في رواية نادية الهاشمي اللؤلؤة التي كسرت محارتها استعراضا شيقا لواقع المرأة الأفغانية بين زمانين، حيث تتبادل الفتاتان " شكيبة ورحيمة" الأدوار في سرد قصصهما، وكيف تأثرت كل منهما بعادات وتقاليد تحويل الأنثى إلى ذكر، بشكل مؤقت، خدمة لمصالح العائلة.
أجل، تحويل الأنثى إلى ذكر !!
عادة في أفغانستان تسمى الباشبوش" حيث تلجأ العائلات التي لم ترزق بطفل ذكر إلى التعامل مع واحدة من الإناث معاملة الذكر، في عادة يجمع عليها المجتمع هناك ويساهم في إنجاحها الجميع.
حيث يحلق شعر الطفلة ما أن تقرر العائلة تحويلها إلى باشبوش، ثم تلبس ملابس الأولاد، ويغير اسمها لتحمل اسما جديدا، اسم ذكر، وتجبر على الذهاب إلى مدرسة الأولاد، وتلعب معهم في الشارع.
ورغم أن الجميع يعرف أنها باشبوش، ليست بالأصل ذكرا لكنهم يتعاملون معها معاملة الذكر، بدءًا بالأب، ومرورا بمعلم المدرسة والباعة في الأسواق، والعمال والأصدقاء في الحارة، والجيران ويعمل الجميع على خدمتها فور عودتها من المنزل لأنها الآن تقوم بدور الذكر، وتظل هكذا تقوم على ممارسة الذكورة بكل تفاصيلها، خدمة المنزل، القيام بالخدمات التي يقوم بها الرجل، الزراعة، البناء، الذهاب إلى الأسواق، حتى تتحول بنيتها ووصفاتها، طريقة جلستها، وكلامها، وتمتليء بالخشونة، وتصبح كائنا معلق الذكورة والأنوثة.
ثم في عمر محدد قد يصل للعشرين، تقرر العائلة إعادتها لدورها كأنثى لتحضيرها للزواج، فيطلب منها أن تترك جسدها الذي تعود على الحصد والزرع والحدادة والركض في الشوارع، وتعيد إليه معالم الأنوثة وتتحضر لدورها الجديد، فتضيع بين الاثنين.
ونادية الهاشمي هي طبيبة أطفال وكاتبة أمريكية من أصل أفغاني، من مواليد 1978، جل كتاباتها تناقش واقع المرأة والسياسة والحرب.