ترتبط أيام العيد في ثقافات الشعوب والأمم بالحلوى التي تُقدم للضيوف والمهنّئين، كبارًا وصغارًا. وتحرص ملايين الأسر في أنحاء العالم على إعداد بعض الحلويات في المنزل لتقديمها للزائرين في العيد، بالإضافة إلى العصائر وكعك العيد.
وعيد الأضحى من المناسبات التي يُظهر فيها المسلمون فرحهم، فيلبسون الجديد ويأكلون ما لذ وطاب من أصناف الطعام، ومنها الحلوى.
ولأن الشعوب العربية مضيافة بطبعها وتستقبل الزائر بحب، فإن تقديم الحلوى في أكثر من جلسة قد يسبّب الإحراج للزائر خاصة إذا كان غير قادر على تناول مزيد من الحلوى، فكيف يمكنه قول "لا" بينما يتقبل المضيف مطلبه بصدر رحب؟
يقول المستشار الأسري والاجتماعي مفيد سرحان -للجزيرة نت- إن تقديم الحلويات والعصائر في العيد عادة سائدة في المجتمع، فضلًا عن تقديم القهوة السادة، ويُصرّ كثيرون على أن يتناول الضيف الحلوى، وبعضهم يقدم أكثر من نوع ويطلب من الضيف تذوّق الأصناف كافة.
ويضيف "لظروف صحية، بعض الأشخاص لا ينصح بتناولهم الحلويات، وبعضهم الآخر يمكن أن يتناول شيئًا بسيطًا منها، إما لسبب صحي أو لعدم رغبته في تناول الحلويات بكثرة".
وعليه، فإن تعدّد الزيارات في اليوم الواحد وتناول كميات كبيرة من الحلوى يمكن أن يسبب الأذى، ويؤثر على الاستمتاع بالعيد أو متابعة الزيارات.
التعامل بأريحية في الزيارات
ويرى سرحان أن الزيارات مهمة ومطلوبة، لكن يمكن الاكتفاء بشرب فنجان قهوة، ويعتبر أن عدم تناول الحلويات لا يؤثر في الزيارة ولا يعني عدم تقدير الضيف أو التقصير في واجبه.
وقال "يجب أن نتعاون جميعًا في تأمين الأجواء المناسبة للفرح الحقيقي بالعيد واستمرار التواصل بين الناس، بعيدًا عن الشعور بالحرج أو التقصير من جانب المضيف".
وأضاف سرحان أنه إذا اعتذر شخص عن تناول الحلوى فيجب اعتبار ذلك أمرًا عاديا لا ينتقص من قيمة الزيارة، وأوضح أن التعامل بأريحية في الزيارات من دون تكلّف ينشر أجواء مريحة عند الجميع.
2 إلى 3 قطع حلوى في اليوم
تقول المتخصصة في التغذية العلاجية حنين السالم "خلال أيام العيد، تتناول العائلة كميات كبيرة من الحلويات أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، لا سيما في الزيارات. وذلك بما يفوق حاجة الفرد من السكريات والسعرات الحرارية".
وتضيف للجزيرة نت "أي كمية زائدة عن حاجة الجسم تُخزَّن في صورة دهون تسبب زيادة الوزن وتشكل خطرًا على صحة الفرد".
لذا، تنصح السالم بضرورة التحكّم بكمية ما تتناوله من الحلويات، ككعك العيد والشكولاته، "فالاعتدال هو المطلوب، بحيث لا تتناول أكثر من قطعتين إلى 3 قطع في اليوم الواحد".
وتوضح أن من أهم النصائح التي تساعد على التحكم بتناول الحلويات عدم بدء الوجبات بتناول حلوى العيد، لما لذلك من أثر على فتح الشهية طوال اليوم.
العيد والحلوى
وتقول السالم "تناول الكعك أو الشكولاتة أثناء شعورك بالجوع يدفعك إلى عدم التحكم بالكميات المتناولة، لذا يُفضَّل تناول الحلويات بعد وجبات متوازنة ومشبعة".
وتلفت إلى أن زيادة استهلاك الكافيين الموجودة في القهوة والمشروبات الغازية أو الشكولاته تسبب إدرارًا أكثر للسوائل، يؤدي إلى جفاف الجسم.
لذا، تجب المحافظة على ترطيب الجسم بشرب الماء بما لا يقل عن 8 إلى 10 كؤوس موزعة على مدار اليوم، لأن الشعور بالعطش يشبه الشعور بالجوع، بينما هناك أشخاص كُثر لا يميزون بين الاثنين!
كيف تقول "لا" للطعام؟
يقدّم موقع "فري ويل في" (verywellfit) نصائح حول كيفية قول "لا" للطعام الذي لا ترغب في تناوله أمام المضيف، وأهمها:
كرّر القول: لا يكتفي كثير من مقدمي الطعام (المضيفين) بكلمة "لا" من الضيف، وسيواصلون الضغط عليك لتناول الطعام. قد يكون الأمر محرجا، لكن عليك أن تكرّر ما تقوله بلطف.
غيّر الموضوع: قد يكون من المفيد تغيير الموضوع عقب ردك مباشرة، يمكنك ببساطة أن تقول "لا، شكرًا"، ثم تتبعها على الفور بسؤال لتشتيت انتباه المضيف.
رفض خفيف: تجنّب الإدلاء بتعليقات سلبية حول الطعام أو جسمك أو حالتك الصحية عند رفض الطعام. وبدلًا من ذلك، اجعل رفضك خفيفًا، وامدح طعام "المضيف" لعمله الشاق ومدى روعة مظهر الطعام أو رائحته، بينما تقول "لا" بلباقة.
كن صادقًا: صحتك وأهدافك مهمة عندك، وهذا أمر جيد. ويمكن أن يؤدي توضيح حدودك والصدق بشأن خياراتك إلى إيقاف المضيف عن مزيد من الإلحاح.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية