قائمة الموقع

الطهراوي: من يبالغ في عرض حياته للآخرين يتعرض لخطر المرض النفسي

2023-05-30T09:43:00+03:00
الرسالة نت- مها شهوان

داخل أحد المولات التجارية في قطاع غزة، وقف شاب يبحث عن(الجانرك) أو الكرز الأخضر كما يسميه، قاطعه أحد العمال وأخبره "منذ ساعات الصباح نفد"، فرد الزبون "وين ألاقي، مرتي بدها تطلع عالتيكتوك اليوم".

تواجدت مراسلة (الرسالة نت) في المكان، حيث أثار الحديث السابق استغرابها، خاصة أن الزبون بقي يقلب في البضائع عله يجد صحنا بلاستيكيا يحتوي على (الجانرك)، فسأله العامل "ما بنفع الأحمر، فرد "لا، الترند أخضر حامض مع ليمون وملح".

هذه حالة بسيطة، خاصة في ظل وجود عالم آخر عبر التيكتوك يتصرف فيه المشتركون بسلوكيات غير سوية، فتجد فتاة محجبة تلطخ وجهها بالدقيق الأبيض، وتطلب من شاب فعل ذلك وأكثر وسط صراخ ومسبات مؤذية، وشاب آخر يقبّل الحائط في تصرفات لا تناسب عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ.

وانتشر استخدام تطبيق التيكتوك وقت جائحة كورونا والحجر المنزلي الذي وجد من خلاله المواطنون منفذا للتعبير عن حياتهم، حتى تطور الأمر ودخلوا في تحديات مع أشخاص في الخارج.

ومع كل كبسة إعجاب تزداد شعبية المستخدم حتى لو كان "ع البركة" فسرعان ما يتحول لمؤثر تتلقفه المراكز التجارية من أجل الترويج لبضائعهم.

 يقول الدكتور جميل الطهراوي المختص النفسي إن الإنسان بشكل عام لديه حاجة للاستعراض حتى يراه الآخرون في مكانة معينة خاصة أولئك الذين لا يحققون على أرض الواقع شيئا، فوجدوا من وسائل التواصل الاجتماعية مكانا لهم.

وذكر الطهراوي (للرسالة نت) أن تطبيق التيكتوك أتاح الفرص لإنتاج أي فيديو يستعرض فيه الشخص حياته، بعدما كان ذلك صعبا في السنوات السابقة لعدم توفر الإمكانيات، بينما اليوم يمكن لأي شخص عبر هاتفه أن يخرج عبر فيديو أو بث مباشر يتحدث أو يلعب كما يشاء.

ويؤكد أن التطبيقات التكنولوجية كشفت بعض الأهواء النفسية للإنسان، فعدد الإعجابات تشعرهم بتحقيق الإنجاز.

وعن خطورة الانغماس في تلك التطبيقات والقيام بسلوكيات غير سوية، لفت المختص النفسي إلى أن من يوغل في عرض حياته للآخرين يعرضها للخطر خاصة النفسي، لاسيما حين يشعر بالفخر من عدد الإعجابات عبر التيكتوك وينصدم في الواقع أن لا أحد يعبره، مشيرا إلى أن هناك أشخاصا يعانون من "جوع الشهرة" فيجدون في الوسائل الحديثة وسيلة لسد جوعهم.

ومن يتابع وضع المؤثرين في قطاع غزة، يجد أن عددا منهم يمكن وصفه بـ "ع البركة"، وهنا يرى الطهراوي أن كثيرا من المتابعين يهربون بفعل الضغوط الحياتية إلى تلك المنصات لشعورهم بالراحة عند رؤية ذاك المحتوى كونهم سئموا من الحياة الجدية.

ولفت إلى أن التصرفات التي يقوم بها الأشخاص خطيرة رغم أنا فردية، موضحا أن الخطورة تكمن حين تكون بهدف الترويج لفكرة معينة كأن تقوم إحدى المؤثرات بتصوير فيديو تدعو النساء العاملات بعدم المشاركة المادية في المنزل، أو حث الفتيات للثورة على ذويهن، فيكون ذلك وفق إطار ممنهج.

وواضح أن هناك أفكارا مسمومة تتنافى مع الشريعة الإسلامية والقيم والأعراف تحاول شق الطريق للدخول إلى البيوت الغزية من أجل التعاطف مع أصحابها، كالترويج أن الدين لله ولا يريد أحد الإفصاح عن ميوله الدينية أو حتى الجنسية، والدعوة للحرية التي تخالف الإنسانية، وحول ذلك، يؤكد الطهراوي أن الموبقات موجودة منذ زمن لكنها بفعل التكنولوجيا بات أصحابها يجهرون بها.

ويدعو الأهالي إلى التدخل العاجل في مراقبة أبنائهم، خاصة أن كثيرا من العائلات باتت تقحم نفسها عبر قنوات السوشيال ميديا وتستعرض حياتها مما يوقعها في الخطر الأخلاقي، بالإضافة إلى ضرورة التوعية في المدارس ووسائل الإعلام وخطب الجمعة بخطورة تلك المنصات التي تفضح ما يجري داخل البيوت.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00