قائمة الموقع

كاتب فلسطيني: مبارك لا يستحق مخرجا مشرفا

2011-02-09T09:39:00+02:00

لندن- الرسالة نت

شن الكاتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي هجوماً لاذعاً على الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة لإسقاطه بعد ثلاثين عاماً من جلوسه على سدة الحكم في مصر.

وكتب عطوان في مقال له بجريدة القدس العربي يقول:" يردد بعض الحريصين على استمرار النظام الحالي في مصر، واجهاض ثورة الشباب المصري المطالبة بالتغيير نغمة مفادها ان الرئيس حسني مبارك يجب ان يتنحى عن الحكم "بشكل لائق"، باعتباره احد قادة الجيش المصري البارزين، وقاد سلاح الطيران اثناء حرب اكتوبر المجيدة عام 1973".

وتابع:" الشكل اللائق الذي يتحدثون عنه هو ان يستمر في الحكم حتى نهاية مدته الرئاسية، اي في شهر ايلول/سبتمبر المقبل موعد انتخابات الرئاسة، وهي الانتخابات التي اعلن انه لن يخوضها كمرشح، ولن يترشح فيها نجله جمال الذي استقال او اقيل من لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم".

وعدد عطوان مسلسل الاخطاء التي وقع فيه مبارك ابتداءً من بيع الغاز لـ(إسرائيل) بأقل من نصف اسعاره في الاسواق العالمية، وتحويل مصر العظمى الى ’خفير’ لحماية حدودها، واطلاق النار على الافارقة الذين يريدون اللجوء اليها وبهدف القتل، وغض النظر عن شبكات تجسسها في مصر، وتورطها في مؤامرات لتطويق مصر، وتحويل مياه نهر النيل ومؤامرة الصمت على حرب غزة، والغزو الاسرائيلي قبلها لجنوب لبنان، وبناء السور الفولاذي لتجويع الفلسطينيين المحاصرين.

وقال إن ذلك يضعه (مبارك) تحت طائلة القانون والمحاسبة بتهم عديدة.

وضرب رئيس تحرير صحيفة القدس العربي أمثلة بعدد من رؤساء الدول الكبرى، الذين حكموا بلادهم حكماً مغايراً لحكم الرئيس مبارك.

وأوضح عطوان أن الملك فاروق، ورغم كل تحفظاتنا على حكمه، اقام نظاماً ديمقراطياً، ولم يتدخل مطلقا في الانتخابات البرلمانية، واحترم التعددية السياسية والدستور الذي يحكمها، وخاض حرب فلسطين عام 1948، رغم انه لم يكن قوميا عربيا، وتربطه معاهدات تكبل استقلال بلاده مع بريطانيا العظمى.

وأردف قائلاً:" الملك فاروق كان فاسدا، ولكن فساده يتواضع بخجل امام فساد النظام الذي يتزعمه الرئيس مبارك، فقد صدمت انا شخصيا عندما زرت الفندق الصغير المتواضع الذي اقام فيه بعد خلعه من مصر في جزيرة كابري في جنوب ايطاليا، فالرجل لم يملك الملايين ولا المليارات، وعاشت اسرته على صدقات ملوك آل سعود".

في حين أشار إلى أن الرئيس مبارك واسرته سيذهبون الى ملاذهم الآمن في المملكة العربية السعودية ومعهم اكثر من اربعين مليار دولار، ولن يحتاجوا الى صدقات احد، وهي مليارات جُمعت من عرق الشعب المصري والكادحين من ابنائه. ولهذا فان المقارنة بين ملك شاب استمع بتهذيب كبير لمطالب شعبه برحيله، ولم يقتل انسانا واحدا بريئا، وبين رئيس يتعالى على شعبه، ويعطي الاوامر لبلطجيته بقتل هذا الشعب، مقارنة في غير محلها تماما.

ولفت إلى أن جاك شيراك احد ابطال فرنسا التاريخيين يقدم الى المحاكمة الآن وهو المريض المصاب بفقدان الذاكرة، لأنه ارتكب مخالفة مالية بسيطة جدا بمعايير الحكام العرب، ولا تزيد عن ’بقشيش’ لاحد خدمهم. ولكن القانون هو القانون في البلاد التي تحترم شعوبها، وتلتزم بدساتيرها.

وختم عطوان حديثه بالقول أن الرئيس مبارك يتحمل مسؤولية جميع الاخطاء التي ارتكبها نظامه ورجالاته، وليس من الانصاف والعدل ان يتم منع سفر حاشيته وتجميد اموالهم، ومحاسبتهم قانونيا، بينما كبيرهم الذي علمهم السحر يحظى بالاحترام والتكريم والخروج الآمن واللائق.

 

اخبار ذات صلة