يحاول الفلسطينيون في كافة الأدوات والطرق المتاحة، الدفاع عن المسجد الأقصى والدعوة لتكثيف الرباط فيه في ظل مخططات الاحتلال التي تسعى إلى فرض التقسيم المكاني والزماني والسيطرة على المدينة المقدسة.
وأطلق نشطاء فلسطينيون حملة إلكترونية تحت عنوان (لن يقسم) من أجل الدعوة إلى الرباط وتكثيف التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى، تزامنا مع المؤامرات الصهيونية التي تحاك ضده وليس آخرها ما يمسى بخطة هليفي التي تدعو لتقسيم مدينة القدس.
وتناشد الحملة كلا من أهالي القدس والضفة والداخل المحتل إلى عدم ترك المسجد الأقصى وحيدا والرباط فيه والدفاع عنه والتصدي لتدنيسه من الاحتلال ومستوطنيه.
وتأتي هذه الحملة في ظلّ منع الاحتلال المصلين من الوصول للأقصى وتزايد الاستفزازات بحقهم في تطور خطير لمشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وغرّد العديد من النشطاء على وسم # لن_يقسم، وذلك مع قرب ذكرى ثورة البراق التي اندلعت قبل 94 سنة، فيما تتواصل الدعوات للمشاركة في الحملة الإلكترونية لتكثيف الرباط والنفير والتواجد في المسجد الأقصى، والتصدي لاقتحامات المستوطنين.
ويقول الناشط نور الشريف في تغريدة على الوسم " هذا الثالوث المقدس الذي أكرمه الله به: قدس/جنين/نابلس.. هم تلقفوا #ثورة_البراق قبلا في القدس ولا زال نفس الثالوث الثائر: قدس البراق/ يعبد الثوار/ نابلس بنت النار ربنا يحماهم .. ويحفظ شبابهم ويتقبل شهــداءهم في عليين مائه سنة وهذا الشعب يقاتل. ولم ولن يستسلم".
ويكتب الناشط والإعلامي عزات جمال على جدار صفحته في تويتر "مخابرات الاحتلال تقتحم مصلى باب الرحمة شرق المسجد الأقصى صباح أمس الأربعاء وتخرج حارس الأوقاف لتستفرد بالمكان لأكثر من ساعة من الزمن قبل أن تغادر، دون أن يعلم أحد ما الذي فعله عناصرها خلال مكوثهم في المصلى، #باب_الرحمة_النا، #لن_يقسم".
ويؤكد مدرب واستشاري الإعلام الاجتماعي سائد حسونة، أن مثل هذه الحملة تدق ناقوس والتنبيه من التهديد لمن لا يعرف ما يجري في المسجد الأقصى.
ويضيف حسونة في حديثه لـ "الرسالة" أن حملة لن يقسم تكشف عن الخطر الوجودي الذي يهدد المسجد الأقصى وتبرز الانتهاكات التي يتعرض لها المقدسيون في المدينة عبر الاعتداء عليهم وعقابهم بالحبس المنزلي والإبعاد عن الأقصى.
ويوضح أن الحملة تتزامن مع ثورة البراق لتعزز الوجود في الأقصى وتعزز الرواية الفلسطينية خاصة أن الاحتلال يحاول عبر وسائل الإعلام الخاصة به تغيير المضامين وتزوير الرواية لصالحه.
ويبين حسونة أنها تأتي ضمن محتوى احترافي جرى إعداده بشكل يليق بقضية القدس لتعزيز الموقف الفلسطيني وتثبيط الرواية الصهيونية، والدعوة للحشد الجماهيري في المسجد المبارك.
ويشير إلى أن هذه الحملات والفعاليات الإلكترونية أصبح لها أثر ميداني كبير يؤثر في المقدسيين ونشاطهم وحماسهم في المدينة المقدسة.
ويؤكد نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الدكتور ناجح بكيرات، أن المسار الصهيوني يدفع نحو تنفيذ مخطط التقسيم المكاني والزماني والمشروع المزعوم بإقامة المعبد مكان المسجد الأقصى.
ويقول بكيرات في حديثه لـ (الرسالة) إن الاحتلال يتجهز لذلك عبر طرح مشاريع تحضيرية في الكنيست لإقامة الهيكل المزعوم ومحاولة العمل على إنهاء الحضور الإسلامي المعماري الذي يشكل عائقا لتنفيذ خطتهم.
وأضاف: "ما تقدم به عضو الكنيست هاليفي بشأن تقسيم الأقصى 70% لليهود و30% للمسلمين وتحويل المنطقة الجنوبية للمسلمين في المصلى القبلي، وما يتبعه من قبة الصخرة لمنطقة الشمال لليهود، يأتي ضمن هذا الأمر".
ويوضح أن هذا المخطط ليس الأول أو الأخير ونادى به ليبرمان في عام 2014، وبالتالي هؤلاء الذين يدعون إلى تقسيم الأقصى يشعلون فتيلا للحرب الدينية ويريدون أن يلغوا الحاخامية والفتوى التي تمنع اليهود من ذلك، مبينا أن ما يجري تحريض مباشر على اقتحام المسجد الأقصى.
ويتابع بكيرات: "هي رسالة تحد للمسلمين في معتقدهم الأساسي، ومحاولات لتقديم مشاريع على مستوى الدولة وليس على الأفراد أو مجرد تصريحات، وهي قوانين ستشرع قريبا للتطبيق ونحن أمام أمر جدي لتقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا، وإذا لم نستفق لن نجد المسجد الأقصى".