قائمة الموقع

الذكرى الـ17 لاعتقال قائد القسام في الضفة الغربية إبراهيم حامد

2023-05-23T12:15:00+03:00
الرسالة نت - الضفة المحتلة

توافق اليوم الذكرى السنوية السابعة عشر لاعتقال قوات الاحتلال قائد كتائب القسام في الضفة الغربية إبراهيم حامد، خلال عملية عسكرية واسعة نفذتها العشرات من آليات الاحتلال في ضاحية البالوع شمال مدينة رام الله، بتاريخ 23 أيار/ مايو لعام 2006، وذلك بعد مطاردة استمرت لأكثر من 7 أعوام.

ولد وعاش القائد القسامي إبراهيم جميل مرعي حامد في قرية سلواد شمال شرق رام الله، وسط أسرة متواضعة وبسيطة، وتحمل هو وأشقائه مسؤولية القيام بمتطلبات الأسرة بعد وفاة والدهم.

وكان قدر هذه العائلة المؤمنة المحتسبة أن تقدم الكثير لهذا الوطن طيلة سنوات الاحتلال، ليكون قدرها أن تعيش بين مطرقة الاحتلال وسنديان الظروف المادية والنفسية الصعبة، منذ أن أعلنت قوات الاحتلال ابنها إبراهيم مطلوبا لأجهزتها الأمنية بدعوى نشاطه العسكري في كتائب القسام.

عاش إبراهيم حياة عادية وسط أسرته وبين أبناء جلدته، حيث عرف عنه "الشخصية القوية والجادة، وتحليه بالصبر والمكابدة تجاه ظروف عائلته الاقتصادية الصعبة".

وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدراس سلواد، فكان نعم الطالب الخلوق، والمثالي، والمتفوق، ليتخرج بنجاح مع درجة امتياز من امتحان التوجيهي، وينتقل إلى جامعة بيرزيت، لتحتضنه قسم العلوم السياسية بكلية الآداب.

خطيبٌ مفوه
منذ نعومة أظافره كان أحد رواد المسجد وفي شبابه كان أحد خطبائه المفوهين، فالتزم بالدين، وعمل على رفع راية الحق أينما كان.

تخرج من جامعة بيرزيت في تخصص العلوم السياسية، وعمل في مركز الأبحاث التابع لها، كما انتقل كباحث في قضايا اللاجئين لجامعة القدس المفتوحة برام الله، فأصدر العديد من المؤلفات والأبحاث حول القضية الفلسطينية، وأصدر أول دراسة عن القرى الفلسطينية المدمرة عام 48 تحت اسم (قرية زرعين)، وعمل في مركز خليل السكاكيني ضمن سلسلة أبحاث ودراسات في ذكرى إحياء النكبة.

وقبل أن تطارده قوات الاحتلال ويتوارى عن الأنظار كلياً، كان يتهيأ لمناقشة رسالة الماجستير في العلاقات الدولية.

تزوج عام 1998م، رزقه الله بطفلين، هما علي وسلمى، وأمضى سنوات شبابه الأولى متنقلاً بين سجون الاحتلال، من الاعتقال الاداري إلى التحقيق، لكن سجل إبراهيم اسمه في زنازين التحقيق في مسلخ المسكوبية كأحد أبناء حماس الذين لم يقدموا أي اعتراف ولو بكلمة واحدة لأعداء الله والوطن والدين.

بدأت قصة ملاحقة حامد عام 1998م، عندما أعلنت سلطات الاحتلال وروود اعترافات عسكرية خطيرة على ابراهيم من بعض المعتقلين من أبناء القرية والبلدات المجاورة لها، جلها تؤكد أنه عضو فاعل في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، ومنذ ذلك الحين أعلنت قوات الاحتلال أن حامد هو من أخطر نشطاء حماس في رام الله.

تاريخ مقاوم
قبيل انتفاضة الأقصى بقليل اعتقل حامد عند جهاز الأمن الوقائي، وبات أحد رواد سجن الوقائي في مدينتي رام الله وأريحا وسط الضفة الغربية، وجاء الفرج عندما بدأت سلطات الاحتلال بقصف مجمعات السلطة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، فخرج إبراهيم رغماً عن إرادتهم.

