عادت الخلافات لتبرز على سطح حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بعد انتهاء العدوان على غزة وعدم تحقيق مكاسب تذكر، رغم محاولة نتنياهو الترويج لإنجازات وتضخيمها وبجانب الخلافات، يتعرض نتنياهو لابتزازات من وزراء حكومته المتطرفة وهو ما يُظهر الخلل الكبير والواضح في ضعف الائتلاف الحكومي.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن قادة عسكريين (إسرائيليين) يختلفون مع ادعاءات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة قبل أيام نجحت في "تغيير المعادلة" مع فصائل المقاومة في غزة.
خلافات تعود
المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أيمن الرفاتي، أكد أن ادعاءات نتنياهو باستعادة قوة الردع مع غزة أثارت موجة من السخرية في الاعلام العبري ووسط قيادة الاحتلال.وقال الرفاتي في حديث لـ (الرسالة نت) إن الخلافات عادت لحكومة نتنياهو مجددا بعد تلاشي أي محاولات للحديث عن مكاسب في جولة قطاع غزة التي استمرت لخمس أيام.
وأكد أن حكومة نتنياهو تعيش حالة من التصدع غير المسبوق، خصوصا في ظل محاولة الاسترضاء الكبيرة التي يعمل عليها نتنياهو تجاه وزراء الحكومة.ولفت إلى أن الكثير من وزراء الاحتلال، يواصلون موجة الانتقادات لنتنياهو وهو ما يؤكد أن عمر الحكومة لم يعد طويلا.
وبحسب صحيفة "معاريف" طلب رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي بتخفيض المبالغة بمدح نتائج العملية العسكرية الأخيرة في غزة.وأضافت الصحيفة، أن النقاشات التي تجري على عدة مستويات داخل المنظومة الأمنية بدولة الاحتلال تؤكد بأنه لا يمكن عكس نتائج هذه العملية على المواجهات القادمة أمام حماس أو حزب الله.
كما وقلّل عاموس هريئيل، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، من أهمية نتائج العملية العسكرية على غزة، معتبرًا أن حالة التأهب الأمني الشديد طوال يوم الخميس الماضي، لحماية "مسيرة الأعلام"، ثم الجمعة، خاصة في القدس، وكذلك المشاورات الأمنية المتعددة التي سبقت هذه المسيرة، تشهد على الوضع الحقيقي بأن (إسرائيل) ليست متأكدة إطلاقا من "انتصارها".وشدّد هريئيل، أن (إسرائيل) مازالت تخشى بالفعل من رد فعل عنيف من قطاع غزة، مما قد يعيد التصعيد العسكري إلى المنطقة.
في حين أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، أن رئيس حكومة العدو نتنياهو يتعرض هذه الأيام لعملية ابتزاز عظيمة، كشفت عن حجم الضعف الذي يعيشه وتعيشه حكومته وائتلافه.وكتب بشارات في منشور على صفحته "فيس بوك": "كشفت مصادر عبرية، أن نتنياهو، يتعرض لابتزاز كبير من عدد من وزراء حكومته، كشفت عن حجم الضعف الذي يعيشه وكيف يتحكم فيه أضعف وزرائه".
فجولد كنوف وزير الإسكان طلب منه نصف مليار شيكل "للمدارس التوراتية"، وإلا لن يصوت الأسبوع القادم لصالح الميزانية.في حين دعا الوزير "موشيه جافني" من حزب "ديجل هتوراة" ورئيس لجنة المالية لمساندة الوزير كنوف في ابتزاز نتنياهو قائلا له (هذه فرصتنا).
ومن ناحيته هدّد وزير المالية بتسأليل سموترتش نتنياهو بالاستقالة في حال أعطى جولدكنوف شيكلا واحدا.وصوّت وزير الأمن القومي (الإسرائيلي) ايتمار بن غفير، مع المعارضة في الكنيست، نكاية برئيس الحكومة نتنياهو الذي أبعده عن القرار والمشاورات الأمنية وخاصة الحساسة، ومازال في قطيعة مع نتنياهو.