دعم غير مسبوق

الاحتلال يخصص ملايين الدولارات لصالح الاستيطان

الرسالة نت- رشا فرحات

أعلنت حكومات الاحتلال الشهر الماضي عن مشاريع استيطانية بآلاف الدولارات معظمها في حي سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، الذي يبذل الاحتلال محاولات مستميتة لتهويده وتعزيز الاستيطان.

في شهر أيار 2023، حولت حكومة الاحتلال 41 مليون شيكل كميزانية إضافية لصالح التوسعة الاستيطانية بهدف تـهـويد البلدة، وطرد أهلها والاستيلاء على منازلهم وأراضيهم ورصدت ميزانية ضخمة في سبيل تحقيق ذلك.

ويقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب إن الميزانية قسمها الاحتلال منذ عامين بواقع 27 مليون شيكل لهذا العام و13 مليون شيكل للعام القادم، مبينا أن ميزانية هذا العام مخصصة لسلوان فقط، حيث تشمل الحفر أسفل الحي وحول ما يسمى بركة سلوان المعروفة أنها وقف إسلامي، والتي سيطرت عليها جمعية إلعاد الاستيطانية.

مشاريع مؤجلة

وستكمل جمعية إلعاد مشاريعها هذا العام وفقا لما ذكره أبو دياب، وستزيد الحفريات والأنفاق وستكمل ما يسمى حدائق داوود التلمودية فيها، كل ذلك وكأن حكومة الاحتلال تدخل في سباق مع الزمن لترسيخ الوجود اليهودي لها في مدينة القدس بالذات وبشكل يفوق العام الماضي.

ويعتقد أن إدارة بايدن في العام الماضي كانت تضغط على الحكومة (الإسرائيلية) لعدم المضي قدمًا في إنشاء المستوطنات، أو على الأقل تقليله قدر الإمكان، أو هذا ما حاولت إظهاره في وسائل الإعلام.

في هذا العام تبدو الإدارة الأمريكية أكثر إظهارا للتساهل، حيث أبلغت حكومة الاحتلال (الإسرائيلي)، الإدارة الأمريكية، أنها تعتزم الإعلان خلال شهر حزيران/يونيو الحالي عن بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات المقامة بالضفة الغربية، وفق ما أفاد به ثلاثة مسؤولين (إسرائيليين) وأمريكيين لموقع "إكسيوس"، الأسبوع الماضي.

وأفاد "إكسيوس"، أن الإعلان المتوقع يشمل أربع آلاف وحدة سكنية في عدة مستوطنات، وستجتمع لجنة التخطيط وتقسيم المناطق في الإدارة المدنية قبل نهاية الشهر للمصادقة على الخطط الجديدة.

وحول تسارع الاستيطان يقول موسى عكاري المختص بقضايا الاستيطان في مقابلة مع (الرسالة): "حكومة الاحتلال تتحرك على حسب الضغوط التي تتعرض لها وتستغل بعض الفرص التي تتعلق بالحراك السياسي الأمريكي وانتخابات أمريكا، والعام الماضي كانت القدس على صفيح ساخن وكافة الأطراف تطالب بالتهدئة".

ويوضح عكاري أن أمريكا طلبت من أبو مازن التهدئة ووعدته بما يخص تجميد الاستيطان، وكانت مطالبات كثيرة لحكومة الاحتلال المتطرفة لوقف الاستيطان، وهذا أحرج الولايات المتحدة للتخفيف من وتيرة الاستيطان أو تأجيله مؤقتا لتمرير بعض اللقاءات التي تطالب بالتخفيف من التصعيد، خاصة في رمضان ومسيرة الأعلام وغيرها.

في هذه الفترة - كما يضيف عكاري - تدرك الحكومة (الإسرائيلية) أن هناك منطقة رخوة في السياسة الأمريكية قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية وأن هناك متنافسين وهما ترامب وبايدن ولكل منهما حملته الانتخابية، وهنا الاحتلال يستغل الفرص لتمرير سياساته وتحقيق مطالبه الاستيطانية.

كما لم ينس عكاري أن تلك المحاولات (الإسرائيلية) لم تكن لتلاقي صدا لولا أن السلطة الفلسطينية تم ترويضها عبر تقديم بعض التسهيلات والاقتطاعات المالية وهذا يعني أنها لن يكون لها رأي أو دور أو معارضة في الفترة الحالية والقادمة لأنها كانت على الدوام تسحب كل الأوراق التي تدين فيها الاستيطان.

محاولات فاشلة

كل هذه الظروف تستفيد منها (إسرائيل) لتشرعن الاستيطان وتقدم مشاريع أكبر وتسارع لتمويلها وعلى ذلك تجرأ التمدد الاستيطاني السرطاني في مدينة القدس المحتلة وقضم المزيد من أراضي المقدسيين مع استمرار الاحتلال في الإعلان عن مشاريع بناء استيطاني، ولكن التمدد لا يعني أن مشروع الاحتلال قد نجح.

يقول ناصر الهدمي المختص بقضايا الاستيطان إن الاحتلال والعالم كله يعلم أنه بعد 75 عاما من المحاولة لم ينجح في تحقيق استقلاله، وأن الفلسطينيين وقفوا له بالمرصاد، ورغم أوسلو التي حاول العالم من خلالها تحييد الشعب الفلسطيني إلا أن الفلسطينيين لم يمتثلوا لهذه المحاولات.

ويتابع: "الشعب الفلسطيني بعد كل هذه السنوات يزداد اقتناعا بأن هذه الأرض لا تتسع لشعبين، وبناء عليه يزداد مقاومة وثباتا وتنغيصا لمحاولات الاحتلال".

أما عن موقف الإدارة الأمريكية فهو لم يتغير يوما بالنسبة للهدمي، وإنما يحاول أحيانا أن يكون متماشيا مع الموقف الدولي، لأن الأخير يحرّم الاستيطان، ولطالما كان الموقف المعلن من الإدارة الأمريكية معاكسا لما تبطنه، فهي الداعم الأول للاستيطان على حد تعبيره.

وبناء على رؤيته للمشهد يؤكد الهدمي أن الاحتلال حاول أن يفرض سياسته على الأرض من خلال تقسيم الأقصى والتوسعة الاستيطانية، ولكنه رغم مرور كل هذه السنوات لم يستطع ولن يستطيع تجاهل المقدسيين والفلسطينيين.

 

البث المباشر