اضطر آخر سكان تجمع عين سامية الفلسطيني إلى مغادرة بلدتهم الواقعة قرب رام الله، هذا الأسبوع، بعد أن جعل الاحتلال (الإسرائيلي) والمستوطنون حياتهم لا تحتمل، لدرجة أنه لم يبق أمام السكان البالغ عددهم 200 نسمة خيارا سوى مغادرة أراضيهم وبيوتهم التي يسكنون فيها منذ الثمانينيات، بعدما اضطروا حينذاك إلى النزوح من مكان سكناهم السابق بسبب اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين.
وذكرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية (الإسرائيلية)، أمس الثلاثاء، أن آخر سكان تجمع عين سامية نزح أول من أمس، بعد أن عانوا طوال سنين من عنف قوات الاحتلال ومن قيود متطرفة على بناء مساكن وبنية تحتية.
وشملت ممارسات الاحتلال هدم بيوت "وعنف المستوطنين بدعم كامل من السلطات" (الإسرائيلية).
ويتوقع هدم مدرسة التجمع في الفترة القريبة، بعد أن صادقت المحكمة (الإسرائيلية) على الهدم.
وأكدت "بتسيلم" على أن "سياسة مشابهة، تهدف إلى تمكين (إسرائيل) من السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية من أجل نقلها لاستخدام يهود، تُطبق في أنحاء الضفة ضد عشرات التجمعات السكنية الفلسطينية. وهذه السياسة غير قانونية، والترانسفير هو جريمة حرب".
وقال المهندس ألون كوهين ليفشتس، من جمعية "بيمكوم" الحقوقية، إن "سعي السلطات الإسرائيلية إلى طرد جاليات رعاة من المنطقة C بواسطة هدم بيوت وآبار بشكل يومي لا يضاهي سكوت السلطات على العنف المروع من جانب المستوطنين الذين يشكلون ذراعا تنفيذية للحكومة الحالية"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء.
وأفادت الصحيفة بأنه نُشر بيان في مجموعة واتسآب لأعضاء منظمة "شبيبة الاحتلال" الاستيطانية الإرهابية، أول من أمس، حول مغادرة آخر سكان عين سامية، جاء فيه: "أنباء سارة! خيمتان بدويتان استولتا على أراض قرب (مستوطنة) كوخاف هشاحر في السنوات الأخيرة، تغادران المنطقة".
ووثقت "بتسيلم" في السنوات الماضية إرهاب المستوطنين ضد سكان عين سامية.