لقب الجندي الشهيد المصري مصطفى حافظ رجل الظل، لأن الاحتلال لم يتمكن من الحصول على صورة واحدة له لسنوات عديدة، فاضطر العدو وضع ميزانية مليون دولار لقتله، فهو هتف رافضًا الذل ثم درب الفدائيين، إليكم قصته.
ولد في قرية زاوية البقلي في محافظة المنوفية في مصر بتاريخ 25 ديسمبر 1920، ونشأ في بيئة مصرية لها طباع الريف من الشرف والأمانة والكرم.
حصل على الشهادة الابتدائية في عام 1934، ثم التحق بمدرسة فؤاد الثانوية، ومن هنا بدأت ملامح الرجولة والجلاء والشجاعة بالظهور.
حياته العسكرية
التحق بالكلية الحربية في مصر في تشرين أول عام 1942، وبعد تخرجه عين في سلاح الفرسان.
وفي آيار 1948 انتدب لسلاح الحدود برتبة ملازم أول، ثم عين حاكمًا لبلدة بيت جبريل حتى عام 1949، ثم حاكماً لرفح، وفي تشرين أول من عام 1952 انتدب لإدارة المخابرات الفلسطينية، وأسندت إليه مهمة قيادة مكتب غزة.
أشرف على كتيبة الفدائيين الفلسطينيين، التي قامت بالرد على الاعتداءات الصهيونية على مواقع القوات العسكرية المصرية وقصف السكان في قطاع غزة.
هتف رافضاً للظلم.. ثم درّب الفدائيين
اشترك في المظاهرات الضخمة التي كانت تخرج من مدرسة فؤاد واستمع قلبه إلى هتافات الحرية وإلى بشاعة كلمة الاستعمار، كما أدرك دور الاستعمار في عرقلة تقدم الأمة العربية كلها.
كما قد بدأ القائد بتدريب الفدائيين وإرسالهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان مسؤولاً عن تجنيد الأبطال خلف صفوف العدو لمعرفة وكشف خطط العدو.
الرجل الظل قائد العمليات
كان للشهيد مصطفى حافظ العديد من العمليات التي هزت الكيان المؤقت، ومنها تفجير معسكر الوحدة 101 .
وأرسل القائد مصطفى حافظ مجموعة فدائية فجرت معسكر الوحدة 101 التي شكلها شارون في غزة عام 1953 ليقضي على الوحدة كاملة.
وفي السادس من نيسان 1956، اقتحم 300 فدائي من غزة ممن دربهم القائد مصطفى حافظ عدة مواقع في محيط مستوطنة "ريشون ليتسيون" التي تبعد عن "تل أبيب" 15 كيلو متر، وفي تلك الليلة فجر الفدائيون 7 مستوطنات صهيونية.
توزعت الانفجارات بين مخازن معدات أسلحة وخزانات مياه صهيونية، كما سممت بعض آبار المياه وفجرت الآخرى، مع اغتيالات لضباط صهاينة في جيش العدو، تاركاً للعدو إحصاء قتلاه، في حين رصدت حكومة الاحتلال لاغتياله مليون دولار، بعد هذه العملية.
اغتياله
بعد سنوات من ملاحقة الاحتلال له، نجح خمسة عملاء صهاينة بمعرفة صورة للقائد مصطفى حافظ.
وبتاريخ 11/تموز/ 1956 قام الاحتلال بإرسال طرد على شكل كتاب مفخخ له، أصيب على أثر انفجاره بجروح بالغة.
استشهد على إثرها في 12-7-1956 في مستشفى في غزة، وتخليداً للقائد البطل قام المصريين والفلسطينيين على حد سواء، فأنشأت له مصر ميدانًا في الإسكندرية، وأقيم له في غزة نصب تذكاري، وقام العدو الصهيوني بتحطيمه في يونيو 1967.