شكّل "كمين جنين" الذي حدث صباح الاثنين، صدمة في الأوساط (الإسرائيلية)، في وقت فاجأت فيه المقاومة العدو باستخدام أساليب جديدة وقوة أكبر بالتفجير.
ويرى مختصون أن (كمين جنين) الذي أوقع الاحتلال في مستنقع النار لساعات عدة، يؤسس لمرحلة مهمة في تاريخ المقاومة بالضفة.
وتتطور المقاومة بشمال الضفة بشكل تدريجي، لتدخل مرحلة صناعة العبوات شديدة التفجير، حيث أدى (كمين حنين) لإصابة 7 جنود صهاينة، وصفت حالة بعضهم بالمتوسطة والخطيرة.
له ما بعده
الكاتب والمختص في الشأن السياسي، عبد الرحمن ملالحة، أكد أن هناك تطورا كبيرا في المقاومة بجنين، مبينا أن التخطيط لكيفية التعامل مع اقتحامات جيش الاحتلال يؤكد ذلك.
وقال ملالحة في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتلال يتخوف من امتداد حالة المقاومة وتطورها بشكل كبير في شمال الضفة خلال فترة وجيزة.
وأوضح أن الاحتلال بات يدرك أن أفراده في مخيمات شمال الضفة يواجه مخاطر كبيرة، "فورطة جيش الاحتلال بكمين جنين والتي لم يستطع الخروج منها لساعات، سببت له الحرج".
وأشار إلى هناك تخوفات كبيرة من عمليات عسكرية قد تشنها (إسرائيل) قريبا على شمال الضفة، "وهو ما يستوجب الحذر والاستعداد".
وأضاف ملالحة: "الكمين الذي أوقع الاحتلال في حالة حرج صباح الاثنين يؤكد أن الاحتلال يفكر جليا في عملية كبيرة".
وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام في مخيم جنين إنها أعدت عددا كبيرا من العبوات الناسفة تحسبا لأي اقتحام لقوات الاحتلال.
وأكدت أن العبوات الناسفة التي تصنع في ورش خاصة لتصنيع المتفجرات، باتت كابوسا يؤرق الاحتلال في كل عدوان على المخيم.
وتوعدت كتائب القسام الاحتلال بالمزيدِ من العبوات الناسفة والكمائن المحكمة في مخيم جنين.
وتمكّنت الكتائب في مخيم جنين من إيقاع قوة من جنود الاحتلال في كمين محكم وإمطارها بوابل من العبوات المتفجرة وزخات كثيفة من الرصاص، مؤكدة إيقاع إصابات محققة بين صفوفه.
وارتفع عدد شهداء جنين إلى 6 بينهم طفل، وأُصيب 100 آخرون، في اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال أسفرت أيضًا عن إصابة 7 جنود (إسرائيليين)، وإعطاب آليات عسكرية.
الناشط السياسي ثامر سباعنة، أشاد بالتطور الكبير على المقاومة في شمال الضفة، والتي أحرجت قيادة الاحتلال وتسببت له بصداع كبير.
وقال سباعنة في حديث لـ (الرسالة نت) إن (كمين جنين) مشهد بطولي سيسجله التاريخ، مشيرا إلى أنه يؤسس لمرحلة مقبلة مهمة في تاريخ المقاومة.
وتحدث عن إدخال العبوات الناسفة شديدة التفجير إلى الخدمة، متابعا: "مخابرات الاحتلال فشلت في تقدير الموقف، وهذا يحسب للمقاومة التي تعمل وفق خطط مدروسة".
ولفت إلى أن قصف مخيم جنين بالطائرات لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما، يدلل على صعوبة الكمين الذي وقع به جنود جيش الاحتلال.
وأوضح سباعنة أن مشهد جر آليات الاحتلال وخروجها من المخيم بعد معركة حامية الوطيس، تدلل على أن نية الاحتلال لدخول المخيم لم تعد كالسابق.