لم تعد اقتحامات المسجد الأقصى مقتصرة على تأدية المستوطنين للصلوات التلمودية والقيام بطقوس احتفالية بأعيادهم العبرية، بل تخطت ذلك ووصلت لحد التواجد فيه وممارسة سلوكيات غير أخلاقية كالتقاط الصور لفتيات شبه عاريات أو مرور مسيرات للمثليين "الشواذ".
هذه السلوكيات ليست عفوية بل ضمن إطار صهيوني ممنهج لتغيير ملامح البلدة المقدسة وتمرير روايته التوراتية لخداع العالم حول حقيقة هويتها الإسلامية، لاسيما وأن تلك الانتهاكات تخرج عن جماعات متطرفة لكن تحت حماية رسمية من الشرطة (الإسرائيلية).
وستنطلق اليوم الخميس مسيرة للمثليين في القدس هي الأولى من نوعها لاسيما وأنها ستمر بالأقصى، وسيشارك فيها بيني غانتس ويائير لابيد ووزيرة النقل السابقة ميراف ميخائيلي، وذلك لأول مرة على المستوى السياسي.
ووفق ما أوردته قناة كان العبرية، فإنه سيقوم أكثر من 2000 شرطي بتأمين مسيرة "المثليين" في القدس اليوم، والتي يبدأ التجمع لها الساعة 15:00 في حديقة الجرس.
كما رفعت سلطات الاحتلال حالة التأهب في القدس المحتلة ونشرت القبة الحديدية وبطاريات باتريوت للتصدي لأي صاروخ سيخرج من غزة ردا على تلك المهزلة.
محاولة لتدمير المقدسيين
انطلقت دعوات فلسطينية بضرورة التصدّي لعمليات التدنيس الواسعة التي تتعرَّض لها مدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى بشكل خاص.
ودعا نشطاء مقدسيّون للحشد في المدينة المحتلة، لحمايتها من مسيرة "المثليين"، خاصة أن ذلك يعد انتهاكا خطيرا وتصعيدا للحرب الدينية.
وحذَّرت شخصيات مقدسيَّة من أن المسجد الأقصى أمام مرحلة خطيرة تهدّده، تقودها حكومة الاحتلال الفاشية وجماعات الهيكل المتطرّفة.
يقول حسن خاطر المختص في الشأن المقدسي: "في السابق كانت هناك محاولة لتمرير مسيرة الشواذ من الأقصى لكن لم تنجح"، مرجعا تعمد مرور الشواذ بالقرب من الأقصى إلى محاولتهم إفساد الصورة الدينية للمدينة المقدسة وفي ذلك خطورة لا تليق بالقدس ورمزيتها الدينية.
وذكر خاطر لـ (الرسالة نت)، أن الاحتلال يحاول ربط مناسباته بالمدينة المقدسة وجعلها ميدانا للأحداث والمناسبات والاحتفالات بغض النظر عن دلالاتها، مشيرا إلى أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة تحاول من خلال الأفعال الشاذة فرض سيطرتها وهيمنتها على القدس.
وعن مدى تأثير المسيرة على أهالي القدس، لفت إلى أن الاحتلال يُصر على فتح الباب على مصراعيه بتلك الانتهاكات ويظن أنه سيؤثر على الجيل الجديد من المقدسيين، لكن في حقيقة الأمر يزيد الرباط ويفشل الاحتلال في تمرير الأفكار الشاذة للمجتمع المقدسي.
وأكد خاطر أن الاحتلال يظن بتلك السلوكيات التي تأتي ضمن مخطط واضح سيحقق مبتغاه في المدينة المقدسة ويشوه صورتها الدينية، مشيرا إلى أن الممارسات الشاذة تؤدي لمزيد من الاستفزاز للشارع المقدسي مما يعني المزيد من المقاومة لحماية القدس.
وفي ذات السياق يقول فخري أبو دياب إن مسيرة الشواذ منذ 30 عاما، لم تهز المجتمع المقدسي، بل تزيد من مقاومته للمحتل ورباطه في الأقصى.
ولفت أبو دياب (للرسالة نت) إلى أن الهدف هو تدمير المجتمع المقدسي من تلك السلوكيات الشاذة التي يروج لها الاحتلال لإدخالها وتسريب جزء منها لحرف الناس عن المبادئ الحقيقية أو الوقوف في مواجهة الاحتلال.
ويؤكد أن تأثيرها معدوم على الفلسطيني خاصة أن غالبية المقدسيين يتمسكون بالعقيدة الإسلامية وهذه الأمور لا تؤثر عليهم، مشيرا إلى أنه منذ زمن هناك محاولات طويلة لتمرير مسيرة الشواذ لتغيير هوية المجتمع المقدسي.
وأشار إلى أن المجتمع المقدسي لا يسمح بمناقشة هذه المواضيع كونها لا تؤثر عليها مهما كانت الإغراءات التي يبثها الاحتلال عبر طرق ملتوية.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم المتدينين اليهود في (إسرائيل) والقدس بشكل خاص يعارضون إقامة المسيرة، حيث قتلت (إسرائيلية) في عام 2015 وأصيب 6 آخرون في هجوم بسكين نفذه يهودي متشدد ضد المشاركين في مسيرة المثليين.