قائمة الموقع

سديل نغنغية.. المحمولة على أكتاف رفيقات الصف

2023-06-24T14:11:00+03:00
الرسالة نت-رشا فرحات

على باب البيت، جسد صغير ممدد على الأرض، تمتد إليه إيد صغيرة في مثل عمره، ترفع أيدي الصويحبات صديقتهن التي كانت رفيقة الصف بالأمس، واليوم ضحية الظلم والعدوان (الإسرائيلي)، وعليهن الآن حملها إلى مثواها الأخير.

دموع الفتيات اللواتي لم يتجاوزن الخمسة عشر كانت أكبر من أعمارهن كثيرا، بل أضافت عمرا إلى العمر يفرضه وجع الفقد على المشهد، كانت الصغيرات يحملن جثمان زميلتهنَّ الشهيدة سديل نغنغية (15 عامًا).

صوت النحيب يملأ المكان ويمزق قلوب المتواجدين في سرادق العزاء، دموع تدلل من جديد على حجم الظلم الذي يقع على أطفال فلسطين، الذي يتفنن الاحتلال في أشكاله فيصبه على أجسادهم صبا.

تلك فتاة تسير خلف الموكب؛ تمسح دموعها، وتحتضن رفيقتها، وباليد الأخرى تحمل طرف النعش الحميم، وتردد، "هينا نفذنا الوصية يا سديل".

حدث ذلك في حي الزهرة بمخيم جنين حينما صرخ محمد شقيق سديل" بابا سديل واقعة على الأرض"، حدث ذلك أمام أعين الإخوة والأب، حينما اعتلى الجنود المنازل المجاورة لمنزل عائلة نغنغية، المنخفض عن مستوى البيوت.

حينما بدأ إطلاق النار بكثافة، ورغم أن الأب غسان نغنغية طلب من الأولاد الابتعاد عن النوافذ إلا أن الرصاصة كانت أسرع من تحذيراته، وقد اخترقت رأس الطفلة.

وصل غسان إلى جسد الصغيرة الممدد أسفل النافذة، كانت غارقة في دمائها، مد الأب يدا مرتجفة تجاه الصغيرة ليحدد مصدر الدماء المتدفقة التي بدأت تلطخ يديه، كانت الرصاصة في الرأس، قتلتها على الفور.

من بين الرصاص الذي لا زال يتطاير من كل مكان في الحي، أخذ الوالد ابنته ووضعها في أول سيارة إلى المستشفى، لتعلن وزارة الصحة عن استشهادها مع فجر اليوم الجديد، كان جسدها ضعيفا، ودقات قلبها بطيئة، وظل الأمل يراوح الأبوين حتى توقف مع توقف دقات قلب الصبية.

على حافة القبر اجتمعت فتيات الصف، مددن ثوب صديقتهن فوق رمال قبرها، تذكرن موروثا طويلا من الشهادة والأسر، تعرضت له عائلتها، أعمامها، أبناء عمومتها واليوم تحمل الصبية رقم الشهيدة أربعة وخمسين من سلسلة شهداء ودعتهم جنين من بداية العام، شهيدة الصف التي حملت على أكتاف رفيقاتها.

اخبار ذات صلة