قائد الطوفان قائد الطوفان

17 عاماً على أسر شاليط.. والمقاومة ما زالت على العهد

غزة- الرسالة نت

مع مرور سبعة عشر عامًا على أسر المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام للجندي الصهيوني جلعاد شاليط، لا تزال حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تتمسك بعهدها مع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال بالعمل الدؤوب من أجل حريتهم وكسر قيدهم.

وبعد الإنجاز التاريخي في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 بتحرير 1027 أسيراً من السجون جلهم من أصحاب الأحكام العالية مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، وإلى يومنا هذا تواصل حركة حماس العمل بكل جهد لتحرير الأسرى، ولم تكتف بما حققته، فأسرت المزيد من الجنود في سبيل تحرير أسرانا.

وتعتبر حركة حماس قضية الأسرى ثابتا أساسيا من الثوابت الفلسطينية التي تعمل لأجلها، وهي على رأس أولويات الحركة، ولديها إيمان راسخ بأن العمل على تحريرهم واجب ودين في الأعناق، ولن تتردد للحظة في الدفاع عنهم وفكاك أسرهم.

وانتهجت الحركة استراتيجية أسر الجنود الصهاينة منذ انطلاقتها، ولها باع طويل في عمليات الأسر، فسجلها يزخر بأكثر من 25 عملية ومحاولة أسر، بدءا بعمليات المجموعة القسامية "101" التي أوكل إليها الشهيد القائد صلاح شحادة مهمة أسر الجنود، وصولاً إلى أسر الجندي شاؤول أرون.

أسر شاليط

في الخامس والعشرين من يونيو عام 2006م، فاجأت المقاومة العدو بعملية "الوهم المتبدد" خلف خطوط العدو في موقع "كرم أبو سالم" العسكري جنوب شرق رفح، والتي نفذتها كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام، وأسرت خلالها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط وقتلت ضابطين وأصابت ستة آخرين، فيما استشهد اثنان من منفذي العملية، هما: حامد الرنتيسي، ومحمد فروانة.

وما بعد أسر شاليط ليس كما قبله، إذ زادت المقاومة من غلتها من الجنود الصهاينة في معركة العصف المأكول، وأصبح في قبضتها المزيد من الجنود الأسرى، وفتحت صفحات جديدة في سبيل الإفراج عن الأسرى.

ومنذ أسره حتى إطلاق سراحه، كانت ذراع المقاومة قابضة على شاليط لمدة خمس سنوات، وعجز العدو عن الحصول على أي معلومة عنه في فشل استخباري لا يزال يلاحقه ويتكرر إلى يومنا هذا في معرفة ما يحيط بجنوده الأسرى في غزة وأماكن وجودهم.

فرضت المقاومة شروطها على الاحتلال، بإبرام صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 في إنجاز غير مسبوق جاء بعد مسيرة طويلة من المقاومة والتضحية خطت بدماء الشهداء والقادة، الذين حملوا الأمانة وأخذوا على عاتقهم بذل كل غالٍ ونفيس ليتنسم أسرانا عبق الحرية.

إخفاق العدو

ولا تزال وحدة الظل التي أسستها كتائب القسام عام 2006 وكشفت عنها قبل 7 سنوات، تحتفظ بجنود الاحتلال الأسرى في غزة، وتحافظ على ما لديها من إنجاز تكلل بعد تخطيط وإعداد، إلى حين تحقيق الوعد بإبرام صفقة تبادل أسرى.

وكشفت القسام لأول مرة اللثام عن الوحدة السرية "وحدة الظل" عام 2016، وأوضحت أن مهمتها هي تأمين الأسرى الصهاينة الذين يقعون في يدها وإخفاؤهم عن الاحتلال وعملائه.

حققت الوحدة نجاحًا استخباراتيًا كبيرا، وأفشلت كل محاولات الاحتلال بأدواته وأجهزته المتعددة للوصل إلى طرف خيط عن جنوده.

وكان للشهيد القسامي القائد الكبير باسم عيسى "أبو عماد" الذي ارتقى في معركة "سيف القدس" دور كبير في الاحتفاظ بالجنود الأسرى، فهو أول من شكل الفريق الأول للوحدة وأوكلت إليه مهمة إخفاء الجندي شاليط في الفترة الأولى من عملية أسره.

الدفاع عن الأسرى

وفي ظل تمادي العدو وتصاعد انتهاكاته ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حرصت حماس على أداء دورها المطلوب بالدفاع عنهم وإسنادهم، ما أدى إلى جولات تصعيد عسكرية، فرضت فيها معادلاتها على الاحتلال، لتؤكد أن المساس بقضية الأسرى خط أحمر وسيشعل فتيل الصراع.

وعلى الرغم من عدم جدية الاحتلال في إبرام صفقة جديدة على غرار "وفاء الأحرار" ومماطلته في قضية الأسرى، إلا أن الحركة بيدها أوراق قوة قادرة من خلالها على إرغام العدو بالرضوخ لمطالبها، وأكدت مراراً على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أن تهرّب العدو من استحقاق صفقة جديدة لن يمنعها من زيادة غلتها من الجنود لكسر قيد الأسرى.

ولا تزال يد المقاومة قابضة على ما لديها من جنود أسرى تؤكد أنهم لن يروا شمس الحرية ما لم يتنسمها أسرانا واقعا عمليا، وثابتة على عهدها بتحرير الأسرى، وأن اليوم الذي تكسر فيه المقاومة أنف العدو وترضخه لشروطها بقبول صفقة تبادل أسرى سيتحقق قريبا.

البث المباشر