تلقت (إسرائيل) عدة صفعات خلال الفترة الماضية من المقاومة في الضفة والتي عملت على تطوير استراتيجيها في مواجهة الاحتلال ونجحت في إلحاق الخسائر الكبيرة به.
وما أن خرجت (إسرائيل) من كمين جنين تجر أذيال الهزيمة ويعج الاعلام العبري بالحديث عن الصدمة من قوة العبوات التفجيرية، حتى حدثت عملية "عيلي" التي أدخلت قيادة الاحتلال في متاهة.
وجاءت عملية "عيلي" التي نفذها الشهيدين القساميين مهند شحادة وخالد صباح، لتؤكد على تطور العمل المقاوم في الضفة.
تنامي المقاومة
المختص في الشأن السياسي، فريد أبو ضهير أكد أن الوضع في الضفة يشهد حالة غليان
وذلك بسبب ممارسات المستوطنين والحواجز واستمرار الاعتقالات والتطرف من الحكومة الصهيونية.
وقال أبو ضهير في حديث لـ "الرسالة نت" إن تنامي العمل المقاوم بالضفة هو نتيجة طبيعية لما تفعله حكومة اليمين المتطرف الصهيونية، "كما أن حالة الفراغ السياسي التي تعيشها الضفة وفشل جميع سبل المفاوضات خلال السنوات الماضية، دفع بالشباب لانتهاج طريق المقاومة".
وأوضح أن الاحتلال تلقى العديد من الضربات خلال الشهور الأخيرة، "ولعل تطور العمل المقاوم يؤكد أن هناك حاضنة شعبية كبيرة أدت لنجاحه.
وأشار أبو ضهير إلى أن الشباب الفلسطيني يبحث عن كل وسائل المقاومة للرد على الانتهاكات (الإسرائيلية)، وبالتالي الاحتلال يتحمل مسؤولية كل ما يحدث.
وشدد على أن أي تطرف واعتقال وقتل وتهجير تعني مزيدا من المقاومة والغليان بالضفة والقدس.
وفي تصريح صخفي، قال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة إن عملية المقاومة في مستوطنة "عيلي" حملت الرد السريع مما مثل صفعة لمنظومة الاحتلال الأمنية التي أثخن فيها المقاومون.
وأكد حمادة على أن جرائم الاحتلال وسياساته في المسجد الأقصى بمثابة اللعب في صواعق التفجير، مشددًا على أن "المسجد الأقصى سيبقى محمي بالسيف الذي أشهر من أجله وبصمود شعبنا الفلسطيني".
وأضاف أن في الضفة مخزون هائل من الشباب الثائر يستطيع لجم الاحتلال وجرائمه، وجميع مشاريع الاحتلال في تصفية المقاومة فيها باءت بالفشل الذريع.
وأشار إلى أن مقاومة الاحتلال أصبحت متجذرة في وعي الشعب الفلسطيني الذي أبدع في مواجهة وتجاوز سياسات الاحتلال في القضاء على المقاومة.
محمد منى، الصحفي والمتابع للشأن السياسي في الضفة، أكد أن الأمور تتجه نحو المزيد من التصعيد على صعيد الوضع الميداني في ظل استمرار اعتداءات الاحتلال على المواطنين وارتفاع عدد الشهداء.
وأشاد منى بتطور استراتيجيات المقاومة بمدن الضفة وخصوصا في شمالها، مؤكدا أن القناعة الراسخة لسكان الضفة أنه لا بديل عن طريق المقاومة في وقت تزداد غطرسة الاحتلال ومستوطنيه.
وقال منى في حديث لـ "الرسالة نت": "المقاومة تطوّر من أدائها على صعيد العمل المقاومة، في وقت نجد أن هناك حديث عن عملية عسكرية كبيرة في شمال الضفة، وهو ما يستدعي الحذر".
وأشار إلى أنه لا يمكن إنهاء ديمومة المقاومة التي نهضت من جديد رغم أساليب التسوية ومحاولات الاضعاف المستمرة.