سجل الشيكل (الإسرائيلي) أدنى مُستويات له أمام العملات المركزية (الدولار واليورو والجنيه الإسترليني)، خلال ثلاث سنوات، وذلك في أعقاب تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال (الإسرائيلي) هيرتسي حاليفي حول "عمل مُحتمل ضد إيران"، وبعد يوم من رفع بنك إسرائيل المركزي أسعار الفائدة للمرة العاشرة منذ أبريل 2022، لكبح التضخم.
وذكرت صحيفة (كالكاليست) (الإسرائيلية) المتخصصة في الاقتصاد، أن الشيكل تراجع مقابل العملات الرئيسية (الدولار واليورو والجنيه الإسترليني)، في حين ارتفعت قيمة الدولار مقابل اليورو والجنيه الإسترليني. وسجل الدولار أعلى مستوى له مقابل الشيكل منذ 18 مارس 2020، وبلغت قيمة الدولار الواحد 3.70 شيكل، في حين وصلت قيمة اليورو إلى 3.98 شيكل وبلغت قيمة الجنيه الإسترليني 4.58 شيكل.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، اليوم، إلى 103.65 مسجلا أعلى مستوياته منذ 20 مارس الماضي، وبلغ في أحدث تداولاته 103.33.
ونسبت الصحيفة إلى الخبير الاقتصادي، رونان مناحيم، قوله إن تراجع قيمة الشيكل يرجع إلى عدة عوامل أبرزها تصريحات رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي، خلال مشاركته في مؤتمر "هرتسليا" وقوله إن هناك تطورات سلبية في الأفق من شأنها أن تدفع (إسرائيل) إلى عمل ضد إيران.
وقالت الصحيفة إنه خلال خطاب هليفي، وردت أنباء عن "سماع دوي انفجار غامض في إيران"، وقالت إن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات تهديدية لسكان المزارع المحررة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، جنوبي لبنان، تحذرهم من الاقتراب للمناطق الحدودية أو "اختراقها"، فيما يبدو تحذيرا إلى "حزب الله" من إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل.
ورأى الخبير الاقتصادي مناحيم أن تصريحات مُحافظ البنك المركزي (الإسرائيلي)، أمير يارون، لا تعكس صورة واضحة حول الإستراتيجية التي يعتزم البنك اتباعها في المستقبل وسياسة التعامل مع الفائدة، وإذا ما سيستمر في رفع الفائدة للحد من التضخم.
وكانت اللجنة النقدية في بنك (إسرائيل) المركزي، قررت الإثنين، رفع سعر الفائدة للمرة العاشرة منذ أبريل 2022، وذلك بنسبة 0.25% (25 نقطة أساس) لتصل إلى 4.75%.
وجاء ذلك في ظل معطيات التضخم الأخيرة التي جاءت مرتفعة عن التوقعات، إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في إسرائيل، بنسبة 0.8% في أبريل الماضي، خلافا للتوقعات بأنه سيرتفع بنسبة 0.4% فقط
ورغم إصرار اللجنة النقدية في بنك (إسرائيل) على اتباع إستراتيجية رفع أسعار الفائدة في محاولة لكبح التضخم، سجل التضخم مستويات مرتفعة في أبريل الماضي وظل عند 5%، بحسب دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل.
وفي أعقاب الزيادة الأخيرة في سعر الفائدة، تشير التقديرات إلى زيادة متوقعة في السداد الشهري لمتوسط الرهن العقاري بمقدار 1150 شيكل على الأقل. وفي أبريل الماضي، سُجلت زيادات ملحوظة في أسعار الخضروات والفواكه الطازجة، بنسبة 4%، فيما ارتفعت أسعار النقل والمواصلات بنسبة 2.5%، وارتفعت أسعار الإسكان بنسبة 0.5%، وكذلك أسعار الغذاء (المواد الغذائية دون شمل الخضار والفواكه) التي ارتفعت بنسبة 0.4%. وارتفعت كذلك أسعار الملابس والأحذية بنسبة 1.9%، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأنشطة الثقافية والترفيهية بنسبة 1.8%.