وكان لعائلة إبراهيم تاريخ طويل مع مقاومة الاحتلال، منذ أن وطأت قدم الصهاينة هذه الأرض المباركة، ففي عام 1973م وفي إحدى المعارك في الجولان السوري المحتل استشهد عبد الرحيم شقيق ابراهيم والذي كان عمره آنذاك خمسة وعشرين عاماً.

كما أن والد زوجته الشيخ عبد الرزاق عبد الجليل حامد يعتبر واحداً من المجاهدين البواسل ومن نشطاء الإخوان المسلمين الذين خاضوا معارك 36م و 48م.

ومنذ مطاردة إبراهيم لم تترك سلطات الاحتلال وسيلة ضغط أو تنكيل ضد العائلة إلا واستعملتها، في محاولة يائسة لإرغام أسد كتائب القسام على تسليم نفسه ولكن أنى لهم ذلك.

لم تكتفي قوات الاحتلال بكل أشكال العذاب والتضيق والتنكيل التي عاشتها عائلة ابراهيم، فعمدوا إلى إصدار قرار بهدم منزل العائلة كلها، إلا أن قرارا في آخر لحظة صدر عن ما تسمى محكمة العدل العليا أوقف قرار الهدم، ولكن بعد فوات الأوان، إذ بات المنزل غير صالح للسكن، ومهدد بأن يسقط في أي لحظة.

تضييق على العائلة
حينما فشلت قوات الاحتلال في اعتقال المجاهد إبراهيم، بدأت في مضايقة زوجته وطفليه، ففي أواخر شهر شباط اعتقلت قوات الاحتلال أسماء زوجة إبراهيم وشقيقها حمزة وأشقائه الأربعة في خطوة جديدة من الضغط على العائلة.

فنقل الجميع إلى مركز التوقيف في مغتصبة بيت ايل القريبة واحتجزوا لمدة أسبوع، أما شقيق أسماء نقل إلى سجن المسكوبية وهناك تعرض لأبشع أنواع التعذيب والضغط النفسي في محاولة لاستنطاقه بأية معلومات قد تقود إلى مكان اختفاء زوج شقيقته ولكن دون جدوى.

وبما أنه يحمل جواز سفر أردني فقد رحلته سلطات الاحتلال قسراً عن بلده إلى الأردن، من خلال جسر اللنبي، أما أسماء وبعد أن تعرضت للتحقيق والاستجواب فقد نقلت إلى سجن الرملة المخصص للنساء، وهناك احتجزت بدون محاكمة أو تهمة غير أنها زوجة مطارد لأكثر من ثمانية شهور، أبعدت عقبها إلى الأردن.

أما أطفالها علي وسلمى فلم تتمكن من لقاءهم خلال فترة اعتقالها، كما أن عقبات كبيرة وضعتها قوات الاحتلال أمام نقلهم إلى والدتهم في عمان، فعاشوا تحت رعاية جدتهم التي انضمت لاحقاً إلى أبنائها في الأردن.

بالرغم من أنهما لم يتجاوزا العشرة أعوام آنذاك، إلا أن أجهزة الأمن الصهيونية حاولت الوصول إلى والدهما المطارد من خلالهما مستغلين براءتهما.

اعتقال بعد مطاردة طويلة
فكان ضباط المخابرات المرافقين بشكل دائم للقوات الغازية لقرية سلواد يخضعون الطفلين علي وسلمى للاستجواب وعلى انفراد، تارة يستخدمون الترهيب لدب الرعب في قلوبهم عند سؤالهم عن آخر مرة التقوا فيها بوالدهم وتارة أخرى الترغيب والمراوغة والخداع، إلا أنهما كل لم يقدما لهم شيئا.

وبعد سنوات من المطاردة المضنية تمكنت قوات الاحتلال في 23/05/2006، من اعتقال المجاهد الشيخ إبراهيم حامد قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية وأحد كبار المطلوبين.

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد اقتحمت منطقة البالوع في رام الله حوالي الخامسة من فجر اليوم وحاصرت منزلاً يقع بالقرب من منزل رئيس السلطة أبو مازن، وأطلقت وابلاً كثيفاً من قنابل الأنيرجا الحارقة على المنزل المذكور قبل أن تتمكن في الثامنة من صبيحة اليوم من اعتقال قائد كتائب القسام إبراهيم حامد دون حدوث اشتباك مسلح بين الطرفين حيث كانت العملية مباغتة.

اخبار ذات صلة