دقّت الأمم المتحدة، الأربعاء، "ناقوس الخطر" مُحذّرة من الوضع الإنساني في شمال شرق نيجيريا الذي تمزقه النزاعات مع تزايد عدد من يحتاجون إلى مساعدات في المنطقة المضطربة.
يدور منذ 14 عاماً في المنطقة نزاع دامٍ بين الجيش والجماعات المقاتلة، ومن بينها "بوكو حرام"، سبّب مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتشريد مليونين، ما أدى إلى واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
قال ماتياس شمالي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في نيجيريا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "علينا أن نتحرك بسرعة لمنع الوضع في شمال شرق نيجيريا من أن يتحول إلى كارثة مستفحلة".
وأضاف أن نحو ستة ملايين شخص بحاجة إلى المساعدة هذا العام بزيادة 5,5 ملايين عن العام الماضي، فيما ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الشديد في ولايات بورنو وأداماوا ويوبي من 4,1 ملايين إلى 4,3 ملايين شخص.
وأوضح شمالي: "يواجه أكثر من 500 ألف شخص مستويات من انعدام الأمن الغذائي تتطلب تدخلاً عاجلًا. إنهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة. نحن ندق ناقوس الخطر".
تسعى خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2023 للوضع في شمال شرق نيجيريا لجمع 1,3 مليار دولار، لكنها لم تحصل إلا على 25 في المائة منها.
وقال المسؤول الأممي: "يجب ألا ينسى العالم سكان شمال شرقيّ نيجيريا".
من جانبه، صرح ديفيد ستيفنسون، مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في نيجيريا، إن من بين 4,3 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية في شمال شرق البلاد، لم يكن بوسع برنامج الأغذية العالمي التخطيط حتى للوصول إلى 1,4 مليون منهم بسبب "الخيارات الصعبة" التي كان عليه اتخاذها.
آمال في السلام
قال شمالي إن عدد الأطفال دون سن الخامسة المعرضين لخطر سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم تضاعف إلى 700 ألف هذا العام.
وقال كريستيان موندويْت، ممثل نيجيريا لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): "لقد نفدت الإمدادات الضرورية لدينا بالفعل. في مواجهة سوء التغذية الحاد المعتدل، سينفد مخزوننا بالتأكيد في أغسطس/ آب وللحالات الشديدة -تلك التي تحتاج حقاً إلى إجراءات لإنقاذ الأرواح- سينفد مخزوننا بحلول سبتمبر/ أيلول".
تولى الرئيس النيجيري بولا تينوبو البالغ 71 عاماً رئاسة السلطة خلفاً لمحمد بخاري في 29 مايو/ أيار بعد فوزه في انتخابات فبراير/ شباط.
وأفاد شمالي: "نأمل أن نرى في ظل الرئيس الجديد زخماً متجدداً لتحقيق السلام".
وأضاف أن الوضع الإنساني تفاقم بسبب أزمتي المناخ والأمن الغذائي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والأسمدة، وكذلك بعد سنوات من التنمية الفاشلة.
وقال إن "السبيل إلى إنهاء هذا الوضع لا يتمثل فقط بالتوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء النزاع، ولكن في الواقع معالجة أزمة التنمية الكامنة".
وتابع: "حتى لو انتهى النزاع وتم تحقيق السلام، إذا لم توفر الأشياء الأساسية للعيش الكريم، مثل التعليم والصحة وسبل المعيشة، فإن مسببات تجدد الحرب والنزاع ستكون هائلة".