالث فهو اللجوء إلى رد عسكري على المسيرة والاستفزازات من خارج فلسطين، "ما يُعطي وحدة الساحات قيمة"، لكنه رأى أن نسبة تحقق ذلك ضعيفة في الوقت الحالي.
وفي السيناريو الرابع، يدخل قطاع غزة في تصعيد عسكري مع "إسرائيل"، لتثبت قواعد الاشتباك، وتأكيد فشل المعركة العسكرية، وإثبات أن المقاومة قادرة على مواجهة كل التحديات.
ولم يستبعد الدجني لجوء الفصائل الفلسطينية إلى سيناريو مزدوج، يشمل الحشد الشعبي، والمواجهة الإعلامية، بالتزامن مع التلويح بعمل عسكري.
وأكد الدجني أهمية الاتفاق على استراتيجية إعلامية جديدة تعمل على ضرب منظومتي الأمن والشرعية اللتين يقوم عليهما الاحتلال.
وشدد في الوقت نفسه على ضرورة تفعيل الدبلوماسية الدولية، وإرسال السلطة الفلسطينية وحركة "حماس" خطابات للعالم تحذر من مغبة تنظيم المسيرة، وتبعاتها.
                                                                خطاب إعلامي
أما أستاذ اللسانيات وتحليل الخطاب بالجامعة الإسلامية مشير عامر فقال إن مسيرة الأعلام اكتسبت أهمية في السنوات الأخيرة مع تعاظم تأثير اليمين الإسرائيلي المتطرف، إذ باتت مرتبطة بأجندات حزبية لـ"التأكيد على السيادة الصهيونية على القدس".
وشدد عامر على أهمية تصعيد الخطاب الإعلامي قبيل ومع انطلاق مسيرة الأعلام، مؤكدًا أهمية أن يكون الخطاب منضبطًا مع تحميل الاحتلال مسؤولية كل ما يجري، بالتزامن مع تحضير الجبهة الداخلية لمجابهة هذه المسيرة.
وأضاف "من المهم تسليط الضوء على أن إسرائيل تتحمل تبعات مسيرة الأعلام كافة، والتركيز على أن الاحتلال ينفذها ضمن خطة ممنهجة للسيطرة على القدس وتغيير الواقع الديموغرافي فيها".
وأكد عامر أهمية الاتفاق على استراتيجية إعلامية متكاملة لبيان خطر "مسيرة الأعلام"، وتحضير الشعب الفلسطيني للتصدي لها، وأنه لن يقف مكتوف الأيدي حيال الأمر.
ودعا عامر لتعزيز البعد القانوني لمجابهة المسيرة، والتأكيد على عدم شرعيتها، ومخالفتها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة واتفاقيات جنيف والقانون الدولي، إذ إن جميعها تُجرّم مثل هذه الأفعال، التي تعمل على تغيير الواقع في القدس.
أما رئيس تحرير وكالة "صفا" محمد أبو قمر فقال إن الندوة المشتركة الأولى مع مركز المبادرة تأتي في إطار الاهتمام بطرح القضايا المثارة على الساحة الفلسطينية.
وأشار أبو قمر إلى بقاء يومين فقط على تنظيم "مسيرة الأعلام"، في وقت يستمر تحشيد المستوطنين لها، مع تصاعد نبرة التهديد الإسرائيلي للمقاومة.
ولفت رئيس تحرير "صفا" إلى موقف المقاومة المُعلن بعدم السماح بالمساس في المسجد الأقصى وتدنيسه خلال المسيرة.
وفي ختام الندوة، أكد مدير مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين-ماليزيا إبراهيم الزعيم أهمية الفعالية، مبديًا سعادته إزاء التعاون مع وكالة "صفا".
وأكد الزعيم استعداد مركزه لـ"بذل ما يمكن لتعزيز الخطاب الإعلامي الفلسطيني"، وجهوزيته للشراكة مع مؤسسات أخرى ومراكز أبحاث ووسائل إعلام لخدمة القضية الفلسطينية.

اخبار ذات صلة