غزة – الرسالة نت
جددت حركة الجهاد الإسلامي تأكيدها على اعتبار المقاومة خياراً استراتيجياً لها، مواصلةً بذلك مسيرتي مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي الذي اغتاله "الموساد" في السادس والعشرين من تشرين أول (أكتوبر) عام 1995 في مالطا، وشهدائها القادة الستة أبطال معركة الشجاعية والذين كان لهم شرف إشعال فتيل الانتفاضة الجهادية في كانون أول ( ديسمبر) عام 1986م.
جاء ذلك في المهرجان الجماهيري (نصرة القدس و دعم الوحدة)، والذي نظمته الجهاد الاسلامي بعد صلاة الجمعة مباشرةً في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بمشاركة الالاف من انصارها و جماهير شعبنا .
وكانت الكلمة المحورية في المهرجان للدكتور رمضان عبد الله شلّح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي تحدّث في ثلاثة عناوين.
فقد اعتبر الدكتور شلّح الربط بين المناسبة التي تحتفل فيها حركة الجهاد الإسلامي والتي حملت للمرة الأولى اسم ذكرى الانطلاقة الجهادية للحركة، إلى جانب ذكرى استشهاد القائد الكبير والمؤسس فتحي الشقاقي (أبو إبراهيم)، حتى لا تكون ذكرى استشهاد القائد المعلم عزاءً أو مأتماً متجدداً كان لابد من الربط.
وشدد على اعتبار الشهيد الشقاقي الاسم الحركي لـ(معركة الشجاعية)، لتكون ذكراه ولادة مشروع الجهاد والمقاومة المعاصر في فلسطين تحت راية الإسلام العظيم.
وقال بهذا الشأن:" العالم كله يعرف أن الجهاد الإسلامي كفكرة وكتنظيم يحمل همَّ الجهاد والمقاومة، بدأ من أواخر السبعينات ومطلع الثمانيات، وأنه بدأ بالكفاح المسلح وبعمليات جهادية سرية متنوعة منذ العام 1985م ولكن الحدث الأبرز في طور النشأة الأولى تمثل فيما عرف بمعركة الشجاعية في السادس من أكتوبر /تشرين أول عام 1987، والتي مثّلت الشرارة الأولى في التمهيد للانتفاضة الأولى المباركة أواخر عام 1987م".
واستدرك يقول:" نعم لم تكن معركة الشجاعية هي بداية العمل العسكري للجهاد الإسلامي، لكنها كانت العمل الأبرز .. بل كانت القمة والذروة المعلنة لسلسلة متواصلة من الكفاح المسلح السريِّ الذي سبقها، ونظراً لما للسادس من أكتوبر ومعركة الشجاعية من مكانة في تاريخ مسيرتنا الجهادية، ومسيرة شعبنا النضالية عشية الانتفاضة الأولى، رأينا أن هذا اليوم يجسد فعلاً الانطلاقة الجهادية الكبرى معلنة لحركة الجهاد الإسلامي، فهذا التاريخ كان ذروة مرحلة النشأة والتكوين".
ووجّه الدكتور شلّح رسالةً معبرة لأبناء الحركة وأنصارها، في ذكرى الشقاقي حيث قال:" لقد سبق أن وصفت الشقاقي يوم استشهاده بأنه صانع تاريخ وهو كذلك بحق، لذا أقول لكم إن الانتماء للمشروع الذي دفع الشقاقي حياته ثمناً له فداءً للإسلام وفلسطين، هو المحافظة على هذا التاريخ وإتمام البنيان لا هدمه".
وتابع يقول:" مشروعنا ليس مشروع دنيا ومغانم مادية ومعنوية .. ليس مشروع سلطة ولا طلب رئاسة ولا شهرة ولا جاه .. مشروعنا هو مشروع جهاد، بل قتال في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني، وقاعدتنا البناء في هذا المشروع، هو قول الله تعالى :" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص"".
