قائمة الموقع

"ربطوا المركب بحبل ثم انقلب".. هل ترك خفر سواحل اليونان مئات اللاجئين يغرقون؟

2023-06-18T19:43:00+03:00
الرسالة نت - وكالات

بعد ساعات فقط من غرق مركب مليء باللاجئين قبالة الساحل الغربي لليونان، بدأ أقرباء من كانوا على متنه يتدفقون من أنحاء أوروبا وحتى من خارجها إلى بلدة كالاماتا جنوبي اليونان للعثور على أحبائهم، متسائلين عن حقيقة ما حدث، فالروايات الرسمية بدت غير مقنعة لكثيرين بما في ذلك منظمات إغاثية وحقوقية ونشطاء مجتمع مدني، أغلبهم يونانيون وأوروبيون.

ووفق شهود، فإن ما بين 400 و750 شخصا كانوا متكدسين في مركب بحري غرق في وقت مبكر قبل فجر الأربعاء الماضي على بعد نحو 80 كيلومترا من بلدة بيلوس الساحلية جنوبي اليونان، إثر عطل المحرك بعد 5 ليال من الرحلة التي انطلقت من مدينة طبرق الليبية، وقال أحد الناجين للجزيرة نت -فضل عدم ذكر اسمه- إن كثيرين لم يتمكنوا من مغادرة المركب عند انقلابه، وخاصة أولئك الذين كانوا بالطابق السفلي.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك إن الحادثة أدت لمصرع 78 شخصا حتى الآن، واعتبر نحو 500 شخص -بينهم أطفال ونساء- في عداد المفقودين، في حين عزا خفر السواحل اليوناني إخفاقه في إنقاذ اللاجئين قبل غرق قاربهم إلى رفضهم تلقي المساعدة.

استغاثة تم تجاهلها

دحض نشطاء مستقلون وخبراء القانون الدولي رواية اليونان، وأثبتت شهادات منظمات إغاثية وناشطين كان بعضهم على تواصل مع لاجئين بالمركب الغارق، أن الركاب اللاجئين أرسلوا رسالة استغاثة بقصد إنقاذهم لأي بر متاح، وإضافة لذلك اتصلت منظمات وناشطون وأرسلو رسائل موثقة إلى السلطات اليونانية والأوروبية، واطلعت الجزيرة نت على بعض هذه الرسائل بما في ذلك رسالة منظمة "هاتف الإنقاذ" (Alarm Phone) الأوروبية.

وقال بيان لمنظمة "تقرير قارب بحر إيجه" (Aegean Boat Report) النرويجية غير الحكومية، إنه عند مقارنة المعلومات من خفر السواحل والسلطات اليونانية والمنظمات والناجين، يبدو شيء واحد واضح تماما، وهو أن "شخصا ما يكذب عمدا للتستر على الحقيقة".

وأكد العديد من الناجين أن خفر السواحل اليوناني طلب من المركب أن يتبعه، ولما تعطل محرك قارب اللاجئين سحبه عبر حبل جرى ربطه بالقارب، مما أدى لتمايله بشدة قبل أن ينقلب، وفق شهادات عديدة من ناجين وأقاربهم ونشطاء تواصلوا مع ركاب المركب عبر الأقمار الصناعية. ويظل السؤال الكبير: في أي اتجاه ولأي غرض كان يتم سحب المركب، الإنقاذ أم الإرجاع؟ وما الإجراءات -أو بالأحرى عدم اتخاذ إجراءات- التي اتبعها خفر السواحل اليوناني؟

وذكرت الناشطة والصحفية أليسيا مدينا أن 3 ناجين أكدوا لها أن خفر السواحل اليوناني ربط حبلا بقاربهم وسحبه ثم انقلب القارب، وأضاف الشهود الثلاثة أنه بعد انقلاب القارب "ابتعد حرس السواحل وأبحروا بعيدا"، وتابعوا القول إنهم بقوا ساعتين أو 3 على الماء بعد ذلك حتى تم إنقاذهم.

وتقول رواية اليونان إن اللاجئين رفضوا الإنقاذ وأرادوا الذهاب لإيطاليا، لكن الرسائل الموثقة التي نشرتها منظمة "هاتف الإنقاذ"، التي كانت على اتصال مباشر بأشخاص على متن القارب، تحكي قصة مختلفة، حيث توسّل الناس من أجل إنقاذهم، وتم تجاهل صراخهم طلبًا للمساعدة، مما أدى في النهاية إلى غرقهم.

وقال بيان لـ"هاتف الإنقاذ"، اطلعت عليه الجزيرة نت، إنه لو كانت هذه سفينة سياحية "في محنة" (منكوبة بالمعنى القانوني) وغرق المئات من الأثرياء بسبب نقص جهود الإنقاذ لكانت المحاسبة صارمة، لكن "في هذه الحالة نخشى ألا يحاسب أحد وتختفي الحادثة في طي النسيان كزيادة في إحصائيات القتلى على حدود أوروبا".

واطلعت الجزيرة نت أيضا على سجل الأحداث الرسمي الذي أعلنته اليونان تحت عنوان "تدفق المعلومات بشأن عملية بحث وإنقاذ واسعة للأجانب في المياه الدولية في المنطقة البحرية البالغة 47 ميلاً بحريا جنوب غرب بيلوس"، وحللت مضمون تلك الأحداث، وشاهدت العديد من مقاطع الفيديو والصور للمركب الغارق من قبل سفن صادفته.

الجزيرة نت

اخبار ذات صلة