تقدمت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت كل ميادين التضحية والفداء، وسطرت في تاريخها الممتد سجلًا حافلًا خطته بأعمار أبنائها وسنواتهم أسرى داخل سجون الاحتلال.
وعلى درب الحرية، تسطع من رحاب الجامعة والكتلة الإسلامية فيها أقمار أناروا عتمة سجون الاحتلال، تعالت معاصمهم على قيد السجان، وثبتت أرواحهم الحرة أمام قضبان الزنازين، ومعين زادهم ما نهلوا منه في رحاب كتلتهم الغراء وعملهم في خدمة زملائهم الطلبة، مما يحدو الطلبة دوما على تجديد الثقة بمرشحيهم لتمثيلهم في المجلس.
وتعرف ساحات جامعة بيرزيت قائد كتائب القسام في الضفة إبراهيم حامد من بلدة سلواد برام الله، الذي أعجز الاحتلال في مطارته ومحققي الشاباك بجلده، واعتقل في مايو 2006، وأدانه الاحتلال بقتل 46 إسرائيليا وإصابة 400 آخرين، حيث يقضي اليوم حكما بالسجن المؤيد 54 مرة.
التحق القائد حامد بجامعة بيرزيت وأنهى درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ثم التحق ببرنامج الماجستير لنفس التخصص، ثم توجه إلى العمل البحثي، فالتحق بمركز الأبحاث في الجامعة، وبدأ في كتابة الأبحاث العلمية ونشرها؛ فكان أول أبحاثه وكتبه عن قرية زرعين الفلسطينية التي دمرها الاحتلال.
16 مؤبدًا و35 عامًا هو الحكم الذي يقضيه القائد بلال يعقوب البرغوثي، الذي انضم إلى صفوف القسام على يد المهندس الشهيد أيمن حلاوة في جامعة بيرزيت، حيث اعتقل في أبريل 2004، ووجهت سلطات الاحتلال له تهمة المسؤولية عن سلسلة عمليات الرد القسامي المزلزل على اغتيال القائدين جمال منصور وجمال سليم.
ومن كلية الهندسة في الجامعة تخرج المهندس القسامي الأسير سلامة محمد القطاوي من قرية بيرزيت قضاء رام الله، حيث اعتقل في 19-8-2010، ويقضي حكما بالسجن لمدة 15 عاماً، على خلفية مشاركته في عملية اشترك فيها مع ابن جامعة بيرزيت الأسير القسامي أحمد أديب الصيفي الذي يقضي حكمًا بالسجن 17 عامًا.
ويقضي بالسجن 7 مؤبدات الأسير القسامي محمود شريتح، الذي تميز في نشاط الكتلة الإسلامية في بيرزيت وكان أميرًا لها عامي بين 1997 و1999، وشغل منصب رئيس مجلس الطلبة في الجامعة بين عامي 1999-2001، ويتهمه الاحتلال بتجهيز الاستشهادي إياد رداد منفذ عملية شارع "اللنبي" وسط تل أبيب.
هذا ويقضي الأسير رائد أبو ظاهر من رام الله حكمًا بالسّجن المؤبد و(20 عاما)، ويحمل شهادة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية من جامعة بيرزيت، وتمكّن من الحصول على شهادة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية خلال سنوات اعتقاله.
وبسبب مطاردته وأسره، لم يستطع أن يكمل الأسير عماد نعيم الشريف دراسة الهندسة في جامعة بيرزيت، وهو معتقل منذ ديسمبر 2003، ومحكوم بالسجن 27 عامًا.
ويواصل قادة الكتلة الإسلامية وكوادرها في جامعة بيرزيت التضحيات والبذل والعطاء في خدمة الطلبة وفي نصرة القضايا الوطنية والمقدسات، مما يكلفهم سنوات أعمارهم من المطاردة والاعتقال في سجون الاحتلال.
وتضم سجون الاحتلال الإسرائيلي عشرات من قادة الكتلة الإسلامية وكوادرها على درب الحرية، الذين لم تثنهم الملاحقات والمطاردة والاعتقالات والحملات المسعورة عن خدمة طلبتها دون كلل أو ملل، ونصرة القضايا الوطنية بكل ثبات وتضحية وفي مقدمتها الأسرى والأقصى.