واصل مئات المستوطنين، منذ صباح اليوم الخميس، اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال (الإسرائيلي) التي أفرغت المسجد من المصلين، وأبعدت الشبّان عن مسار الاقتحامات، وسط إجراءات أمنية مشددة استعدادًا لـ "مسيرة الأعلام" المقررة عصرًا.
وجدد 339 مستوطنًا، بعد ظهر اليوم، اقتحام المسجد الأقصى من جهة "باب المغاربة" على شكل مجموعات، بعد تأمين الحماية الكاملة لهم من قبل الشرطة (الإسرائيلية)، فيما تم اغلاق الباب بعد اقتحام دفعة جديدة من المتطرفين اليهود.
واعتقلت شرطة الاحتلال، ظهر اليوم، حارس المسجد الأقصى محمد طيبة بعد الاعتداء عليه بالضرب، بالإضافة للاعتداء على رئيس حرس الأقصى.
وقالت وزارة الأوقاف في القدس، إن 1262 مستوطنًا اقتحموا باحات المسجد الأقصى موزعين على الفترتين الصباحية 923، بينما استأنف الاقتحام في الفترة المسائية بِـ 339 مستوطنًا.
وأضافت أن المتطرف الحاخام يهودا غليك، ووزير "النقب والجليل" في حكومة الاحتلال يتسحاك فاسرلاف برفقة إيلا بن غفير، عقيلة وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، شاركوا في اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في ساحات "الأقصى"، وتلقَّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدَّوا طقوسا تلمودية في منطقة "باب الرحمة" وقبالة "قبة الصخرة" قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة، بحسب ما أفادت به دائرة الأوقاف الإسلامية.
وبالتزامن مع اقتحام المستوطنين، شدد جنود الاحتلال الإجراءات على أبواب المسجد الأقصى ومنعوا الشبان من دخوله لأداء صلاة فجر اليوم، وسط انتشار مكثف عند أبوابه وفي محيطه.
وذكرت مصادر مقدسية أن شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى قبيل اقتحامات المستوطنين، وأفرغته من المرابطين، وأخرجت عددًا من الشبّان من باحاته، كما داهمت المصلى القبلي وأغلقت أبوابه.
وكانت جماعات "الهيكل" المتطرفة، أعلنت قبل أيام عزمها على اقتحام المسجد الأقصى ضمن فعالياتها المقامة خلال "مسيرة الأعلام"، وذلك عبر حشد 5 آلاف مستوطن متطرف.
وتقدمت هذه الجماعات بطلب رسمي للسماح للمستوطنين المتطرفين بالدخول إلى "الأقصى" ضمن مسار "مسيرة الأعلام"، وذلك عبر باب الأسباط، بدلًا من باب المغاربة، لكن مصادر إعلامية أكدت أن هذه الطلب لن يتم الموافقة عليه.
تأهب (إسرائيلي) استعدادًا لـ "مسيرة الأعلام"..
في غضون ذلك، عززت شرطة الاحتلال من تواجدها العسكري في مدينة القدس لتأمين "مسيرة الأعلام" التي تنطلق عصر اليوم وتمر عبر أبواب البلدة القديمة باتجاه ساحة البراق، احتفالًا باحتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967، تحت مُسمّى "توحيد القدس".
فإلى جانب نشر أكثر من 3000 شرطي في أرجاء القدس خشية حدوث أي تطورات، أعلن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب في مستوطنات الضفة الغربية، تحسبًا لتنفيذ عمليات ضده، كما قرر نشر بطاريات "القبة الحديدية" واتساع رقعتها؛ تحسبًا لأية صواريخ تُطلق من قطاع غزة، أو من الأراضي اللبنانية.
ويشارك في المسيرة التي تتخللها عادة استفزازات للفلسطينيين واعتداءات على المقدسيين، عدد من الوزراء في حكومة الاحتلال ووزراء على رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.