تشن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة ومستوطنوها حملة مسعورة وغير مسبوقة ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس؛ بهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني وتنفيذ مخططاتهم المزعومة.
ولوحظ مؤخرًا زيادة وتيرة استفزازات واعتداءات المستوطنين في المسجد الأقصى، والبلدة القديمة، بحماية قوات الاحتلال؛ ما يشير إلى تطور خطير في مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وتكرر منع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات، وازدادت الاستفزازات بحق المصلين، في ظل الاقتحام المتكرر لباحات المسجد وأداء صلوات تلمودية والوقوف على أبواب الأقصى.
وتتواصل الدعوات لتكثيف الرباط والاعتكاف في الأقصى؛ للوقوف في وجه دعوات ما تسمى بـ (جماعات الهيكل)، فيما أطلق نشطاء حملة عبر هاشتاق #لن_يُقسم"، للوقوف في وجه المخطط الصهيوني الخطير ضد المسجد الأقصى المبارك.
ودعا النشطاء في تغريداتهم، إلى ضرورة تكثيف دعوات الرباط، والتواجد في الأقصى، ودعوة أهالي الداخل والقدس لتأدية دورهم المحوري في حماية الأقصى.
وغرد الناشط حسام أيوب على الوسم بالقول: "مئات الانتهاكات بحق المدينة المقدسة، لن يغير من هوية المقدسات الفلسطينية، ودائما ما يشفي صدورنا بطل يلجم الاحتلال على جرائمه".
فيما قال عبود أبو أسامة: "لن تفلح كل محاولات الاحتلال ومستوطنيه في تقسيم المسجد الأقصى المبارك"، وغرد نور الشريف "أقصانا عزنا ومجدنا.. رباطنا فيه هو السبيل للدفاع عنه وحمايه من غطرسة الاحتلال".
وقال سيف الإسلام "بحشدنا ورباطنا، سنفشل مخطط التقسيم #لن_يقسم".
ويؤكد مدير مركز القدس للدراسات والأبحاث زياد الحموري، أن ما يجري هو من قبل المستوطنين محاولة لخلق ضجة وواقع جديد، سواء عبر محاولة إدخال القربان أو السجود الملحمي أو غيرها من الطقوس التي يؤدونها قرب المسجد الأقصى.
ويوضح الحموري في حديثه لـ (الرسالة) أن المسارات الموجودة واضحة والاحتلال والمستوطنون يسعون إلى توسيع دائرة الاقتحام المكاني عبر تنفيذ اقتحامات لمناطق جديدة ومحاولة أداء الطقوس والصلوات على أبواب المسجد وأزقة البلدة القديمة.
ويبين أن هناك هدفا أكبر من هذه الحملة وهو ليس زيادة أعداد المقتحمين وحسب وإنما إقامة الهيكل المزعوم وهدم المسجد الأقصى، لا سيما بعد فرض التقسيم الزماني واقتحام المسجد بشكل يومي ووقت محدد.
ويشدد الحموري على أن تواجد المقدسيين والمرابطين وكل من يستطيع الوصول للمسجد المبارك من أهالي الداخل المحتل، هو أمر ضروري للتصدي وإفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين عبر تكثيف الرباط والصلاة في الأقصى.
ويعتبر رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات، أن مخططات جماعات الهيكل تنفذ اليوم بمباركة الحكومة ودعم كبير من قوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى المبارك.
ويضيف بكيرات لـ (الرسالة) أن سياسة الاحتلال ممنهجة وتزداد كما ونوعا، حسب التطرف (الإسرائيلي) الصهيوني للجماعات الدينية التي أصبحت ترسم السياسة وتدير الحكومة لذلك لا نستغرب أن كل ما يجري تحت الطاولة أصبح يقام علنا.
ويبين أن سياسة الحكومة المتطرفة تريد تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك، وما تفعله الجماعات المتطرفة وبن غفير والحكومة هي سياسة مدروسة للتسريع في إقامة الهيكل.
ويشير بكيرات إلى أن الاحتلال ينظر للقدس والأقصى على أنها تراث يهودي، ولا يعتبرها مدينة عربية وإسلامية، وحينما يشاهد الرؤية يشاهد الأقصى يتربع على الحضور لذلك يحاول ان يغير المشهد.
ويلفت إلى أن الاحتلال رصد أكثر من 30 مليار شيكل لتهويد المدينة وإقامة ما يسمى الحوض المقدس، ويمعن في جلب المزيد من المتطرفين للمسجد وتحويل المدينة المقدسة إلى عاصمة لهم.