في الضفة المحتلة يفاجئ الشباب الثائر الاحتلال بتطور أساليبه في المقاومة والدفاع عن الأرض، فالعمل هناك مختلف سواء فرديا حين يخطط شاب لتنفيذ عملية فدائية بمكان معين، أو تخطيط جماعي كما مجموعة عرين الأسود التي كشف النقاب عنها في وقت قريب.
الثلاثاء الماضي نفذت عملية إطلاق نار قرب قرية يعبد شمال الضفة المحتلة وهي تتبع لمدينة جنين، هذه الحادثة النوعية نتجت عنها إصابة أربعة جنود (إسرائيليين)، وكانت على مرحلتين، الأولى استهدفت فيها المجموعة المنفذة سيارة جنود عادية أصيب فيها جندي بجراح متوسطة، والثانية تم فيها استهداف جيب عسكري للحراسة وأصيب فيه 3 من جنود الاحتلال.
عملية جنين كانت دليلا على وحدة المقاومة في كل المدن الفلسطينية، فقد تحركت مجموعة من المقاومين لمساندة وتخفيف الضغط عن شباب كانوا محاصرين في مخيم بلاطة في نابلس بعد هجمة قوية من جنود الاحتلال.
وكل مرة تتطور أساليب المقاومة والمواجهة في الضفة مع الاحتلال فيتخبط الأخير كونه لا يعرف من أين وكيف ستكون الضربة المقبلة، لاسيما وأن المقاومين كل مرة يفاجئون (إسرائيل) بنوعية العمليات الفدائية، تارة في المدن المحتلة وفي أخرى يقتحم شاب منطقة عسكرية أو مستوطنة.
***تطور خلايا النضال
يقول سعيد بشارات المختص في الشأن (الإسرائيلي) إن عملية إطلاق النار التي وقعت في يعبد تأتي بعد أسبوعين من تنفيذ عملية أخرى قتل فيها مستوطن في مكان قريب، مشيرا إلى أن الاحتلال خلال تصريحاته يعتقد أن الخلية ذاتها من نفذت العمليتين.
ويوضح بشارات في تحليله أن خلايا النضال الفلسطيني الفعالة في بعض مناطق الضفة الغربية، قد غيرت استراتيجيتها وأساليب عملها النضالي، وانتقلت من أسلوب الرفد والحاضنة والدفاع عن هذا الإنجاز (الكتيبة والعرين)، الى أسلوب التفرق التكتيكي، المبني على الكمائن والهجوم.
وأشار إلى أن خلايا المقاومة في الضفة بدأت باعتماد العمليات المباغتة للعدو، موضحا أن تصفية الحسابات أصبحت خارج المدن والمخيمات حيث تكون الضربة مباغتة وبالتالي يكون الفعل أقوى والخلايا أكثر حصانة وفاعلية، وأقدر على استقطاب مناضلين جدد.
ووفق بشارات فإن العمليات الأخيرة تعطي نظرة عن حجم الفشل الذي مني به جيش العدو حيث أصبح غير قادر على محاصرة الحالة النضالية المتطورة في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين، ففشل في حصرها، لتتوسع وتضم مدنا ومناطق جديدة.
وفي السياق ذاته يؤكد عصمت منصور المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن حافز المقاومة لدى شباب الضفة موجود ويتنامى بشكل كبير، لدرجة أن (الإسرائيليين) يسلمون بذلك لاسيما وأعمال المقاومة تأخذ شكلا أكثر تنظيما.
ويوضح منصور (للرسالة نت) أن تنظيم العمل المقاوم بين شباب الضفة ينعكس سلبا على الاحتلال حيث يوقع خسائر فادحة فيه.
وأشار إلى أن شباب العمل المقاوم باتوا يتصدون للاقتحامات بالعبوات مما يرهق الاحتلال ويجعل الرد مكلفا، مشيرا إلى أنه وقت الاقتحامات يفشل الاحتلال في محاصرة الشباب كون هناك قوة تدعمهم وتساعدهم على الفرار لذا فالملاحقة بالنسبة للاحتلال باتت مرهقة لاسيما وأن أساليب المقاومين مختلفة ودوما تفاجئ الجنود.
وذكر منصور أن هناك واقعا فرضه ثوار الضفة وهو عند أي اقتحام بات الاحتلال يدرك أن هناك عملية بطولية بانتظاره، لافتا إلى تطور وسائل الدفاع لدى شباب الضفة لاسيما وأن الحس الأمني لديهم فرض على الاحتلال تعقيدات في مواجهتهم.