قائمة الموقع

مجزرة هدم في سلوان والاستيطان يبلغ ذروة توحشه

2023-06-10T18:20:00+03:00
الرسالة نت- رشا فرحات

"مش قادرة أتخيل إني فقدت بيتي، كأني ربيت ابنا عزيزا ومات" هذا ما قالته فاطمة طوطح من حي سلوان حينما عادت إلى منزلها ووجدته قد تحول إلى حجارة مكسرة وأضحى ركاما.

كانت الأم متوجهة إلى الطبيب حينما هاتفتها ابنتها تطلب منها العودة بسرعة إلى البيت لأن شرطة الاحتلال أتت بجرافات الهدم لتقتل شقاء العمر.

عادت الحاجة فاطمة فرأت الحجارة تتساقط واحدة تلو الأخرى ثم تخور الجدران وكأنها صدر عار اخترقته رصاصة جندي، غادرت الجرافات وتركت طوطح تقلب ذكريات أربعة وعشرين عاما على الأنقاض: "ربيت كل أبنائي الأيتام، كنت الأم والأب، الله يحرق قلبهم زي ما حرقوا قلبي على هالدار، سأتشرد أنا وابني المتزوج وأحفادي ولا أدري إلى أين سأذهب".

ليست عائلة طوطح وحدها، ولكنها مجزرة قام بها الاحتلال خلال أيام ففي حي واد قدوم ببلدة سلوان، أخطرت عائلتي الطويل وبرقان بهدم منزلهما المكون من طابقين والذي كان قبل أيام مأوى لـــ 22 فرداً منذ 28 عاماً.

وقال عاصم مالك منزل عائلة برقان، إنه في حرب مع بلدية الاحتلال في القدس منذ 28 عاماً دفع خلالها مخالفات وضرائب قبل أن يحصل على ترخيص بناء، لكن الاحتلال يريد تنفيذ مطامعه الاستيطانية في سلوان، التي يستهدفها بالهدم منذ سنوات.

وحسب برقان فإن الاحتلال يريد أن يبني مرافق عامة في المنطقة على حساب أراضي ومنازل المقدسيين، وهكذا هدم برقان منزله بيديه، حتى يعفي نفسه من تكاليف الهدم المضاعفة إذا لم ينفذ.

يعرف برقان أن الاحتلال يريد أن يهدم كل حارات وأحياء سلوان، في سبيل السيطرة على الأرض، فالاحتلال سبق وأن هدم منزل جيرانهم الذي يقطنه 40 شخصاً، يتابع عاصم: "لقد هدموا منزلي رغم الترخيص، خواتي وبناتي وزوجتي يجلسون في الشارع وتحت الأرض، احنا قاعدين على قلبهم، هدموها حنبنيها".

وحسب الباحث في شؤون القدس صالح الشوبكي من القدس فإن كل عمليات الهدم في سلوان تتم لصالح مشروع (مدينة داود) أكبر وأخطر المشاريع الاستيطانية الجاثمة على أراضي حي وادي حلوة داخل سلوان، ومن ضمنها مشروع القطار الذي يمتد من جبل الزيتون وحتى وادي الربابة وكل ما يقف أمام امتداد هذا المشروع يتم هدمه دون نقاش أو رحمة.

يلفت الشوبكي إلى أن سلوان تعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم بعد مخيم جباليا وبعد مدينة طوكيو على حد قوله، مضيفا:" لذلك فإن الاحتلال متخوف منها لأنها تشكل الخاصرة الجنوبية للمسجد الأقصى وسكانه من الجبابرة لذلك تراهم يبنون بيوتهم فورا بعد هدمها، متحدين الاحتلال والتراخيص لأنهم يعرفون تماما أن معركتهم هي معركة بقاء".

وحسب تقارير مقدسية، فإن 23 عملية هدم جرت في المدينة خلال شهر مايو الماضي، ومن ضمنها بناية سكنية مؤلفة من 16 شقة، بالإضافة لمنازل أخرى لمواطنين، ومنشآت تجارية، وبركسات، وتجريف أرض وسور. وتركزت عمليات الهدم في: سلوان، وجبل المكبر، وصور باهر، ومخيم شعفاط، والشيخ جراح.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00