قائد الطوفان قائد الطوفان

عرابة بلدة القصور التاريخية في فلسطين

الرسالة نت - الضفة المحتلة

توجد على أراضيها بيوت قديمة وقصور بنيت منذ مطلع القرن العشرين، وبعضها أقدم من ذلك، بنيت من الحجر وما زالت قائمة في معظمها حتى الآن، لذلك فإنه يطلق عليها بعض الإعلاميين بلدة القصور المنسية التي أصبحت ذكريات وتاريخ.

عرابة الواقعة جنوب غربي مدينة جنين وتبعد عنها 13 كم، يصل إليها طريق يتفرع عن الطريق الرئيسي نابلس-جنين، ويحدها من الشمال سهل عرابة والكفيرات، ومن الجنوب فحمة وعجة، ومن الشرق قباطية ومركة، ومن الغرب صيرا.

تضاربت الروايات والأقوال في سبب تسميتها بهذا الاسم، ومن بينها أنها تقوم على أطلال "عروبوت" التي ذكرت في نقوش المصريين القدماء، وقد تكون "عرابة" من كلمة "عرب" السريانية بمعنى "غربل" الحب ونقاه، ويحتمل أن تكون من "غرب" أي ذهب غربا، وقيل إنها سميت كذلك لوقوع البلدة على ربوة من الأرض فسميت "عرابية" أي على رابية، وهناك رواية تقول إنها سميت على اسم نبي كان يسكنها وهو النبي إعرابيل والمدفون في المسجد الشرقي الكبير في البلدة.

يعود تاريخ عرابة إلى بداية الحضارة في المنطقة فهي مدينة كنعانية قديمة وقعت تحت حكم المؤابيين وصولا إلى الآشوريين فالأنباط فاليونان فالرومان فالبيزنطيين فالمسلمين. وكانت عرابة في القدم مركز محافظة جنين، وكان فيها جميع الدوائر الحكومية في زمن العثمانيين، وهي حتى اليوم تعد من أشهر قرى مدينة جنين.

واكتسبت عرابة مكانة مرموقة بين بلدان فلسطين منذ عهد قديم، وفيها من المواقع التاريخية والأثرية ما يدل على قدم تاريخها وأصالتها واتساع شهرتها، فقد كانت محطّ الأنظار، ومعبر الأسفار .

وتبلغ المساحة العمرانية للبلدة حوالي 27 ألف دونم، ومساحة أراضيها الكلية 39,900 دونم، ويمتد جزء من هذه الأرض إلى المرتفعات في جنين، ويمتد الجزء الآخر إلى السهول، ويعتمد اقتصاد البلدة على الزراعة بفضل الأراضي الخصبة وكميات الأمطار المتساقطة، وتشغل الزراعة مساحات واسعة من أراضيها، وبخاصة زراعة الأشجار المثمرة كالزيتون واللوزيات. وتتركز زراعة الخضراوات والحبوب في الأراضي المنبسطة.

بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 2196 نسمة، ارتفع إلى 3810 نسمات عام 1945، وبلغ عام 1967 حوالي 4200 نسمة، تضاعف إلى 6100 نسمة عام 1987. ويقدر عدد سكانها حاليا وفق تقديرات جهاز الإحصاء المركزي بـ20 ألف نسمة، فيما تتواجد أعداد كبيرة من أهالي البلدة خارج فلسطين.

ومع نكبة عام 1948 وقيام دولة الاحتلال، فقد خضعت البلدة لحكم المملكة الأردنية الهاشمية، وفي حرب عام 1967 أصبحت عرابة تحت السيطرة الإسرائيلية، وبعد توقيع "اتفاقيات أوسلو" فإن البلدة خضعت لحكم السلطة الفلسطينية ضمن محافظة جنين.

                                                     قصور عبدالهادي في عرابة

وشكلت قصور آل عبد الهادي في عرابة التي وصل عددها إلى 13 قصرا أهمية عمرانية كبيرة في البلدة لارتباطها التاريخي بنفـوذ عائلـة عبد الهادي في فلسطين في القرن التاسع عشر، وما واكب ذلك من مظاهر الرفاهيـة والزعامة التقليدية والوجاهة التي حظيت بها هذه العائلة، فقصورهم تبنت أشكال القلاع الحصينة، وتم بناء سور وأبراج حول القصور، عليها جنود للمراقبة لزيادة الحماية والدفاع ضد هجمات شيوخ النواحي الآخرين، وخاصة آل جرار وآل طوقان.

ولا تزال هذه القصور ماثلة وقائمة كأحد معالم عرابة الأثرية والتاريخية.

ولعبت عرابة دورا وطنيا كبيرا في الصراع العربي-الإسرائيلي خلال السنوات الماضية كما هو حال باقي بلدات محافظة جنين، فقد سقط الكثير من الشهداء على أرض بلدة عرابة، ويوجد في سجون الاحتلال العشرات من أبناء البلدة، وخرج منها الكثير من القادة الوطنيين من بينهم، الشهيد أبوعلي مصطفى الذي شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ويعد أول زعيم فلسطيني سياسي من الصف الأول يتم اغتياله أثناء انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) .

وارتقى الأسير خضر عدنان ابن عرابة شهيدا بعدما اغتاله الاحتلال بسبب الإهمال الطبي، وتركه في زنزانته على مدار 86 يوما من الإضراب عن الطعام الذي خاضه رافضا لاعتقاله.

وتشهد البلدة مواجهات متواصلة مع جنود الاحتلال الذين يقتحمون البلدة بشكل دائما لاعتقال الشبان أو لتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية فيتصدى لهم شبان البلدة، شأن باقي المدن والقرى الفلسطينية.

البث المباشر