أكدّت أحزاب سياسية أردنية، ضرورة وجود موقف رسمي حازم من الخطط (الإسرائيلية) الرامية لاستهداف الوصاية الأردنية وإنهاء دورها ووجودها؛ لصالح السيطرة اليهودية الكاملة على المسجد الأقصى.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ "الرسالة نت"، تعليقا على خطة عميت هاليفي من حزب الليكود، الذي أعلن عن خطة أعدها مع أعضاء آخرين من حزبه؛ لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.
وتقترح الخطة تجريد المملكة الأردنية من الوصاية على المسجد الأقصى، والبدء في عملية من شأنها إزالة المكانة السياسية التي اكتسبتها المملكة على مر السنين، كجزء من الاتفاقات مع حكومات الاحتلال المتعاقبة.
ووفقًا للخطة التي يعكف "هاليفي" حاليًا على حشد التأييد لها في الكنيست، فسيتم تغيير جميع إجراءات اقتحام اليهود للمسجد الأقصى، إذ يطالب بأن يُسمح لهم باقتحامه من جميع البوابات، وليس فقط بوابة المغارية كما يحدث حاليًا.
ضرب بعرض الحائط!
بدوره، أكدّ فؤاد دبور رئيس حزب البعث الأردني، أن هذه الخطّة، هي ضرب بعرض الحائط لجميع الاتفاقات وعلى رأسها اتفاقية وادي عربة.
وقال دبور لـ "الرسالة نت"، إنّ المخططات (الإسرائيلية) لضرب الوصاية لم تتوقف، وهي ترى فيها جدار الصدّ الأخير.
وأوضح أنّ الخطة تعلن بشكل واضح ومكشوف ما كانت تخفيه (إسرائيل) في وقت سابق من استهداف وصل لحد الغاء الدور الفعلي للوصاية، والتحكم بكل المعطيات على الأرض.
وأكدّ دبور أنّ المدينة المقدسة مدينة عربية وإسلامية مما يجعلنا نؤكد على مسؤولية كافة العرب والمسلمين في شتى أنحاء الأرض ويحتم عليهم الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية وشرعيتها التاريخية وعدم التخلي عنها مهما بلغت التضحيات خاصة وإنها حاضنة لمقدساتهم.
وكر الجواسيس!
من جهته، دعا الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب، حكومة بلاده لاتخاذ موقف تنسجم مع التهديدات التي تطال الأقصى، والتي بدأت تهدد وجوده اليوم، وعلى رأسها الخطة التي تنادي بإنهاء الوصاية.
وطالب ذياب في تصريح خاص بـ "الرسالة نت"، حكومة بلاده لاتخاذ إجراءات فعلية وحقيقية على صعيد فك العلاقة مع الاحتلال، مؤكدا بأن الموقف يجب أن يتجاوز حدود الإدانة، لهذه "اللحظة نأمل موقفا أكثر صلابة وأوفى للوصاية الهاشمية".
وأوضح أن بلاده تملك أكثر من طريقة لإدانة الإجراءات، "يمكن إغلاق وكر الجواسيس المسمّى بالسفارة، أو تمزيق اتفاق وادي عربة، أو أقلّها سحب السفير الأردني من تل أبيب"، على حد وصفه.
واستنكر موقف الدول العربية والإسلامية تجاه الأقصى، متابعا: "جميعهم يريدون وصاية شكلية تمنحهم نوع من الشرعية الدينية، دون أي دور حقيقي لردع الاحتلال".
استخفاف
من جهتها، قالت النائب الأردني السابق هند الفايز، إن خطة هاليفي هي نتيجة لمسار طويل من علاقة لم يستفد منها الا الاحتلال، ورأت فيها "ضرب إسرائيلي للوصاية الهاشمية في عرض الحائط".
وأوضحت الفايز في تصريح خاص بـ "الرسالة نت"، أن هذه الخطة تمثل استخفافا إسرائيليا في كل الاتفاقات السياسية المبرمة معها، كما يمثل استخفافا بالوصاية ذاتها.
وأكدّت أن هذه الإجراءات نتيجة استمرار لمسار إسرائيلي طويل تجاه عملية السلام مع الأردن، من تجاهل وقفز عن أي التزامات مرتبطة بالمصلحة الأردنية، "ولم يستفد منها فعليا سوى الاحتلال".
وذكرت الفايز أن الخطة تستوجب من الملك الأردني إعادة النظر في كامل الاتفاقية المرتبطة مع الاحتلال "وادي عربة"، ومنح الشعب الأردني فرصته ليعبر عن رايه الرافض لهذا العدوان الذي يمسّ وصايتهم على المقدسات.