قائمة الموقع

محللون: تعقيدات الاحتلال قبلتها المقاومة بتطوير أساليبها وتكتيكاتها

2023-06-15T14:36:00+03:00
الرسالة نت - مها شهوان

في الضفة المحتلة يفاجئ الشباب الثائر الاحتلال بتطور أساليبه في المقاومة والدفاع عن ‏الأرض، فالعمل هناك مختلف سواء فرديا حين يخطط شاب لتنفيذ عملية فدائية بمكان معين، أو ‏تخطيط جماعي كما مجموعة عرين الأسود التي كشف النقاب عنها في وقت قريب.‏

الثلاثاء الماضي نفذت عملية إطلاق نار قرب قرية يعبد شمال الضفة المحتلة وهي تتبع لمدينة ‏جنين، هذه الحادثة النوعية نتجت عنها إصابة أربعة جنود (إسرائيليين)، وكانت على مرحلتين، ‏الأولى استهدفت فيها المجموعة المنفذة سيارة جنود عادية أصيب فيها جندي بجراح متوسطة، ‏والثانية تم فيها استهداف جيب عسكري للحراسة وأصيب فيه 3 من جنود الاحتلال.‏

عملية جنين كانت دليلا على وحدة المقاومة في كل المدن الفلسطينية، فقد تحركت مجموعة من ‏المقاومين لمساندة وتخفيف الضغط عن شباب كانوا محاصرين في مخيم بلاطة في نابلس بعد ‏هجمة قوية من جنود الاحتلال.‏

وكل مرة تتطور أساليب المقاومة والمواجهة في الضفة مع الاحتلال فيتخبط الأخير كونه لا يعرف ‏من أين وكيف ستكون الضربة المقبلة، لاسيما وأن المقاومين كل مرة يفاجئون (إسرائيل) بنوعية ‏العمليات الفدائية، تارة في المدن المحتلة وفي أخرى يقتحم شاب منطقة عسكرية أو مستوطنة.‏

‏***تطور خلايا النضال

يقول سعيد بشارات المختص في الشأن (الإسرائيلي) إن عملية إطلاق النار التي وقعت في يعبد ‏تأتي بعد أسبوعين من تنفيذ عملية أخرى قتل فيها مستوطن في مكان ‏قريب، مشيرا إلى أن ‏الاحتلال خلال تصريحاته يعتقد أن الخلية ذاتها من نفذت العمليتين.‏

ويوضح بشارات في تحليله أن خلايا النضال الفلسطيني الفعالة في بعض مناطق الضفة الغربية، ‏قد غيرت استراتيجيتها وأساليب عملها النضالي، وانتقلت من أسلوب الرفد والحاضنة والدفاع عن ‏هذا الإنجاز (الكتيبة والعرين)، الى أسلوب التفرق التكتيكي، المبني على الكمائن والهجوم.‏

وأشار إلى أن خلايا المقاومة في الضفة بدأت باعتماد العمليات المباغتة للعدو، موضحا أن ‏تصفية الحسابات أصبحت خارج المدن والمخيمات حيث تكون الضربة مباغتة وبالتالي يكون ‏الفعل أقوى والخلايا أكثر حصانة وفاعلية، وأقدر على استقطاب مناضلين جدد.‏

ووفق بشارات فإن العمليات الأخيرة تعطي نظرة عن حجم الفشل الذي مني به جيش العدو حيث ‏أصبح غير قادر على محاصرة الحالة النضالية المتطورة في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين، ‏ففشل في حصرها، لتتوسع وتضم مدنا ومناطق جديدة.‏

وفي السياق ذاته يؤكد عصمت منصور المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن حافز المقاومة لدى ‏شباب الضفة موجود ويتنامى بشكل كبير، لدرجة أن (الإسرائيليين) يسلمون بذلك لاسيما وأعمال ‏المقاومة تأخذ شكلا أكثر تنظيما.‏

ويوضح منصور (للرسالة نت) أن تنظيم العمل المقاوم بين شباب الضفة ينعكس سلبا على ‏الاحتلال حيث يوقع خسائر فادحة فيه.‏

وأشار إلى أن شباب العمل المقاوم باتوا يتصدون للاقتحامات بالعبوات مما يرهق الاحتلال ويجعل ‏الرد مكلفا، مشيرا إلى أنه وقت الاقتحامات يفشل الاحتلال في محاصرة الشباب كون هناك قوة ‏تدعمهم وتساعدهم على الفرار لذا فالملاحقة بالنسبة للاحتلال باتت مرهقة لاسيما وأن أساليب ‏المقاومين مختلفة ودوما تفاجئ الجنود.‏

وذكر منصور أن هناك واقعا فرضه ثوار الضفة وهو عند أي اقتحام بات الاحتلال يدرك أن هناك ‏عملية بطولية بانتظاره، لافتا إلى تطور وسائل الدفاع لدى شباب الضفة لاسيما وأن الحس الأمني لديهم ‏فرض على الاحتلال تعقيدات في مواجهتهم.

 

اخبار ذات صلة