وثقت مجموعة محامون من أجل العدالة إغلاق الأجهزة الأمنية مركز عصفور فلسطين الثقافي دون سابق إنذار أو إحضار أي قرار من جهة مختصة يجيز هذا الإجراء، حيث تفاجأت مديرة المركز بتشميع باب المركز بالحديد والقضبان صبيحة الأول من مايو وبشكل تعسفي بعد مصادرة مقتنياته دون المرور بالإجراءات القانونية.
بدأت القصة في أغسطس الماضي، حينما أصدرت الأجهزة الأمنية قرارا باحتجاز حسابات الدكتورة زهرة خدرج مديرة المركز دون إبلاغها، ومنعها من السفر.
ويأتي هذا الإجراء بعد رفض خدرج الامتثال لمقابلة المخابرات والأمن الوقائي بعد استدعائها على خلفية نشاطات المركز، علما بأنه مسجل كشركة عادية عامة لدى وزارة الاقتصاد، فيما أكدت مديرة المركز رفض وزارة الاقتصاد إصدار شهادة جديدة للمركز المسجل كشركة.
وقالت خدرج (للرسالة): "رخصنا المركز كشركة ثقافية عادية من وزارة الاقتصاد ولم نرخصها من وزارة الثقافة لكي نستطيع القيام بنشاطات تدر علينا تمويلا".
وتضيف: "شعار المركز (نغرس البذرة الآن تصبح شجرة حلوة الثمرة بعد حين، الجهود المخلصة لله لا تضيع أبدا) وقام العمل على مجموعة متطوعين يحبون الثقافة وملتزمين دينيا وجرى افتتاحه في قلقيلية يوم 13-5 العام الماضي واستهدفنا الأطفال والشباب".
وتلفت خدرج إلى أن الموضوعات التي يقدمها المركز كلها تتناول القضايا الوطنية كالحديث عن الأسرى والقضايا التي تخصهم (الإضراب، الاعتقال الإداري، العزل، النطف المهربة) لتثقيف المجتمع بقضيتهم وهنا بدأت المشكلة.
تشير إلى أن استدعاء الأمن الوقائي وصلهم بعد ثلاثة أسابيع من سير برنامج الأسرى، موضحة أنها ذهبت للمقابلة فسألوها عن المركز وتمويله، فأجابتهم بكل شفافية.
تتساءل خدرج عن سبب هذا الإجراء الذي أدى لخوف الفتيات الشريكات وانسحابهن من المشروع؟
ولم يتوقف التحريض على المركز ونشاطه، فتقول مديرة المركز: "وصلنا بعدها عدد من الاستدعاءات ولم أذهب ولكن التحريض كان متواصلا، لمست ذلك من امتناع الضيوف والشخصيات الاعتبارية والثقافية عن الحضور لندواتنا".
احتجز الأمن الوقائي أوراق المركز، حتى أغلق في الأول من مايو دون علم أصحابه، كما تؤكد خدرج.
وتتابع: "كنت ذاهبة للمركز صباحا كالعادة وفوجئت بأن الباب مغلق بقضيب حديدي وقفل وأخرجت هاتفي لأصور ما حدث وصدمت بأن اللوحة انتزعت من الباب وقد أخبرتني إحدى الجارات أن قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية أغلقت الباب بواسطة قفل ونزعت اللوحة وأغلقت جميع المداخل المؤدية إليه بعد أن سرقت جميع الأجهزة".
المركز مغلق من شهر ولم تبلغ الدكتورة زهرة بشكل رسمي من أي جهة أمنية بسبب الاغلاق، وليس لديها أي إجابة حتى اللحظة عن سؤال: ما الأسباب؟!
وتتوقع أن سبب إغلاق المركز تنظيمها لوقفة تضامنية مع الأسير المضرب عن الطعام الشيخ خضر عدنان، قبل استشهاده، حيث تمت الوقفة يوم الأربعاء، ثم أغلق المركز يوم الاثنين.
ووصل خدرج أن الأجهزة الأمنية قالت: "خليها تتعلم تنظم وقفات"، وهو الأمر الذي تعتقد أن يكون له علاقة بإغلاق مركزها، رغم أنها نظمت الوقفة باسمها الشخصي وليس باسم المركز.
وفي هذا السياق تؤكد مجموعة محامون من أجل العدالة على خطورة استخدام الأجهزة الأمنية للمؤسسات الرسمية المدنية بما في ذلك وزارة الاقتصاد في إجراءات القمع التي تطال المراكز والمؤسسات والاشخاص المسجلين كشركات في سجل الشركات التابع للوزارة الاقتصاد، معتبره أنها خطوة في اتجاه المزيد من القمع.
وتنظر المجموعة ببالغ الخطورة إلى الإجراءات القمعية التي تتصاعد بشكل كبير ومستمر، مؤكدة أن جميع الاجراءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في ظل غياب أي دور حقيقي فاعل ومستقل للجهاز القضائي الذي فقد ويفقد صلاحياته وهيبته.