رغم فاجعة الوداع وألم المصاب برحيل الأبناء، فإن همة أمهاتهم تناطح الجبال في حديثهن عن الوداع، "مش غاليين على ربهم ولا على وطنهم، المهم ما يدوس المخيم الغريب ولا يحلم أساسا يفوتوه".
بهذه الكلمات لخصّت أمهات الشهداء الذين ارتقوا خلال تصديهم لقوات الاحتلال يوم أمس خلال اجتياحه لمخيم جنين، وقدرتهم على الإطباق على قواته المتقدمة وإلحاق إصابات محققة فيها، ما دفع الاحتلال للمرّة الأولى منذ انتفاضة عام2000 لاستدعاء الطائرات؛ لحماية جنوده.
واستشهد 6 مواطنين وأصيب أكثر من 60 مواطنا خلال الاجتياح الذي استمر ساعات عدة.
والدة الشهيد قيس جبرين، علقّت بالقول: "ربنا أعطانا وردات وأخدهم، ومش خسارة في وطنا".
وتضيف جبرين لـ"الرسالة نت": "ستظل جنين شوكة في حلقهم، ومش راح نسمح للغريب أنه يفوتها".
أمّا عن تهديد الاحتلال باجتياح واسع للمخيم ومناطق شمال الضفة عموما، ترد: "أعلى ما في خيله يركبه، راح قيس وظايل عندي ولدين، الله يسهل عليهم من الآن وهم فداء للوطن والمخيم والدين".
بنفس لغة سابقتها عبرت والدة الشهيد قسّام أبو سرية، عن فخرها واحتسابها لدماء نجلها.
وتقول أبو سرية لـ"الرسالة نت": "ابني غالي وأغلى عندي من الكون كله، حاولت أمنعه في البداية أنه يطلع خوف عليه لأجل مرته وبنته؛ لكن رفض وقال لي أنا أريد الشهادة".
وتضيف: "ما ربينا أولادنا لنخليهم مزهريات في بيوتنا، ربيناهم ليكونوا رجال بمعنى الكلمة".
وتابعت: "هم طلبوها فنالوها، هو وشقيقه مصطفى الذي استشهد منذ 21 سنة ولا يزال الاحتلال يختطف جثمانه".
والدة الشهيدين تؤكد أنّ أمنيتها استعادة جثمان نجلها مصطفى لدفنه مع شقيقه قسام.
لكن رغم المصاب وألم الفقد "مش ندمانين وما راح تنكسر عزيمتنا وراح نظل زي ما عرفتنا جنين وبتعرفنا فلسطين".