قائمة الموقع

عملية (عيلي).. هدية العيد قبل يوم عرفة

2023-06-21T12:28:00+03:00
الرسالة نت- رشا فرحات

سيارة سوداء تسير بثقة نحو مستوطنة (عيلي) بين نابلس ورام الله، وفي الموعد المتفق عليه ترجل أحد الشابين وفتح نيران بندقيته M16   وقتل أربعة وأصاب آخرين.  

استطاع الجنود قتل المهاجم الأول مهند شحادة، قبل أن يغلق الحواجز، ويعزل المدن، ويجلي جرحاه بسرعة، ويتجرع صدمته التي لم تكن الأولى، ويركض مجنونا ليبحث عن الشخص الثاني، الذي التقطته الكاميرات، شريك الشهيد مهند المجهول.

انتشرت صور مهند المصاب والمبارك بدمائه ملقى على الرصيف، شاب صغير لم يبلغ الثلاثين، ملامح هادئة، وقلب ثائر، يبتسم ويبادله الابتسام شعب مقهور كامل، بعد إتمامه واجب الجهاد بالشهر الحرام كعبادة من أفضل العبادات، وقبل أن يهرب صاحبه خالد صباح، المهاجم الآخر، الذي استشهد بعد رفيقه بساعة.

أعلن الاحتلال عن المنفذ الأول، ونشر صورة لهويته الشخصية، إنه مهند فالح عبد الله شحادة (26 عاما) من قرية عوريف جنوبي نابلس، وبعدها أغلق الجنود المنافذ الموصلة لقرية عوريف، بينما تجمع أهالي الحي حول بيت الشهيد خوفا من إقدام جنود الاحتلال على مهاجمته.

حينما نشرت الصورة عرف الأب ابنه كما قال: "شفت صورته وهويته على التلفزيون، تخرج ابني قبل ثلاث سنين في جامعة النجاح، كان يعمل في معاصر الزيتون كل عام".

تلقى الوالدان الخبر فورا بعد ما هاتفهما جيش الاحتلال ليتأكد من هوية الشهيد، وزفّت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية ابنها المجاهد وأمير كلية الرياضة السابق الشهيد البطل مهند شحادة منفذ عملية "عيلي" البطولية التي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

ومن جانبها، ذكرت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة أن منفذ عملية رام الله البطولية، هو المعتقل السياسي السابق لدى أجهزة السلطة مهند شحادة، الذي تواصل اعتقاله لديها 17 يوماً دون توجيه أي تهمة له.

أسير محرر، ومعتقل سياسي، وابن قرية صادر الاحتلال جل أراضيها، قهر مركّب يبني قلب شاب ثائر حجرا تلو الحجر في قلب مهند المولود عام 1997  شاب خلوق من أسرة بسيطة في قرية عوريف جنوب رام الله، حافظ لكتاب الله ومتدين، ذهب برفقة صديقه خالد إلى المستوطنة يحملان سلاحهما، بعد أن جمعا كل أسباب القهر في قلبيهما، وأصبح على هذا العالم أن يقبل هذه العملية كرد فعل طبيعي على كل هذا القهر.

أما خالد عبد اللطيف صباح، البطل الثاني، والبالغ من العمر 24 عاما هو ابن القرية أيضا، رفيق المسجد وجلسات تحفيظ القرآن الكريم، شريك الذكريات ورفيق مشاهد القهر واحدا تلو الآخر، ينتمي لأسرة متوسطة الحال، وقد تزوج قبل عام وله ذكرى مخلدة في عقله يوم أطلق المستوطنون نيرانهم عليه في أحد اقتحاماتهم لمزارع القرية بينما كان يتصدى لهم هو ورفاقه. 

عوريف ليست قرية عادية لتخرج شبانا عاديين، فهي منكوبة بمصادرة عشرات الدونمات لصالح الاستيطان، الذي كلما اقتطع شجرة من أشجار مزارعيها حفر في قلوبهم ندبة تتحول مع الزمن إلى فعل ثائر، يتفجر في موعده المناسب كما حدث في قلبي مهند وخالد.

اخبار ذات صلة