ومضى الأمين العام للجهاد الإسلامي يقول:" يا أبناء الشقاقي .. يا أبناء الإسلام العظيم .. يا أبناء الجهاد وفلسطين .. أشهد أنكم حملتم الأمانة وحافظتم على هذا البنيان الشامخ بالدم والعرق والتضحيات، لكم مازال أمامنا لنفعله .. بالإخلاص ونكران الذات ليكون كل واحد فينا صانع تاريخ، لا هادم تاريخ صنعه الشهداء والأسرى والمجاهدون الأبطال".
وفي العنوان الثاني تحدّث الدكتور رمضان، عن التطورات السياسية وعن الأوضاع في فلسطين، حيث أشار إلى إدراك حركته أن الساحة الفلسطينية تعيش أزمة كبيرة و مأزقاً تاريخياً، ذاكراً مفاتيح صغيرة، أوضح أنها "ستساعدنا في رسم صورة غير الصورة التي تسيطر على عقولنا في الواقع المأساوي الذي نعيشه".
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية في مأزق كبير، نتيجة الأزمة المالية المرعبة، الورطة في العراق، الهزيمة المحققة -بإذن الله- في أفغانستان، الفشل في مشروع التسوية و القوة وحضور لقوى المقاومة في المنطقة، قائلاً:" باختصار فشل المشروع الأمريكي في المنطقة، والكيان الصهيوني يعيش قلق الخوف على الوجود وعلى المستقبل"، موضحاً أن هذا الوضع لن يأخذنا إلى تسوية، بل سيأخذنا إلى التصعيد مع الكيان الصهيوني.
وأضاف الدكتور شلّح: " الكيان الصهيوني منتج الحرب في المنطقة لا السلم .. يجب أن لا نخطئ في ذلك أبداً .. إنتاج الحروب أحد متطلبات المحافظة على الميراث الاستعماري و معادلة "سايكس بيكو" وواقع الهيمنة والسيطرة على الأمة .. لا أريد أن أثير الفزع في أوساط شعبنا، لكن يجب أن لا نخدع أنفسنا، أو نستسلم لخداع الآخرين لنا .. نحن أمام كيان وظيفته إنتاج الحرب ولا أمل للسلام معه .. فالمنطقة مرشحة للذهاب للحرب أكثر منها لأي نوع من السلام مع العدو".
وجدد تأكيده أن فلسطين ستبقى جوهر الصراع والمسرح الأساسي له، لافتاً إلى أن علينا أن نعد أنفسنا لذلك، وأن نخرج سريعاً من حالة الضغط على عقولنا بواقع الانقسام الحالي وألا نغرق في لعبة اختراع البديل الوهم وانحراف البوصلة، مبيناً أن الخطر المركزي الذي يعاني منه شعب فلسطين يكمن في الاحتلال الصهيوني لوطننا.
من جانبه، قال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين،:" إن ذكرى الشقاقي تعد فرصةً لحشد الطاقات وصهر الجهود رغم الخلاف والاختلاف"، مؤكداً على جملة نقاط.
وشدد على أن المقاومة هي الخيار الأصوب والأجدى للدفاع عن هذا الشعب وحماية حقوقه مهما اختلفت التوازنات، موضحاً بالقول :" لا يمكن أن نتخلى عن المقاومة أو نساوم عليها فهي من حمى شعبنا وأربك حسابات العدو".
ورأى عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، أن الهجمة الإسرائيلية على القدس دليلٌ صارخ على وحشية العدو، وتحديه لمشاعر شعبنا وأمتنا، واستهزائه بكل القيم والأعراف، مشيراً إلى أن في هذا العنف الجاري في القدس تأكيدٌ على عدم تغيير السياسة الإسرائيلية، وفي ذات الوقت إدانة للإدارة الأمريكية.
وجدد الشيخ عزام إصرار حركته على مواصلة الجهود من أجل تحقيق المصالحة، مبيّناً أن المصالحة يجب أن تنطلق من التمسك بالثوابت والحقوق وتحفظ حق الشعب في المقاومة والتصدي للعدو وتؤسس لعلاقة متوازنة بين الفلسطينيين.