ثلاثة وثلاثون اعتقالا أمضى خلالها أكثر من 15 عاما في سجون الاحتلال، حرمت الأسير القيادي في حركة حماس عبدالجبار جرار عشرات المناسبات وآخرها عيد الأضحى المبارك، غيّبه فيها الاحتلال عن عائلته وأبنائه سنوات طوال أغلبها تحت سيف الاعتقال الإداري.
القيادي عبد الجبار جرار، مواليد عام 1966 في قرية الجديدة بمحافظة جنين، متزوج ولديه ولدان وبنتان، يحمل شهادة البكالويوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، ويعمل في مدارس جنين الحكومية وأحد أبرز رجالات الإصلاح فيها وشخصياتها الوحدوية.
وقالت وفاء جرار، زوجة القيادي "عبد الجبار"، إن الاحتلال وعبر سنوات طويلة حرم العائلة من مناسبات عديدة، حيث أوضحت أن لديه 4 أبناء لم يتمكن من حضور ولادة أي منهم، ولم يكن حاضرا كذلك في نجاحهم بالثانوية العامة أو تخرجهم من الجامعات.
وأضافت جرار أن الاحتلال زيادة في التنكيل بالعائلة حرمه كذلك من حضور زفاف ابنه البكر "حذيفة"، حيث أصر الاحتلال على حرمانه من المشاركة في الزفاف عبر اعتقاله قبل الزفاف والإفراج عنه بعد الزفاف، حيث غيّبه في تلك الفترة لمدة 8 أيام، للتنغيص على العائلة.
وحسب جرار، لم تكتف سلطات الاحتلال بحرمانه من الأفراح، بل حتى الأتراح والأحزان، حيث في عام 2011 فقد الشيخ عبد الجبار والدته، وفقد شقيقه الأكبر عام 2016، وفقد شقيقته وعمته وخالتها، كل ذلك وهو مغيّب داخل السجون.
وفقد القيادي جرار شقيقه الثاني عبد الفتاح الجرار إثر إصابته بفيروس كورونا في العام 2020، كما فقد عددا من إخوانه المقربين في قيادة حماس ورفاق دربه في الجهاد والمقاومة والأسر وأبرزهم القيادي عمر البرغوثي والقيادي وصفي قبها.
غياب في العيد
وقالت وفاء جرار: "تظلنا اليوم مناسبة عظيمة جدا وهي أيام الحج وعيد الأضحى المبارك والشيخ عبد الجبار ما زال قابعا في سجون الاحتلال".
وأوضحت أن هذا العيد الـ30 الذي يقضيه في السجون بعيدا عن أسرته وعائلته، محروم والعائلة من فرحة العيد وقضاء هذه الأيام سويا أو ذبح الأضحية لأداء شعائر العيد.
وأشارت إلى أن العيد مناسبة دينية سعيدة جدا تجتمع فيها الأسرة، ومتنفس فرح للفلسطينيين الذين يواجهون ضيم وظلم الاحتلال في كل يوم.
وبيّنت أن العائلة كانت تتمنى أن يكون زوجها مع عائلته وأصدقائه وإخوانه؛ إلا أن الاحتلال أصر على تنغيص هذه الفرحة حيث مدد اعتقاله قبل أسبوعين، ما حدا بهم أيضا لتأجيل فرحة عرس نجله الأصغر "أمجد" لعله يكون بينهم.
ولفتت إلى أن الظروف النفسية والعائلية ليست بالسهلة عليهم، في ظل حرمان العائلة من الزوج والأب، وإصرار الاحتلال على التنغيص عليهم بتغييبه خلف القضبان، فهذه الفرحة وفرحات كثيرة انتهت دون أن تكتمل لأنها ستظل ناقصة دون وجود "أبو حذيفة" معهم.
آلام مضاعفة
وفي اعتقاله الأخير، أوضحت جرار أن زوجها تعرض للتحقيق في سجن مجدو، وذلك بعد اعتقاله من منزله في مدينة جنين في 15/2/2022، بعد 83 يوما من الحرية من اعتقال إداري سابق لمدة عام.
وفي هذه الأيام أتم 16 شهرا في اعتقاله الإداري الأخير، بعدما جددت له مخابرات الاحتلال عبر محكمة سالم العسكرية لمدة 4 شهور جديدة.
وأردفت: "رغم الغياب الكبير في الأعياد، إلا أن هذا العيد كان الأكثر أثرا وألما وقلقا على العائلة بسبب ما يعانيه أبو حذيفة من أمراض متعددة من الضغط والسكري وآلام المفاصل والغضاريف إلى جانب التهاب حاد بوتر قدمه اليسرى، ولا يقوى على السير أو الوقوف إلا بعكاز، كما أنه لا يستطيع ثني ركبته".
وذكرت أن الاحتلال تعمد سياسة الإهمال الطبي بحق الشيخ، حيث بعد 4 شهور من الآلام في قدمه، وبعد 5 شهور أخرى، أعطاه إبرة مكتفيا بها لتخفيف آلامه، ما تسبب بزيادة الآلام لديه في الركبة ما قد يعني الوصول لعملية تغيير الركبة.
ونوّهت إلى أن كل الآلام باتت اليوم مرتبطة ببعضها البعض، حيث شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعا كبيرا في الضغط والسكري بسبب الالتهابات القوية، وكل ذلك يقابل بإهمال طبي واضح.
واستدعي الشيخ عبد الجبار لدى الاحتلال أول مرة عام 1983، واعتقل للمرة الأولى عام 1990، ثمَّ توالت اعتقالاته لتصل لـ30 مرة ولتبلغ قرابة الـ 15 عامًا، عانى خلالها من ظروف صحية، كما تعرض للتحقيق العسكري القاسي لأكثر من مرة أورثته آلاما وأمراضا مزمنة ما زالت تلاحقه حتى في اعتقالاته الحالية.
وإلى جانب الاعتقالات المتكررة، فإن فضاء الحرية الصغير الذي يحظى به بين الفينة والأخرى، فإن الشيخ عبد الجبار ممنوع من السفر منذ فترة طويلة بقرار من الاحتلال، ليكتب عليه أنه إن خرج من سجن فإنه يخرج إلى سجن أكبر.