إحداهما آدمية والأخرى حيوانية.. اكتشاف أكبر ورشتين للتحنيط بسقارة المصرية

الرسالة نت- وكالات

أعلن وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى -خلال مؤتمر صحفي، أمس السبت- العثور على أكبر وأكمل ورشتين للتحنيط، إحداهما آدمية والأخرى حيوانية من عصر الأسرة الفرعونية الثلاثين.

وأشار عيسى إلى أن البعثة -التي يترأسها الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري- كشفت أيضًا عن مقبرتين وعدد من اللقى الأثرية، خلال استكمال أعمال حفائر البعثة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة جنوبي القاهرة.

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفي وزيري أن الورشتين المكتشفتين تعودان لأواخر عصر الأسرة الفرعونية الثلاثين (من عام 380 ق.م حتى 343 ق.م) وبداية العصر البطلمي.

وتابع وزيري "أما عن ورشة التحنيط الحيوانية فتحتوي على 5 أَسرة من الحجر الجيري، وهي غائرة في الأرضية ومختلفة نسبيًا عن تلك الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمية" مشيرًا إلى أنها كانت تستخدم على الأرجح في تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالآلهة باستت.

وتعد ورشة التحنيط الآدمية التي تم الكشف عنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن، مقسّم من الداخل إلى عدد من الحجرات تحتوي على سريرين للتحنيط الآدمي. كل سرير طوله متران وعرضه متر وارتفاعه 50 سنتيمترا، ومكون من عدة كتل حجرية ومغطى من أعلى بطبقة من الملاط أو المونة (مادة بناء تستخدم لربط الطوب) بها ميول ينتهي بميزاب (أنبوب يحمل ماء المطر من سطح المبنى إلى الأرض).

وتعود المقبرة الأولى لشخص يدعى "ني حسوت با" وهو أحد موظفي عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة، حوالي 2400 ق.م، ويحمل العديد من الألقاب الدينية والإدارية.

أما المقبرة الثانية فتعود لشخص يدعى "من خبر" من عصر الدولة الحديثة من الأسرة رقم 18 (1400 ق. م) إذ كان يحمل لقب كاهن الآلهة قادش وهي معبودة أجنبية من أصل كنعاني من منطقة سوريا كانت تعبد في مدينة قادش وعبدت في مصر في عصر الأسرة 18، وفق ما صرح به مدير عام منطقة آثار سقارة صبري فرج.

يذكر أن البعثة الأثرية المصرية بدأت عملها بموقع جبانة البوباسطيون منذ عام 2018، إذ تمكنت من الكشف عن مقبرة فريدة لكاهن من الأسرة الخامسة يدعى "واحتى" بالإضافة إلى 7 مقابر صخرية منها 3 مقابر من الدولة الحديثة، و4 من الدولة القديمة، وواجهة مقبرة من الدولة القديمة.

وعام 2019 تم الكشف عن خبيئة للحيوانات المقدسة، والتي تحتوي على أكثر من 1000 تميمة من الفيانس، وعشرات التماثيل لقطط الخشبية، ومومياوات قطط، وتماثيل خشبية، ومومياوات لحيوانات مختلفة، بحسب وزارة السياحة والآثار.

وخلال موسم حفائر البعثة العام الماضي، تمكن فريقها من الكشف عن أول وأكبر خبيئة تماثيل برونزية بجبانة البوباسطيون بسقارة، تحوي على 150 تمثالا برونزيا لآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى 250 تابوتا خشبيا ملونا مغلقا يحتوي على مومياوات.

ومن المقرر أن تستكمل البعثة أعمالها بالموقع -خلال مواسم الحفائر القادمة- في محاولة للكشف عن المزيد من خبايا وأسرار هذه المنطقة.

وتعتبر منطقة آثار سقارة أحد أهم أجزاء جبانة منف، المُسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي تعد بمثابة متحف يُبرز جانبا من فترات التاريخ المصري القديم إذ تَحتضن أقدم بناء حجري في تاريخ البشرية وهو هرم زوسر المدرج، بالإضافة إلى العديد من أهرامات الملوك والملكات.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + مواقع التواصل الاجتماعي

البث المباشر