قائمة الموقع

بائعات باب العامود يواجهن غطرسة الاحتلال

2023-06-07T17:01:00+03:00
الرسالة نت - مها شهوان

اعتادت العشرات من البائعات الفلسطينيات جلب بضائعهن المختلفة من ملابس وأدوات منزلية بسيطة وخضار من قرى الضفة والقدس لبيعها قرب باب العامود، من أجل جني القليل من الربح لإعالة أسرهن.

ودون تردد وبشكل دائم تعتدي الشرطة (الإسرائيلية) عليهن بالضرب وقلب البسطات وسرقتها.

"اتركوا البضاعة، سنرحل من المكان" تلك العبارات التي ترددها السيدات البائعات، لكن الجنود يهجمون ويلقون بالخضار على الأرض ويمزقون الملابس المعروضة ويدوسون عليها، بهدف تدمير البضائع التي حملتها صاحباتها من أماكن بعيدة.

وتوجد تلك البسطات في الباحات وعلى درجات باب العامود، أحدى أشهر بوابات القدس القديمة، وشارع السلطان سليمان المحاذي.

وقد تتعرض البائعات إلى الاحتجاز في مركز التوقيف والتحقيق المعروف باسم "القشلة" داخل باب الخليل في القدس القديمة، ويتسلمن إخطارات بالإبعاد عن القدس.

بحجة عدم الترخيص

عدد كبير من الفلاحات اعتدن على بيع محاصيلهن الزراعية (فجل وبقدونس ونعنع وبصل أخضر) في ساعات الصباح من كل يوم منذ سنوات طويلة؛ وهو أمر بات جزءا من التقاليد الموروثة في المدينة المقدسة، فيما يلجأ كثير من المقدسيين للبيع عبر بسطات متجولة بسبب تفاقم حالة البطالة بين صفوفهم.

يقول لؤي الحسيني مدير الغرفة التجارية في القدس: "من المفترض أن يمارس الجميع الحق في العمل والحياة في مدينة القدس، لكن الاحتلال يعطل بشتى الطرق وصول البائعين ويعطل حركة البيع هناك".

وذكر الحسيني (للرسالة نت) أن الشرطة (الإسرائيلية) تعرقل حركة البيع في مدينة القدس بشكل متعمد، حيث تضع الحواجز التي تمنع وصول التجار والمشترين إلى أسواق القدس، عدا عن فرض الغرامات على التجار، والكثير من قرارات الابعاد.

ولفت إلى أن الشرطة (الإسرائيلية) باعتبارها السلطة الحاكمة تفرض شروطها التي تعرقل عمل المقدسيين ومن يأتون من مدن وقرى الضفة للعمل في القدس، لافتا إلى ضرورة أن تكون الحواجز مفتوحة لوصول التجار وأصحاب الأعمال المختلفة إلى القدس والترويج لبضائعهم.

أما عن الاعتداء على البائعات، يقول الحسيني: "هن سيدات يأتين من مكان بعيد لإعالة أسرهن، ولا هدف لهن من التواجد قرب باب العامود سوى البيع (..) ما يتعرضن له فيه انتهاك لخصوصيتهن ولا بد من وضع حد لتلك الممارسات الهمجية ضدهن".

وبحسب متابعته، فإن الاحتلال يتحجج بملاحقة تلك البسطات بأنها مخالفة للقانون لأنها لا تمتلك ترخيص من بلدية القدس التابعة له.

ووفق الفيديوهات المتداولة فإن المشاهد تكشف غطرسة الاحتلال ومحاولاته قمع المقدسيين بشتى الطرق، فتجد المقدسية البائعة بعدما سهرت الليل تجهز بضاعتها لتعرضها على الزبائن بشكل لائق، سرعان ما تلقيها الشرطة على الأرض، دون أن تشفع توسلاتها للحفاظ على ما تبقى منها.

وفي مشهد آخر تحاول مقدسية أخرى الهرب بما تبقى من بضاعتها، لكن جنديا (إسرائيليا) ينتزعها ويهرب بها بعيدا ليتلفها بغل وبقوة.

يذكر أن منطقة (باب العامود) تشهد توترا شبه يومي بين الشبان الفلسطينيين وشرطة الاحتلال، التي تلاحق الشبان وتعتقلهم، عدا عن إطلاق قنابل الغاز، والقنابل الصوتية، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط عليهم.

اخبار ذات صلة